Skip to content

30/01/20

حدود أفريقيا المفتَّحة تسهِّل اختراق فيروس كورونا

Coronavirus - MAIN
حقوق الصورة:葉 正道 Ben (CC0 1.0)

نقاط للقراءة السريعة

  • أول حالة لفيروس كورونا المستجد تَأكد ظهورها في كوت ديفوار
  • الحدود ذات الثغرات سهلة الاختراق على الفيروس الجديد
  • الاستثمارات الصينية بالقارة تجلب وافدين كُثرًا إليها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تتزايد المخاوف بشأن قدرة أفريقيا على حماية مواطنيها من فاشية الفيروس التاجي المستجد، سريع الانتشار، الذي أودى حتى الآن بحياة 171 نسمة في الصين، وأصاب أكثر من 8000 شخص.
 
واليوم، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الدولية لمكافحة الفيروس، إذ ترى أن الإجراءات الصينية ”مثالية“، ولكنها تتخوف انتقاله إلى دول تمتلك أنظمة طبية ضعيفة، وغير قادرة على المواجهة.
 
جاء هذا الإعلان عقب استئناف لجنة الطوارئ التابعة للمنظمة تقييم الخطر العالمي في (30 يناير)، لا سيما إثر انتقال الفيروس إلى 18 دولة غير الصين.

وأصدر المدير العام للمنظمة تيدروس أدحانوم غيبريسوس بيانًا أعلن فيه أن الفاشية العالمية لفيروس كورونا المستجد تشكَل طارئة صحية عمومية.
 
وقالت منظمة الصحة العالمية إن مكاتبها الإقليمية تعمل على تكثيف الاستعداد للفيروس الجديد.
 
وتأكدت إصابة أول حالة مشتبه فيها بالفيروس في كوت ديفوار.
 
من جهة أخرى، بدأت مصر في فحص جميع المسافرين جوًّا القادمين من بلدان وقعت فيها الإصابة، أما في كينيا -التي تتلقى يوميًّا ثلاث رحلات على الأقل من الصين- فقد صدر توجيه ببدء الفحص في جميع موانئ الدخول في 22 يناير، وفي اليوم نفسه حذت نيجيريا حذوها.
 
ومع ذلك، لا تزال الحدود البرية التي يسهل اختراقها في أفريقيا مدعاةً للقلق بين صانعي السياسات والمهنيين الصحيين، الذين يخشون أن يؤدي الترحال والنقل غير المحكومَين بين البلدان إلى انتشار الفيروس بسرعة.
 
يحذر من خطورة هذه الحدود واسعة الثغرات إيفاني نسوفور، عالِم الأوبئة ومدير السياسات والمدافعة في ’نيجيريا هيلث ووتش‘.
 
يقول ’نسوفور‘ لشبكة SciDev.Net: ”يجري تجاهُل هذه الحدود البرية مع كل جلبة يُحدثها تفشِّي فيروس كورونا، ويمكن أن تكون مصادر محتملة للإصابة القادمة إلى القارة“.
 
ويردف: ”عمومًا، لا يوجد بلد في إفريقيا على استعداد تام للكشف عن تفشِّي الأمراض المعدية أو منعها أو التصدي لها“.
 
ومما يؤكد مخاوفه، تلك البيانات الواردة من موقع منع الأوبئة، الذي يستخدم معلومات من منظمة الصحة العالمية لقياس قدرة أي بلد على التعامل مع تفشِّي الأمراض المعدية ومنعها. تحتاج الدول إلى إحراز ما لا يقل عن 80 نقطة حتى يمكن اعتبارها مستعدةً وفق هذا المؤشر، لكن حتى الدول الأفريقية الأكثر خبرةً، مثل كينيا وجنوب أفريقيا وسيراليون، لا تحصل إلا على ما بين 50 و60 نقطة.
 
أما الدول الفقيرة غير الساحلية، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى أو تشاد، فهي تُراوح في العشرينيات. تخضع هذه البلدان لكميات كبيرة من البضائع التي تمر عبر الطرق، ولها حدود برية غير خاضعة للرقابة إلى حدٍّ كبير.
 
تتفاقم المشكلة بسبب عدم فحص الركاب عند تغيير الرحلات الجوية.
 
وقالت إيناس همام، المتحدثة باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط: ”تتحمل بلدان الوصول مسؤولية فحص جميع المسافرين، لا مراكز النقل الإقليمية“.
 
وتستدرك إيناس: ”بيد أن هذه المحاور لديها القدرة على اكتشاف الحالات المشتبه فيها والاستجابة لها“.
 
وتشدد: ”يجب الكشف عن الحالات المشتبه فيها، وتعزيز أنظمة المراقبة في جميع البلدان، متضمنةً بلدان الوصول“.
 
والفيروسات التاجية تسببت في عدة أنواع من أمراض الجهاز التنفسي، مثل ميرس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، وسارس (متلازمة التنفس الحاد الوخيم). أما المرض الحالي، الذي بدأ في مقاطعة ووهان الصينية في ديسمبر، فهو سلالة جديدة، أُطلِقَ عليها اسم فيروس كورونا المستجد 2019-nCoV.
 
وحتى الساعة الخامسة، بتوقيت مكة المكرمة، بعد عصر الخميس الموافق 30 يناير، تم تأكيد 8235 حالة إصابة بالفيروس، منها 111 خارج الصين. توفي 171 شخصًا بسبب هذا المرض، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
 
ومع ذلك، فإن دول الشرق الأوسط -التي تشكل أكبر موانئها محطةً للسفر الأفريقي- فهي مجهزة على نحوٍ أفضل للتعامل مع الفيروس. سبق لدول الخليج، التي تستضيف مطارات دولية كبيرة، مثل الدوحة ودبي، أن تعاملت مع فيروس ميرس، وهو سلالة من الفيروسات التاجية تنتقل من الخفافيش إلى البشر عبر الجمال.
 
وجرى التأكد من إصابة أربعة أفراد من عائلة واحدة بالفيروس الجديد في دولة الإمارات.
 
ويرى إسلام حسين -عالِم الفيروسات المصري، والباحث بشركة مايكروبيوتكس الأمريكية للبحث والتطوير أن منطقة الشرق الأوسط قد استفادت من تجارب سابقة في التعامل مع أوبئة مماثلة في السنوات القليلة السابقة، كان أقربها الفيروس المسبب لمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وهو الأشد ضراوةً من فيروس كورونا المستجد.
 
”ما نحتاج إليه الآن هو رفع درجة الوعي العام والترقب؛ للتعرُّف على أي حالات مصابة بأقصى سرعة، ومن ثم عزلها وعلاجها في مستشفيات مجهزة، جنبًا إلى جنب مع تتبُّع الأشخاص الذين كانوا على احتكاك مباشر بالحالة“.
 
والتعرُّف على الحالات المصابة يتطلب بعض الإمكانيات الفنية التشخيصية، التي يعتقد ’حسين‘ أنها متاحة الآن في كثير من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (إن لم يكن كلها).
 
وفي حال ظهور الفيروس بالمنطقة فإذا طُبقت الاستعدادات بحزم وسرعة، ”أعتقد أنه من الممكن السيطرة على تفشِّي فيروس كورونا الجديد“.
 
شهدت أفريقيا زيادةً كبيرةً في عدد الزوار من الصين خلال العقد الماضي، سواء من خلال السياحة أو بسبب استثمارات الصين المتزايدة في القارة.
 
إلا أن ’نسوفور‘ يقلل من تأثير هذا على احتمالية انتشار الفيروس في أفريقيا أو كيفيته.
 
يقول ’نسوفور‘: ”بالنظر إلى سهولة الرحلات ومدى ترابُط الدول اليوم، فإن كل دولة على وجه الأرض معرضة بالقدر نفسه لخطر الإصابة بفيروس كورونا“.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع SciDev.Net