Skip to content

05/01/20

خلاف حول نوع الإنفلونزا في اليمن

yemen flu

نقاط للقراءة السريعة

  • استنفار لوزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين وإعلان حالة الطوارئ في صنعاء لمواجهة ما تعده إنفلونزا الخنازير
  • مسؤولو منظمة الصحة العالمية يقولون إن الساري مدٌّ عالٍ لموجة إنفلونزا موسمية تستمر للربيع
  • تردِّي الأوضاع الصحية في اليمن ينذر بكارثة أيًّا كان نوع الإنفلونزا أو سلالاتها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[صنعاء] بدا موقف منظمة الصحة العالمية أكثر هدوءًا حيال الإنفلونزا في اليمن، في الوقت الذي تُعلَن فيه حالة الطوارئ من قِبَل السلطات الصحية بالعاصمة صنعاء.

بالنسبة للصحة العالمية لا يعدو الأمر انتشارًا لإنفلونزا موسمية ستستمر إلى مارس 2020، ويؤكد ممثل المنظمة في صنعاء، ألطف موساني، أنها في أعلى مستوياتها منذ أكتوبر الماضي.

أما وزارة الصحة التابعة للحوثيين في اليمن فقد استنفرت تأهُّبًا لمواجهة ما تجزم بأنه إنفلونزا خنازير آخذةٌ في الانتشار على نحوٍ تصاعدي في عدد كبير من المحافظات.

وأيًّا كانت سلالة الإنفلونزا المنتشرة -في ظل تردِّي أوضاع القطاع الصحي بالبلاد، وأعداد المصابين والوفيات التي يسوقها مسؤولو السلطات الصحية المحلية- فالبعض يرى أن ثمة كارثة صحية تتجمع نذرها في الأفق.

ويُعتقد أن المرض قضى -خلال العام 2019- على 271 شخصًا من بين 6945 حالةً اشتُبه في إصابتها، وفقًا لتقرير حديث لوزارة صحة الحوثيين، حصلت شبكة SciDev.Net على نسخة منه.

التقرير المعنون باسم ’الوضع الوبائي لحالات الالتهابات التنفسية الحادة الوخيمة‘، يكشف عن تأثُّر سبع عشرة محافظة، تمثل ثلاثة أرباع اليمن، غير أن أمانة العاصمة وذمار وصعدة هي أكثر المحافظات تأثرًا، وربما أعلى المحافظات بالنسبة للوفيات.

”سُجلت في العاصمة وحدها نحو 90 حالة وفاة“، وأعلنت وزارة الصحة جملة تدابير تقول إن من شأنها المساعدة في احتواء الانتشار، جاء بعضها على لسان مدير عام الترصد الوبائي بمكتب العاصمة، خالد المؤيد.

يقول المؤيد لشبكة SciDev.Net: ”وجهنا المستشفيات العامة والخاصة إلى تخصيص أقسام وأسرَّة في العناية المركزة مجهزة بالمحاليل وعقار ’تاميفلو‘ بالمجان، كما شكلنا جهات ترصد وجُهزت مختبرات متكاملة“.

وأمر طه المتوكل -وزير الصحة في حكومة الحوثيين- بتشكيل لجنة عليا شملت ممثلي وزارات عدة، وإنشاء غرفة عمليات بالتعاون مع شركاء دوليين، تعمل على مدار الساعة؛ لمواجهة المرض والتصدي له.

يرفض ممثل منظمة الصحة العالمية الحديث عن المرض مستخدمًا مسمى ’إنفلونزا الخنازير‘.

وعلى سبيل التصويب، يتحدث موساني عن ’إنفلونزا موسمية‘، تنقسم إلى أربعة مستويات، يجري العمل حاليًّا على النوعين الأول والثاني؛ إذ ”يختلف نمط هذا الانتشار من بلد إلى آخر، وكذا معدل الإماتة، وفقًا للأوضاع التي يعيشها البلد“.

يوافق على فحوى التصريح إسلام حسين كبير الباحثين في شركة ميكروبيوتكس، المتخصصة في تطوير الأدوية المضادة للميكروبات، المتخصص في علم الفيروسات، والباحث بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأمريكا.
 
يقول ’حسين‘ لشبكة SciDev.Net: ”تسمية إنفلونزا الخنازير كانت غير صحيحة في الأصل؛ لأنها لم تأتِ من الخنازير مباشرة، وقد مرت السلالة بمراحل خلط جيني عديدة حتى نتج الفيروس الذي أصاب الإنسان“.

ويضيف: ”حاليًّا هذا النوع يصنف من الأنواع المسببة للإنفلونزا الموسمية، وهو أحد مكونات التطعيم الموسمي“.

المهم أن هذا الظهور ليس الأول له في اليمن؛ إذ سُجلت خلال الأعوام الثلاثة الماضية إصابات به ووفيات بسببه.

”غير أن الوزارة لم تولِ الأمر الكثير من الاهتمام، ولم تثبت رسميًّا؛ لأن أغلب المستشفيات رفضت استقبال الإصابات، وجرى التعامل مع معظمها بلا مبالاة“، وفق ما أدلى به للشبكة، أحمد حسن القعيش مدير الترصد الوبائي في محافظة المحويت.

ويؤكد القعيش: ”صنعاء كانت بؤرة انتشار المرض، وأغلب حالات الإصابة صُنِّفت تحت مسمى التهابات صدرية، وقضت دون أن تكشف إصابتها بالفيروس“.

قبل ذلك وتحديدًا خلال عامي 2009 -2010، شهد اليمن انتشار إنفلونزا الخنازير، وسجلت السلطات الصحية نحو 650 إصابة، وقرابة 40 حالة وفاة، لكن يبدو أن الموجة الحالية ستكون أشد وتنذر بكارثة حقيقية.

يرى المؤيد أن موجة الإنفلونزا الحالية تختلف كثيرًا عن الفاشيات التي حدثت باليمن خلال الفترة الماضية، كالكوليرا وحمى الضنك، والتي يقول إنها لقيت اهتمامًا كبيرًا من قِبَل الشركاء الدوليين، لكنهم حاليًّا يتحدثون عن إنفلونزا الخنازير بحسبانها إصاباتٍ موسميةً سُجِّلت في دول عدة.

وبالعودة إلى ممثل الصحة العالمية، فإن موساني يستبعد أن تكون موجة الإنفلونزا الحالية في اليمن مؤشرًا لجائحة أو وباء عالمي، ويرى أن الوضع الحالي يشير إلى ارتفاع طبيعي في بلدان شرق المتوسط.

وبالعودة إلى ممثل الصحة العالمية ، فإن موساني يستبعد أن تكون موجة الإنفلونزا الحالية في اليمن مؤشرًا لجائحة أو وباء عالمي، ويرى أن الوضع الحالي يشير إلى ارتفاع طبيعي في بلدان شرق المتوسط.

لكن المؤيد يتمسك برأي مغاير، يؤكد فيه أن ”الوضع الصحي والاقتصادي والمعيشي وحتى النفسي صعب للغاية في البلاد، ما يشكل بيئةً مناسبة قد يتحول معها إلى جائحة“.

ويتابع: "لا بد من تقييم مناسب ومواجهة متكاملة لتلافي الكارثة، فلقد وصلت شكاوى كثيرة بأن العديد من المستشفيات لم تعد قادرةً على استيعاب الحالات".

القعيش يوافقه الرأي، الذي يقيم الوضع بأنه ”خطر جدًّا“، فالفيروس ”قادر على تدمير الرئة كليًّا خلال ثلاثة أيام إذا لم يجد المصاب الرعاية العاجلة“.

ويؤكد أن التصريحات الرسمية مناقضة للواقع؛ ”فالقدرات العلاجية ضعيفة جدًّا وغير كافية، وغالبًا ما جرى تحويل حالات ورفض استقبالها في مستشفيات كثيرة“.

وسُجلت حالات اشتباه وإصابات مؤكدة بالفيروس من الفئة A في دول عدة، منها السعودية وسلطنة عمان والأردن، ووفق إعلان المنظمة في 18 ديسمبر الجاري، ”لا توجد حالات غير طبيعية“.

ينتشر فيروس’H1N1‘ الفئة الأولى بين البشر بسهولة على غرار الإنفلونزا العادية، عن طريق التعرُّض للرذاذ المتطاير من المصاب عن طريق السعال أو العطاس أو التلامس بالأيدي أو لمس المسطحات الملوثة به.

وللوقاية تنصح ’الصحة العالمية‘ المرضى بتغطية أفواههم وأنوفهم عند السعال أو العطس، والبقاء في بيوتهم عند الشعور بالتوعّك، وغسل الأيدي بانتظام، والحفاظ على مسافة بينهم وبين الأصحاء.

تضع الأوضاع التي يعيشها اليمن على مدى سنوات من الحرب، في قلب دائرة الخطر، ”عشرات المصابين، الذين يموتون في منازلهم بسبب فقرهم وعدم قدرتهم على العلاج“.

يزيد الأمر سوءًا، ”التشابه بين أعراض فئات الإنفلونزا، الذي يتسبب في إهمال المصابين لحالتهم وعدم التعامل معها بجدية في الوقت المناسب“، وفق متحدث وزارة الصحة، يوسف الحاضري.

يعقب حسين: ”لم أتابع الوضع في اليمن عن كثب، وهذا النوع تحديدًا لا يسبب قلقًا؛ لأنه يمكن الوقاية منه عن طريق التطعيمات“.
 
ويستدرك: ”في بلد يمر بأزمة حرب مثل اليمن قد يكون الوصول إلى التطعيمات صعبًا، ولهذا، أي مشكلة صغيرة يمكن أن تكبر بسرعة“، لذا يجب الحذر.
   
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا