Skip to content

05/09/18

س و ج مع محمود صقر حول التحالفات البحثية بمصر

Mahmoud Sakr
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Hazem Badr

نقاط للقراءة السريعة

  • أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا تبادر لربط الجامعات ومراكز البحث وقطاعات الإنتاج
  • المبادرة كونت 16 تحالفًا، بتمويل 7 ملايين دولار أمريكي، وأمل في زيادته كل عام
  • تطلعات إلى تكوين تحالفات دول الجوار، ربما تكون تحت مظلة جامعة الدول العربية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

مثلما تشق الدولة الطرق للربط بين المدن المتباعدة، كذلك الحال في التحالفات البحثية، فهي فكرة شبيهة للربط بين الجزر المنعزلة داخل مجتمع الباحثين من جهة، ومجتمع الباحثين ورجال الصناعة من جهة أخرى.

مؤخرًا، تبنَّت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر هذا التوجه، حتى وصل عدد التحالفات البحثية إلى 16 تحالفًا، وفق آخر إحصاء، وجرى الإعلان عن نجاحات تحققت، لم تكن لتحدث في بيئة العمل التي تسودها الفردية والانعزال عن القطاع الخاص.

التقت شبكة SciDev.Net محمود صقر، رئيس الأكاديمية، للاقتراب أكثر من تفاصيل هذه المبادرة، وما حققته من نجاح، وإمكانية الإنطلاق بها إلى خارج الحدود المصرية.
 
بداية: هل يمكن أن تشرح لنا ما المقصود بالتحالفات البحثية؟

التحالفات مبادرة من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا للربط بين الجامعات ومراكز الأبحاث والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بهدف إنتاج تكنولوجيا وطنية في مجالات مختلفة، فإحدى أهم مشكلات البحث العلمي هي الجزر المنعزلة؛ فمراكز الأبحاث موجودة في كل وزارات الدولة، بالإضافة إلى المراكز التابعة لوزارة البحث العلمي، ولكن كل مركز يعمل بمفرده، ما يؤدي إلى تشتيت الجهود، وتكرار الأبحاث، وعدم استثمار التمويل بالشكل الأمثل.

التحالفات تعالج تلك المشكلة عن طريق وصل تلك الجزر المنعزلة، لتعمل معًا في مشروع واحد يجري تمويله بمبلغ ضخم، بدلًا من توزيع هذا المبلغ على كل مركز بمفرده، فلا يستطيع تحقيق نتيجة ملموسة.
 
وهل يعكس تشكيل كل تحالف هذه الرؤية؟

دعني أوضح في البداية، أننا لم نخترع العجلة بإطلاق هذه المبادرة؛ فهي نموذج مصغر لما يحدث في الاتحاد الأوروبي، حيث يمول الاتحاد الأبحاث التي تشترك فيها أكثر من دولة من دُوَله.

وحتى يحقق كل تحالف هدفه حرصنا على أن يتكون مما بين 10 إلى 15 عضوًا، على أن يكون ثلاثة أعضاء جامعات، وثلاثة مراكز أبحاث، وثلاثة من مؤسسات القطاع الخاص، وثلاثة من الوزارات المعنية، فأصبح بالإمكان تمويل التحالف الواحد بأكثر من 20 مليون جنيه، وهو أكبر تمويل في منظومة البحث العلمي المصرية.
 

كم عدد التحالفات التي أطلقتها الأكاديمية حتى الآن؟ وكم استهلكت من موازنة الأكاديمية؟

أطلقنا 16 تحالفًا، أبرزها ’الطاقة الجديدة‘ ومقره مدينة زويل، ’الإلكترونيات‘ ومقره معهد بحوث الإلكترونيات، ’البتروكيماويات‘ ومقره معهد بحوث البترول، ’الصناعات النسيجية‘ ومقره المركز القومي للبحوث، ’تحلية المياه‘ ومقره مركز بحوث الصحراء، "طاقة الرياح" ومقره الجامعة البريطانية، ’الصناعات الغذائية‘ ومقره جامعة الإسكندرية.

العام المالي الماضي كان التمويل المخصص للتحالفات حوالي 130 مليون جنيه مصري (حوالي 7 ملايين دولار)، ونسعى لزيادته كل عام.
 
السعي للزيادة يعني أن هناك نجاحات تحققت تجعلكم تطالبون الدولة بالمزيد؟

حصر إنجازات كل تحالف يحتاج إلى وقت طويل، ولكن سأكتفي بنموذجين معبِّرَين عن أهمية ما تحققه التحالفات، فتحالف تحلية المياه على سبيل المثال نجح في إنتاج محطات تحلية للمياه متنقلة تعمل بالطاقة الشمسية في مدينة شلاتين الحدودية، طاقتها حوالي 21 مترًا مكعبًا في اليوم، وتعاقدنا مع وزارة الإنتاج الحربي على الإنتاج التجاري للوحدة؛ إذ ستكون مفيدةً للتجمعات السكنية الصغيرة ووحدات الجيش والقرى السياحية.

والأهم من ذلك أن أهم مكونين في محطات التحلية، وهما مضخات الجهد العالي وأغشية التحلية، سعى التحالف إلى امتلاك سر تصنيعهما، واستطاع إنتاج مضخة محلية، واقترب بنسبة كبيرة من امتلاك سر تصنيع الأغشية.

كذلك نجح تحالُف الإلكترونيات في تطوير جهاز يساعد في أخذ بصمة رادارية للقطع الأثرية، ليكون لكل أثر بصمة يُحتفظ بها عند التخزين أو النقل من مكان لآخر، منعًا لتهريب الأثر الأصلي والاستبدال به آخر.

أيضًا نجح هذا التحالف في إنتاج عداد ذكي لمتابعة استهلاك الكهرباء، وأُنتج بوزارة الإنتاج الحربي وتم توريد عينة تجريبية منه إلى الشركة القابضة للكهرباء لتجربته. وسوف يغنينا هذا العداد عن استيراد العدادات المستخدمة حاليًّا، وهو يحافظ أيضًا على سرية بيانات العملاء.
 
مع هذه النجاحات، ألا تفكرون في الانطلاق بفكرة التحالفات إلى خارج الحدود، على غرار ما يفعله الاتحاد الأوروبي؟

هذه هي الخطوة التالية، فالأكاديمية تستهدف مستقبلًا التعاون مع دول عربية في المجالات التي تعمل عليها التحالفات، فإذا تحدثنا مثلًا عن صناعة تحلية المياه، فكل الدول العربية في أمَسِّ الحاجة إليها، وتبادل الخبرات في هذا المجال سيساعد في حل أزمات كبيرة وتحقيق نجاحات أكبر.

ويمكن أن تكون جامعة الدول العربية هي المظلة، ولكن على أن تتحمل كل دولة مسؤولية تمويل المجموعات البحثية التابعة لها.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net  بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا