Skip to content

29/10/14

المرأة العربية في العلوم.. حضور يشبه الغياب

Women in Science
حقوق الصورة:TWAS 25th meeting/ Samir Mahmoud/ SciDev.Net

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

]مسقط[ لا تنتهي الأحاديث عن المرأة ودورها في المجالات العلمية والبحثية، وضرورة مساواتها بالرجل في الفرص، والعمل، والإنتاج البحثي المتميز، ونيل الجوائز، والتوظيف في الهيئات العلمية الاستشارية وغيرها، إلا أن نظرة عابرة أو متعمقة على قاعة الاجتماع السنوي الخامس والعشرين لأكاديمية العالم للعلوم TWAS الذي أقيم مؤخرًا في سلطنة عمان وخلال معظم جلساته، تكشف أنه بين أكثر من 500 عالم وباحث من الحضور والمشاركين، لن تحصي سوى 20 عالِمة، أو 30 على الأكثر.

أما لو انصرف الحديث عن النساء العرب في العلوم ضمن هذا الاجتماع، فالرقم يتهاوى بدرجة مخيفة، رغم أن من بين فعالياته اجتماعًا ’مغلقًا‘ للهيئة الاستشارية للنساء في العلوم عن المنطقة العربية، بالتوازي مع باقي الأقاليم الخمسة للأكاديمية!

تضج قاعة الاجتماع بالتصفيق مع صعود كل عالِمة فائزة بجوائز أكاديمية العالم للعلوم، وأحبس أنفاسي وأترقب حضور المرأة العربية العالِمة على منصة التكريم لأصفق لها بحرارة لا تقل عن حرارة البلد الخليجي الذي يحتضن الاجتماع، لكن انتظاري يطول ولم تظهر إلا امرأة عربية واحدة، هي سلمى الكندي من سلطنة عمان.

حتى الجائزة الوطنية العمانية للإجادة في البحث العلمي، والتي جرى تكريم الفائزين في نسختها الأولى خلال اجتماع TWAS، فلم تحصل عليها سوى باحثتين، مقابل ثمانية من الباحثين الرجال!

آنا بوليني -مديرة اليونسكو الإقليمية بالدوحة- ألمحت لهذا بقولها: ”أود أن أشير إلى الدور البارز للعالِمات في تغيير العالم، ومن خبرتي الطويلة في العالم العربي، ألحظ نسبة كبيرة من النساء الحاصلات على الدكتوراه، لكن نسبة قليلة جدًّا منهن يكملن طريقهن، سواء في التوظيف، أو مواصلة الأبحاث“.

أما قريشة عبد الكريم، الفائزة بجائزة أكاديمية العالم للعلوم- لينوفو لهذا العام، فقد أقرت بجملة من التحديات التي تواجه المرأة العالِمة لمواصلة أبحاثها، وقالت إن هناك نساء بارعات حاصلات على درجات علمية من جامعات عالمية مصنفة في المراكز المتقدمة، ومع ذلك لا يجدن فرص التوظيف، ولا يجدن الدعم الأسري اللازم، ويصطدمن بتحديات مجتمعية وثقافية لا حصر لها، خاصة في البلاد العربية والإسلامية.

”من حسن حظي أن زوجي يعمل في نفس مجالي، وأن أسرتي آمنت بدوري ورسالتي العلمية، وعاملتني دون تمييز، في بلدي جنوب أفريقيا الذي عانى كل صنوف التمييز، لولاهم ما وصلت إلى هنا. ارفعوا التمييز عن المرأة العالمة وأعطوها الفرصة الكاملة.. وسيتغير العالم“، بهذه الكلمات همست لي قريشة في أثناء حفل الغداء.

تشانلي باي -رئيس أكاديمية العالم للعلوم- قال لي: ”كرمنا عالمات كُثر، والعدد في تزايد، أنا متفائل جدًّا، ولا تقلق على العالمات العرب؛ فقد فازت معنا باحثة فلسطينية العام الماضي، وعمانية هذا العام، لكن التحديات أكبر في العالم العربي، خاصة في تعليم الإناث ومخرجات منظومات التعليم المختلفة، واختيار العلوم تخصصًا ومسارَ حياة“.

أصافح حنا أكوف -أستاذة البكتيريا، رئيسة وحدة التعاون البحثي بمنظمة ’سيدا‘ السويدية، الداعمة لبناء القدرات العلمية والبحثية- فتقاوم شعوري بغياب العالِمات بقولها: ”تواجهنا صعوبات عديدة، أبرزها محاولة زيادة مشاركة النساء، لذا نسعى إلى تأسيس برامج لتدريب المرأة وتحفيزها في المجالات العلمية والتقنية، وهذا تحدٍّ حقيقي وجوهري، ورسالة يجب أن تصل إلى صانعي القرار السياسي، وسنواصل جهودنا لدعم جيل جديد من النساء في العلوم“.

ألملم أوراقي وأتذكر أمي، واحدة من العقول النادرة، التي حال بينها وبين صناعة تغيير حقيقي في المجتمع، عقلية جدي الذي حرمها من التعليم!

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط