Skip to content

23/01/18

الموت يحوم حول غرف العمليات في أفريقيا

surgery death rate
حقوق الصورة:Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • دراسة جديدة تكشف عن زيادة الوفيات بين حالات الجراحة في أفريقيا
  • عدم كفاية الكوادر وتأخر الحصول على الرعاية الصحية أبرز الأسباب
  • الحكومات مطالبة بإعطاء الأولوية لرعاية المرضى قبل إجراء الجراحة وبعدها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[نيروبي] قالت دراسة إن خطر الوفاة بعد الجراحة يهدد المرضى في أفريقيا بمتوسط ضِعف العالمي.
 
فرغم أن المرضى الذين يخضعون للجراحة في أفريقيا أصغر سنًّا من المتوسط العالمي، ومخاطر العمليات الجراحية عليهم تكون في المجمل أقل مع انخفاض معدل حدوث مضاعفات، فإن احتمالات الوفاة تمثل حوالي 2%، وهو ضِعف المعدل العالمي البالغ 1%، وفق نتائج الدراسة المنشورة في مجلة لانسيت يوم 3 يناير الجاري.

تحتاج البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل إلى إجراء 143 مليون عملية جراحية سنويًّا. ويؤكد الباحثون أن أفريقيا تفتقر إلى بيانات عن نتائج العمليات الجراحية، ما دفعهم إلى الدراسة التي شملت11 ألفًا و422 مريضًا بالغًا من 247 مستشفى في 25 بلدًا أفريقيًّا، بين شهري فبراير ومايو لعام 2016.

وخلصت النتائج إلى أن 239 مريضًا تُوُفِّي بعد الجراحة، وكانت العدوى أكثر المضاعفات شيوعًا.

الدول التي شملتها الدراسة هي: الجزائر وبنين وبوروندي والكونغو والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وإثيوبيا وجامبيا وغانا وكينيا وليبيا ومدغشقر ومالي وموريشيوس وناميبيا والنيجر ونيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا وتنزانيا وتوجو وأوغندا وزامبيا وزيمبابوي.

يقول بروس بيكارد، الباحث الرئيسي في الدراسة، لشبكة SciDev.Net إنه على الرغم من أن الدراسة أُجريت بهدف إيجاد النتائج المرتبطة بالجراحة في أفريقيا، إلا أنها توصلت أيضًا إلى قلة أعداد المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية.

يقول بيكارد -وهو طبيب تخدير، وأستاذ مشارك فخري في جامعة كوازولو-ناتال في جنوب أفريقيا-: ”إن غياب الرعاية الصحية للمرضى الخاضعين للجراحة ربما يكون قاتلًا صامتًا رئيسًا في أفريقيا“.

تعاني البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من ضعف نظم الرعاية الصحية الأولية، وعدم ملاءمة الطرق والبنى التحتية، وقطع مسافات شاسعة للوصول إلى المراكز الجراحية، ما يؤدي إلى عدم حصول المرضى على الرعاية المطلوبة، كما يوضح بيكارد.

ويرى أحمد محسن -أخصائي التخدير بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية في مصر- أن الأوضاع الاقتصادية بدول العالم النامي هي العامل الأساسي، ويقول للشبكة: ”المستشفيات الحكومية التي تتوافر فيها التجهيزات اللازمة لتحقيق معايير الأمان والسلامة قليلة جدًّا؛ وذلك لضعف موازنة الصحة بالدولة“.

ويستطرد: ”وبالمثل في القطاع الخاص، فالمستشفيات التي توفر الخدمة الآمنة قليلة جدًّا ومكلفة جدًّا لشعب غالبيته العظمي تعاني انخفاضًا قياسيًّا في معدلات الدخل“.

أما عن الكوادر من أطباء وتمريض وفنيين، فيؤكد محسن أن الظروف المعيشية تجبر عددًا ليس بقليل منهم على البُعد عن الوظائف الأكاديمية والحكومية ذات الطابع التدريبي، التي تقدم برامج لتدريب وتحسين أداء الفريق الطبي، نظرًا لانخفاض رواتبها، ويلجؤون عادةً إلى وظائف برواتب أعلى تفتقر إلى الارتقاء بمعايير السلامة وقواعد التعامل مع المضاعفات الجراحية، والالتزام بها.

ويرى بيكارد أن الحكومات الأفريقية وصانعي السياسات بحاجة إلى بناء شبكات رعاية صحية أولية يمكنها تحديد المرضى المعرضون للخطر ممن سيخضعون للجراحة، والتركيز على المضاعفات الشائعة وضمان التعامل معها في وقت مبكر.

ومن جانبها تقول ليزيل زولكي -أخصائية أمراض القلب لدى الأطفال، ورئيسة جمعية القلب للأطفال في جنوب أفريقيا-: إن نتائج الدراسة يمكنها مساعدة صانعي السياسات على معالجة التفاوتات الفادحة المتعلقة بالجراحة، وعدم الحصول على الرعاية اللازمة، وعدم كفاية الموارد البشرية لتوفير سبل إجراء جراحة آمنة.

وتضيف زولكي: ”[يجب] على وزراء الصحة الأفارقة اتباع نهج متكامل لتوفير الرعاية الصحية المطلوبة قبل الجراحة وبعدها“، مختتمةً حديثها بأن نتائج العمليات الجراحية يمكن أن تتحسن إذا توافر العاملون في مجال الرعاية الصحية المؤهلون، وتابعوا المرضى الذين خضعوا للجراحة.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم أفريقيا جنوب الصحراء الناطق بالإنجليزية.

References