Skip to content

11/08/17

المحاصيل المعدلة وراثيًّا تنتعش

boy in maize field_panos
حقوق الصورة:Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • • حظيت المحاصيل المعدَّلة وراثيًّا بقبول عالمي من جديد في عام 2016 بعد تراجُعها في 2015
  • • تتصدر أمريكا قائمة إنتاجها وتعقبها البرازيل فالأرجنتين، والسودان في المرتبة 16
  • • 2018 ستشهد زيادة مطردة في المساحة المنزرعة بالقطن المعدل وراثيًّا بالسودان

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] عاد القبول العالمي للمحاصيل المعدَّلة وراثيًّا في عام 2016 إلى سابق عهده، بعد أن عانى من انخفاض في عام 2015، وفقًا لتقديرات منظمة الخدمات العالمية لامتلاك تطبيقات التكنولوجيا الحيوية الزراعية (ISAAA).
 
وتحت عنوان: الحالة العالمية للتكنولوجيا الحيوية تجاريًّا/المحاصيل المعدَّلة وراثيًّا: 2016، رصد تقرير المنظمة الصادر في مايو المنصرم المساحات المزروعة بالمحاصيل المعدلة وراثيًّا في عامي 2015، و2016، وكانت ما يقرب من 180 مليون هكتار، و185 مليون هكتار على التوالي ، بينما كانت المساحات قد وصلت إلى 181 مليون هكتار في عام 2014.
 
تأتي هذه الأرقام من 26 بلدًا، 19 منها من البلدان النامية. وتصدَّرت الولايات المتحدة القائمة بمساحة بلغت حوالي 73 مليون هكتار، أعقبتها البرازيل بما يزيد على 49 مليون هكتار، ثم الأرجنتين، فكندا، والهند، ليبلغ مجموع المساحات في الدول الخمس 91% من المساحة العالمية المزروعة بالمحاصيل المعدَّلة وراثيًّا.

وشكّل فول الصويا 50% من المساحة العالمية المزروعة بتلك المحاصيل في عام 2016، يليه الذرة (33%)، والقطن (12%)، والكانولا (5%). وتشمل المحاصيل الأخرى المعدَّلة وراثيًّا المتاحة اليوم في الأسواق، بنجر السكر والببَايا والقرع والباذنجان والبطاطس.
 
زادت مساحات زراعة المحاصيل المهندسة وراثيًّا بمقدار 110 أضعاف في العقدين الأخيرين، وفق تقديرات منظمة ISAAA غير الربحية، إذ بلغت المساحة التراكمية المزروعة بتلك المحاصيل ما يزيد على ملياري هكتار.

وباعتبارها أسرع تكنولوجيا جرى تبنيها لإنتاج المحاصيل في الآونة الأخيرة، فقد ساعدت على التخفيف من وطأة الفقر والجوع، وفقًا لتقرير المنظمة، واستفاد منها 18 مليونًا من صغار المزارعين وأسرهم.
 
وبالرغم من كونها تقنية واعدة في مواجهة الجوع والفقر، إلا أن ”المزارعين في منطقتنا يتخوفون من الاستثمار في مثل هذه المحاصيل‟، وفق طارق قابيل -أستاذ التقنية الحيوية المساعد بكلية العلوم والآداب، جامعة الباحة السعودية فبمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تجد دولة تزرعها غير السودان، الذي احتل وفقًا للتقرير المرتبة السادسة عشرة بمساحة مزروعة حوالي 120 ألف هكتار فقط حتى الآن.
 
والسبب -من وجهة نظر قابيل- يرجع إلى سمعتها السيئة، وارتفاع أسعار البذور الخاصة بها، مع الطبيعة الاحتكارية لبعض الشركات المنتجة للبذور، بالإضافة إلى عدم وجود قوانين منظمة للسلامة الأحيائية في معظم دول المنطقة.
 
بخلاف القطن المعدل والذي يمثل الآن 98% من محصول السودان من القطن، يؤكد أبو ذر جادين –المهندس الزراعي بوزارة الزراعة السودانية- أن الإقبال على زراعة المحاصيل المعدلة وراثيًّا بالسودان لا يزال ضعيفًا، موضحًا أنه: ”لا يتم توفير نشرات إرشادية لإقناع المزارعين بجدواها في زيادة الإنتاجية أو مكافحة بعض الآفات‟، هذا بخلاف أن تلك المحاصيل تخضع لقوانين السلامة الأحيائية، وهي حتى الآن غير مفعلة بالسودان، وفق جادين.
 
ومن المتوقع أن تزيد المساحة المنزرعة بالقطن المعدل وراثيًّا بالسودان بحوالي 500 ألف هكتار في الموسم الزراعي 2017/2018، وفقًا لاتفاق أُبرِم بين الحكومة السودانية ووزارة الزراعة الصينية، والتي ستستثمر في زراعته بإقليم الجزيرة.
 
يرى قابيل -المتخصص في الوراثة الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية- أن القبول العالمي للمحاصيل المعدلة وراثيًّا سيستمر، خاصة مع الجهود الكبيرة المبذولة لإظهار الوجه الخيري والإنساني لهذه التكنولوجيا، وبصفة خاصة المحاصيل الموجهة للوقاية والعلاج من الأمراض، مثل الأرز الذهبي، والموز المعزَّز وراثيًّا، الغني بفيتامين ’أ‘.
 
ويستطرد قابيل: ”ستساعد التقنيات الوراثية الحديثة الخاصة بالتحرير الجينومي مثل تقنية (كريسبر-كاس9) في تجهيز جيل جديد من المحاصيل المعدلة وراثيًّا، يجري فيه تنفيذ التعديل الوراثي بدقة عالية، وبأقل نسبة من الأخطاء‟، ما سيؤدي إلى التغلب على العديد من المشاكل التي تواجه هذه التقنية حاليًّا.
  
يقول قابيل لشبكة SciDev.Net: ”لست معارضًا لهذا الاتجاه العلمي الحديث في البحوث، إلا أنني بالرغم من أن التوصيات الحالية تفيد بأن المحاصيل المعدلة وراثيًّا آمنة في عمومها، لا أشعر بالاطمئنان لاستهلاكها“.
 
ويدعو قابيل إلى ضرورة التعامل مع المحاصيل المحورة وراثيًّا مثلما يتم التعامل مع الأدوية الحديثة، بحيث لا يُسمح بتداولها إلا بعد إجراء تجارب إكلينيكية على البشر؛ لتقييم أية أضرار محتملة منها.
 
 

الخبر منشور بنسخة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ ويمكن مطالعته عبر العنوان التالي: 
http://www.scidev.net/asia-pacific/gm/news/gm-crops-bounce-back-with-gains-on-production-areas.html