Skip to content

27/11/14

س و ج.. مع قريشة عبد الكريم عن جهودها في مكافحة الإيدز

Quarraisha
حقوق الصورة:SciDev.Net/ TWAS 25th Annual Meeting/ Samir Mahmoud

نقاط للقراءة السريعة

  • زوجة وأم لثلاثة أبناء، وإحداث التوازن بين دوري كامرأة وعالِمة أمر مطلوب
  • توصلتُ إلى هلام موضعي، قد يجنب نصف مليون امرأة بجنوب أفريقيا الإصابة بالإيدز
  • حلمي هو الوصول إلى لقاح يمنع العدوى نهائيًّا.. خاصة لدى النساء الصغيرات

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 

ومسيرة ربع قرن وراء واقٍ من عدواه، ولقاح مضاد للفيروس المسبب له منحتها جائزة أكاديمية العالم للعلوم– لينوفو 

على مدى ربع قرن، منذ حصول الباحثة قريشة عبد الكريم على درجة الماجستير في الطب من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وهي تركز في دراستها على سبل الوقاية من الإصابة بالفيروس المسبب لمتلازمة العَوَز المناعي المكتسب، ونجحت في التوصل إلى إنتاج هلام موضعي (جل مهبلي)، يمكنه تجنيب نحو نصف مليون امرأة في بلدها -جنوب أفريقيا- الإصابة بعدوى الإيدز خلال الأعوام العشرة المقبلة.

في ذلك البلد تشير بيانات جمعتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عام 2012 إلى وجود 6.1 ملايين مصاب بالإيدز، وهؤلاء يمثلون 17.9% من السكان.
 
تقول قريشة: ”أعتبر نفسي محظوظة للغاية؛ إذ نشأت في أسرة تؤمن بدور المرأة وتدعمها في دراستها، ومن حسن حظي أن زوجي الدكتور سالم عبد الكريم -المتخصص في نفس مجالي- وقف إلى جانبي“.
 
وأضافت: ”أنا أم لثلاثة أبناء، وإحداث التوازن بين دوري كامرأة وعالِمة أمر مطلوب“.
 
شبكة SciDev.Net أجرت حوارًا مع قريشة بعد أن نالت جائزة أكاديمية العالم للعلوم– لينوفو لعام 2014، خلال انعقاد الاجتماع السنوي الخامس والعشرين للأكاديمية في العاصمة العمانية مسقط في أواخر أكتوبر الفائت؛ لتحدثنا عن مسيرتها العلمية وجهودها في مكافحة الإيدز.

هل من تحسُّن ملموس في مكافحة الإيدز منذ بدأت أبحاثك عام 1989؟
 
هذه قصة طويلة ومؤلمة، فقد اكتُشف فيروس الإيدز عام 1985، وبعد عام من حصولي على درجة الماجستير، عدت إلى بلدي جنوب أفريقيا محملة بأسئلة عديدة من أمريكا وأوروبا، اللتين كانتا تريان في الإيدز مشكلة كبيرة مرعبة، وحين عدت لم أجد الاهتمام نفسه في بلدي.
 
شرعت في أول أبحاثي، واكتشفت وقتها أن نسبة إصابة مجتمعي بالإيدز لا تتجاوز 1%، لكن اللافت في هذه النسبة أن 6% منها تتركز لدى الفتيات الصغيرات، وتلك مشكلة.
 
واصلت بعدها أبحاثي، وتحركنا كفريق بحثي نجح في الحد من العدوى ورفع الوعي لدى النساء الصغيرات، وانتقلنا فعليًّا من مرحلة التعامل مع الايدز باعتباره مرضًا قاتلاً، إلى التعامل معه باعتباره مرضًا يمكن مكافحته والتعايش معه.
 
خلال هذه المرحلة الخطيرة نجحنا في القفز خطوة للأمام بمنع انتقال العدوى من الأم حاملة الفيروس إلى جنينها وإلى الأطفال الرضع عمومًا، وبالفعل انخفض معدل انتقال المرض من الأمهات إلى الرضع من 30% إلى أقل من 1%.
 
 وخلال ست سنوات لاحقة ارتفع أمل الحياة لدى البعض بدرجة كبيرة، وهذا في حد ذاته إنجاز، أن تشعر بأنك أنقذت ملايين من الموت، فالمسألة ليست مجرد الوصول إلى اكتشاف علمي، بل الوصول بالاكتشاف إلى التطبيق وترك أثر على المجتمع.
 
والآن نعمل على تقنية تطعيم للنساء؛ على أمل الوصول إلى لقاح لمكافحة الإيدز، ومن المتوقع أن نعلن نتائج تجاربنا الجديدة في النصف الأول من عام 2015.
 
هل ترين عدالة في الدعم الذي تقدمه المنظمات الطبية الدولية إلى الدول النامية لمكافحة أمراضها ومواصلة بحوثها مقارنة بالحاصل مع الدول المتقدمة؟
 
سؤال مهم، خاصة مع الكلفة العالية للبحث والتجريب والاختبار، والعجز واضح في حكومات بلادنا عن الوفاء بمتطلبات هذه العملية المستمرة، وعن نفسي طالما طلبت وحصلت على دعم من معهد الصحة العامة، لكنه غير كافٍ، ويظل التمييز والتباين حاصلاً بين دعم الدول النامية والمتقدمة.
 
نعم نحصل على الدعم، ولكننا لا نمتلك التقنيات اللازمة، في وقت يحصل غيرنا عليها، بل يمتلك أحدث التقنيات العلمية والطبية، وبالتالي يمكن للدول المتقدمة مواجهة أمراضها وأوبئتها، في حين نقطع نحن مسيرة طويلة على الدرب ذاته.
 
مثال آخر للتمييز يتعلق بفرص وصول اللقاحات بسرعة عالية للدول المتقدمة، في وقت قد لا يصل اللقاح من الأساس للدول الفقيرة، ولهذا أقول إن العولمة تعني التحرك والتشبيك لمكافحة الأمراض ومنها الإيبولا الذي ضرب العالم قبل ستة أشهر، وبتحرك جهات عالمية، كلٌّ بقدراته وجاهزيته، يمكننا مواجهة الوباء وتحجيم أثره، خاصة ونحن نعدُّ أي وباء تهديدًا للبشرية جمعاء، وليس للبلد الذي ضربه.
 
أتصور أن تحديات عدة تواجهك كامرأة تتعامل مع موضوع حساس من خلال العمل مع فتيات صغيرات يتعرضن للعدوى من الذكور.. ما تعليقك؟
 
لدينا عدة تحديات، أبرزها أننا نملك الأدوات لكن النظام الصحي غير فعال وغير كافٍ. مشكلة أخرى تتعلق بالتمييز الكبير والهلع والتوجس في التعامل مع المرض، وهذا -بالإضافة إلى العار والخجل- يجعل المرأة بعيدة عن الوصول إلى العلاج؛ إذ تفضل كتمان الأمر. ثالث التحديات هو الوصول إلى الفتيات الصغيرات وحمايتهن باعتبارهن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
 
هل تقبل الفتيات الصغيرات في جنوب أفريقيا تبادلَ المعلومات بشأن الهلام المهبلي الذي توصلتِ إليه لمنع انتقال العدوى؟
 
لديَّ مئات من النسوة شاركن طوعًا في التجربة وبشكل فعال، يغذيه إيمانهن بأن الفائدة ستعم عليهن جميعًا وعلى الأجيال الجديدة، وبمرور الوقت زاد عدد المستخدمات للهلام على 700 امرأة، ولدينا سفيرات ومرشدات يعلمن النساء والفتيات الصغيرات كيفية استخدام الهلام، ويتبادلن المعلومات والمعرفة الطبية المطلوبة للعلاقات الآمنة مع استخدام الهلام والاحتياطات الطبية الأخرى.
 
ما رسالتك للنساء العالِمات بعد تكريمك وحصولك على جائزة أكاديمية العالم للعلوم؟
 
حصولي على هذه الجائزة شرف كبير، خاصة لكوني امرأة، ونقطة تركيزي هي المرأة، وتحديدًا الفتيات الصغيرات وحمايتهن من مخاطر المرض اللعين المتفشي في قارة أفريقيا وفي بلدي.
 
 أتمنى أن يكون حصولي على هذه الجائزة المرموقة حافزًا لغيري من الباحثات حول العالم، نحن أمام معركة طويلة ستستغرق وقتًا طويلاً لاستكمالها، فقد توصلت إلى ’هلام‘ يكافح العدوى بعد سنوات من العمل، ولا زال في طور الاختبار والتجريب، والنتائج الأولية ممتازة وواعدة، لكن حلمي هو لقاح لمنع العدوى نهائيًّا، خاصة لدى النساء الصغيرات اللاتي لا يحرص شركاؤهن في العملية الجنسية على ارتداء الواقي الذكري أو أي وسيلة حماية.
 
أتصور أنه بقدر إيماننا العميق بقدرة المرأة الباحثة وقوتها، وبقدر مواصلتنا الاستثمار في المرأة؛ سنلمس تغييرات حقيقية في مجتمعاتنا، فقط امنحوها الفرصة وستدركون الفرق والتغيير الذي سيشهده العالم.
 
  
هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا