Skip to content

17/01/19

الجراثيم الفائقة ترتع في مشافي غزة

مشافي غزة
حقوق الصورة:SciDev.Net / Basel Alatar

نقاط للقراءة السريعة

  • البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية تعيث الفساد في غرف مستشفيات غزة وأركانها
  • بسببها قد تُبتر أطراف الجرحى المصابين برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي أو يموتون
  • انتقال هذه الجراثيم الفائقة المعاندة للأدوية إلى خارج حدود القطاع احتمال قائم بعدد من الطرق

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[غزة] تجوس الجراثيم الفائقة خلال مشافي غزة، تنهش لحوم نزلائها المرضى، وتهدد عمالها وأطباءها وممرضيها بالعواقب الوخيمة. التحذيرات تتصاعد من خطر تفشِّي هذه البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية في القطاع المحاصر المنكوب.
يؤكد مجدي ظهير -مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة في غزة- وجود حالات بمشافي القطاع أصيبت ببكتيريا معاندة، لا تستجيب للمضادات الحيوية، ”خصوصًا بين المرضى الموجودين في العناية المركزة، وحضانات الأطفال، والذين يحتاج علاجهم إلى المكث في المشفى لمدد طويلة، مثل مرضى العظام وجرحى مسيرات العودة“.
مثل هذه الحالات سُجلت منذ مدة في غزة؛ فهي أرض خصبة ومرتع للجراثيم بعد شل نظامها الصحي في سنوات الحصار، وتدمير صرفها الصحي بالقصف، وشُح المياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي، وقلة المضادات الحيوية.
يقول ظهير لشبكة SciDev.Net: ”لكنها زادت مع اندلاع ’مسيرات العودة‘، وما ترتَّب على هذا من وصول أكثر من 20 ألف إصابة برصاص الجيش الإسرائيلي إلى المستشفيات“. كثير منها كان في الساقين.
وعندما يُهرع بأحد المصابين إلى المشفى، لا تندمل جراحه، وإما أن يتردد عليه كثيرًا، أو يطول مكثه فيه، وقد يموت، أو تبتر ساقه.
ومن بين الحالات التي قابلتها الشبكة، الشاب أحمد، الذي أصيب في كلتا قدميه برصاص الجيش الإسرائيلي منتصف سبتمبر الماضي، وما زال يعاني التهابات شديدة تلازمه منذ تاريخ الإصابة.
يقول أحمد إن أصابته أحدثت جرحًا كبيرًا في قدميه، ما اضطره إلى مراجعة المستشفى باستمرار قبل أن يطلب منه الأطباء الإقامة فيه؛ لما شُخص بأنه ”حالة تعفن“ في مكان الإصابة، التي تزايدت رغم مداومته على العلاجات المتاحة.
يصف أحمد حالته: ”تخرج من قدمي عصارات صفراء ورائحة كريهة لم تكن موجودة خلال أشهر إصابتي الأولى، لكنها بدأت الآن في الازدياد، رغم أني شاهدت مصابين آخرين إصابتهم شبيهة بإصابتي قد تماثلوا للشفاء“.
وفي أحد أقسام مستشفى آخر يرقد محمد، الذي أجرى جراحةً لاستئصال الزائدة الدودية؛ إذ وُضع في غرفة معزولة بعدما ساءت حالته وتفاقم الالتهاب موضع الجرح مع مرور شهر على الجراحة.
لم يُخْفِ محمد جزعه مما يتردد في المستشفى من وجود بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وأن جرحه ربما تلوث بها، وقد أخبره الأطباء بهذا، ما تطلَّب عزله وتقديم مضادات جديدة له حتى يتماثل للشفاء.
يقول محمد إن الأطباء طلبوا منه بالفعل ”عدم الخروج من غرفته للأقسام الأخرى؛ خشية انتقال البكتيريا للمرضى الآخرين“.
ثمة إجراءات لمكافحة العدوى داخل المؤسسات الصحية يشير إليها ظهير؛ إذ يجري المسح الروتيني للأماكن الأكثر عرضةً للإصابة، وعند الشك في ظهور هذه البكتيريا تُتخذ الإجراءات اللازمة من تعقيم ورفع للخدمة فيها.
Gaza infograph
”بعض المرضى وافتهم المنية نتيجة عدم وجود مضادات حيوية قادرة على مقاومة البكتيريا“، وفق ظهير.
ويضيف: ”ثمة تواصل مستمر مع مستشفيات الضفة الغربية، خاصةً وأن عددًا من مرضى غزة يُحوَّلون للعلاج فيها، ما قد يسمح بانتقال هذه البكتيريا“.
يشهير ظهير إلى أن خطر هذه البكتيريا يتخطى الداخل الفلسطيني؛ ”ففي ظل تأزُّم الوضع الصحي في البلاد، نُضطر إلى تحويل العديد من المرضى والمصابين إلى مستشفيات في إسرائيل ومصر وتركيا والأردن، إلى جانب زيارة وفود طبية للقطاع، مما يزيد من فرص انتقال هذه البكتيريا خارج حدود البلاد“.
وصول الأمر إلى حد الظاهرة، مرجعه تردِّي مستوى النظافة في المستشفيات، وفق توضيح غسان أبو ستة، رئيس قسم جراحات التجميل في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت.
ورغم دراية الأطباء ببروتوكولات المكافحة، إلا أنهم لا يملكون الإمدادات اللازمة.
نقص المياه والطاقة والوقود لمولدات الكهرباء يغل يد الأطباء عن تلبية معايير النظافة الأساسية. وأحيانًا، لا يمكن غسل اليدين، وآلات التعقيم المتاحة لا يُعتمد عليها، وثمة نقص في القفازات والعباءات وأقراص الكلور اللازمة لتطهير المستشفيات.
ويرى أبو ستة أن القضية من القضايا ذات الأولوية، التي ينبغي التركيز عليها في أبحاث ’مركز البحوث والتعليم في بيئة الحروب‘، المعني بتعزيز فهم النزاعات المسلحة وآثارها الصحية.
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا