Skip to content

23/12/13

عالمة سعودية.. صورة مختلفة للمرأة العربية

Saudi scientist
حقوق الصورة:Hazem Badr/ Arab forum for scientific research and development

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

قد تكون نسبة الفتيات ممن تحصلن على شهادة التعليم الجامعي مرتفعة في العالم العربي، وتفوق في بعض البلدان العربية نسبة الذكور، ولكن قلة فقط هي من تستطيع أن تشق طريقها في الدراسات العليا بعد التعليم الجامعي، وصولا إلى الماجستير والدكتوراه.

هذه الحقيقة التي ذكرها الدكتور أبو القاسم البدري -مدير إدارة البحث العلمي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألسكو"- في مداخلة له بإحدى جلسات المنتدى العربي الأول للبحث العلمي والتنمية المستدامة، الذي نظمته المنظمة بدولة تونس خلال الفترة من 20 إلى 22 ديسمبر، أرجعها لسبب رئيسي هو العادات والتقاليد، التي لا تحبذ وصول المرأة لهذه الدرجات العلمية، بل ترجح اكتفاءها بشهادة جامعية؛ حتى تتفرغ لرعاية الزوج والأبناء.
 
لكن العالمة السعودية سميرة إسلام -أستاذة الفارماكولوجي بمركز الملك فهد للبحوث الطبية- أثبتت خلال حديث أجريته معها أن ما قاله البدري سيكون من الخطأ تعميمه والبناء عليه، كونها قادمة من أكثر المجتمعات العربية انغلاقا وهي السعودية.

الدكتورة سميرة كان حضورها مميزا في المنتدى؛ كونها أكبر الحاضرين سنا، لكنها مع ذلك تبدي نشاطا ملحوظا وطاقة كبيرة، ظهرت في مداخلاتها الحاضرة في كل جلسات المنتدى، وهو ما جعل من الصعوبة بمكان تجاهل تسليط الضوء عليها، بوصفها حالة مميزة داخل المنتدى.

ما عرفته من الدكتورة سميرة أنها أول امرأة سعودية تحصل على الدكتوراه عام 1970، من جامعة دندي بإسكتلندا، كما كانت أول من حصل من الرجال والنساء على درجة الأستاذية في علم "الفارماكولوجي" بالمملكة عام
1983.

ورغم ثراء السيرة الذاتية لهذه العالمة السعودية، إلا أنها لا تضخم ما فعلته في مسيرتها العلمية، وترجع الفضل دائما لأسرتها.

وخلافا لما قاله البدري، عكست قصة الدكتورة سميرة تفهما من جانب أسرتها لطموحاتها في بلوغ هذه الدرجات العلمية، وهو ما جعلها تنتقل بأبنائها الثلاثة إلى دندي باسكتلندا للحصول على درجة الدكتوراه من هناك.

وتقول: "كنت أترك أبنائي في النهار مع المربية وأذهب للجامعة، ولا أعود إلا ليلا لأباشر بعض متطلباتهم، ثم أواصل السهر والعمل".

وتغمض عينيها للحظات، تذكرَت خلالها هذه المدة من حياتها، وأضافت وقد ارتسمت على وجها ابتسامة رضا عما حققته في حياتها: "بذلت مجهودا ضخما، ولكني كنت أحب ما أفعل، فنجحت في أن أفرض رغبتي على أسرتي، وهم تقبلوا ذلك لأنهم شعروا أني لن أكون سعيدة إن لم أفعل ما أحب".

وبينما كنت أتحدث معها رن هاتفها، لتتحدث لفترة قصيرة، تعود بعدها لتقول لي: "هل تعرف من كان معي على الهاتف؟".

وقبل أن أجيب تقول بحماس: "إنها ابنتي تهاتفني من (دندي)، فقد شاء القدر أن تسافر إلى الجامعة نفسها لتحصل على الدكتوراه منها أيضا، فها هو التاريخ يعيد نفسه، وأجد نفسي أقوم معها بالدور نفسه الذي قامت به أسرتي معي".

وأضافت: "الحمد لله، عوضت أسرتي الصغيرة عن انشغالي عنهم بالبحث العلمي، بأن صرت مثار مفخرة واعتزاز لهم، وهو ما دفعهم إلى المضي قدما في السير بالطريق نفسه الذي سرت فيه".

تركت د.سميرة وأنا أضرب كفا بكف، قائلا: "متى يتخلص العرب من داء التعميم؟".

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط