Skip to content

29/11/13

إيصال البذور لصغار المزارعين يتطلب مقاربة تجارية

PASS programme_Gates Foundation
حقوق الصورة:Gates Foundation

نقاط للقراءة السريعة

  • يحتاج صغار المزارعين إلى بذور معتمدة، في عبوات صغيرة، ومتوفرة.
  • وتوفيرها صعب في أفريقيا، لكن يمكن التصدي له باعتباره مشكلة تجارية.
  • بهذه المقاربة، أنتجت 80 شركة للبذور 57000 طن عام 2012.

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

النموذج المحلي لتوفير بذور بأسعار ميسرة، بديل فعال نجح مع مزارعي أفريقيا، كما يقول جو ديفريس

يشن صغار المزارعون الأفارقة –والنسوة أكثرهم- معارك صامتة ضد عناصر وقوى أخرى تفوق قدراتهم؛ لإطعام أسرهم وقراهم والبلدان المحيطة بهم.
 
تاريخيا، كان لهؤلاء المزارعين السبق في توفير الطعام لأفريقيا، وقدَرهم مواصلة هذا الدور في المستقبل المنظور؛ فهم يكدحون بجد، وأذكياء، وشجعان، وواسعو الحيلة. إنهم يواجهون حزمة كبيرة من تهديدات طبيعية ومناخية وبشرية تهدد حياتهم ومعايشهم. وغالبا ما يكونون عزلا، إلا من سلاح بذل المزيد من العمل، وتحمل المزيد من المعاناة، وخفض تطلعاتهم للمستقبل.
 
وما من مكان في العالم، إلا وخاض الصراع نفسه. والمجتمعات الزراعية التي انبعثت من بين ركام الفقر والجوع، كان اعتمادها في ذلك على تبني تقنيات الزراعة الحديثة.
 
ومن أسسها، بذور محسنة، عالية الغلة لمحاصيل متنوعة. صحيح أن الميكنة والسماد والتخزين المطور، وتقنيات أخرى؛ كلها ذات أهمية في جعل الزراعة أكثر كفاءة، إلا أن البذور الأجود هي العامل المساعد على التغيير، والحافز للمزارعين على دمج تقنيات أخرى.
 
دون بذور جيدة، قليل من المحاولات لزيادة محصول المزارعين حققت نجاحا أو أثبتت استدامة. ورغم الكثير من المداد الذي سطرت به دراسات، ومن المؤتمرات الدولية، ومن المال المبذول، فلا يزال وصول صغار المزارعين في أفريقيا جنوب الصحراء إلى هذه البذور محدودا.
 
مشكلة توفير البذور
 
ربما كانت إقامة نظم موثوقة لتوفير أصناف من البذور المحسنة، هو الجزء الأكثر صعوبة في التنمية الزراعية.
 
إن البذور تقنية حية، معروف أن رضاها عن بيئتها صعب المنال، ولا ترحم إذا أهملناها، أو تأخرنا في بذرها، أو تم هذا في المكان الخطأ.
 
وعندما تدخلت الحكومات والوكالات المانحة بمشروعات طموحة، لم تأخذ في حسبانها أولويات المزارعين المحليين، وصلاحيتها لتطبيق طويل الأمد. وآل أكثرها إلى نهاية بائسة، تاركة وراءها ميراثا من بذور قليلة الجودة، وسلاسل إمدادات محطمة، وعصارات بذور صدئة، ومزارعين خاب أملهم.
 
ومع ذلك، استمر المزارعون الأفارقة في زراعة ما توفر لديهم من بذور أيا كانت، رغم المعاناة من المعاملة المهينة؛ لسوء ظن بهم، أنهم مقاومون للتغيير، ولا يكترثون بالتقنيات الحديثة.
 
الآن حان الوقت لإعادة الأمور لنصابها بالنسبة إلى المزارعين الأفارقة. إن توفير بذور محسنة، مسألة تجارية، شأنها في ذلك شأن صناعة الأثاث أو إدارة الفنادق.
 
مسألة تجارية
 
إن مجموعة منا بمؤسسة روكفلر خلصت إلى هذه النتيجة في أوائل القرن الحادي والعشرين. كنا بحاجة إلى رجال أعمال يتفهمون أن عملاءهم يميلون إلى الفقر، ويعيشون في أماكن نائية، وفي الأغلب لا يدركون قيمة البذور الجديدة. كنا بحاجة إلى أناس بإمكانهم أن يتفهموا طبيعة البذور التي يشتريها صغار المزارعين، وما المبلغ الذي يدفعونه في المقابل، وما الكميات التي يحتاجونها.
 
لقد توجهنا إلى رجال الأعمال المحليين، واستطالت النقاشات بيننا، في غرف صغيرة متربة، حول إمكانية تطبيق تجارة البذور. أكدوا لنا أنه بإمكانهم العمل في المجال؛ إذا توفر لهم مناخ العمل المناسب، والمساندة السياسية لبيع البذور المناسبة، بالأسعار المناسبة، وبالطريقة المناسبة.
 
استمعنا إليهم بشغف، وإن ساورتنا الشكوك كثيرا، ومع ذلك بدا لنا أنهم يعون شيئا لم يدركه غيرهم، ولذا استكملنا الحوار معهم.
 
ورغم أن المحاولات الأولى كانت محبطة، إلا أنها كانت تنويرية؛ إذ أخفقت سريعا أول شركتين، لا بسبب قلة الطلب، بل لسوء الإدارة. لكن سرعان ما أظهر الجيل الثاني من الشركات، فهما أعمق لكل من المزارعين، وأساسيات العمل التجاري.
 
وتبلورت بضعة مبادئ رئيسة. إذ يتعين أن تتوافر البذور بأسعار معقولة، وأن تكون مطلوبة. وألا تزيد عبواتها عن كيلو جرامين، وربما أقل. وأن تتوافر بسهولة في الحوانيت المحلية حين تطلب. كما يتعين توعية المزارعين بالبذور الجديدة بطرق مقنعة- وأفضلها إقامة مشاتل صغيرة على أراضيهم.
 
رواد تجارة البذور
 
وما زال العمل مستمرا إلى يومنا هذا، من خلال برنامج ’أنظمة بذور أفريقيا‘ تحت رعاية ’التحالف من أجل ثورة خضراء في أفريقيا‘، وبعض رجال الأعمال الشجعان.
 
ثمة رواد مثل مايمونا كولبالي، من شركة فاسو كابا للبذور في مالي، وسالم إسماعيل، من الشركة الغربية للبذور في كينيا، وعبد العلي سوادوجو، من شركة نافسو في بوركينا فاسو، وإيسوفو مايزاما، الذي يدير شركة الهيري للبذور في النيجر، وكيرس كايجوكا، (شركة فيكا للبذور)، ونيكولاي رودينس، من شركة ناسكو للبذور، وجوزفين أوكوت، من شركة فيكتوريا للبذور، ومقرها في أوغندا.
 
هؤلاء استطاعوا اختبار نماذج لعقود إنتاج البذور، وإحكامها على نحو متقن، ثم بيعها من خلال التجار الزراعيين في عبوات صغيرة، وتركيب ميكنة معالجة البذور بتكاليف زهيدة.
 
هذا النموذج لتزويد صغار المزارعين في أفريقيا بالبذور المحسنة يختلف كثيرا عن الاتجاه السائد. فما إن أنشئ، صار لا يعتمد على تمويل حكومات أو منظمات أهلية أو مانحين يعملون من بعيد. وهو يتعارض بشدة مع صورة شركات البذور الكبيرة متعددة الجنسيات، المسيطرة على قطاع الذرة الهجينة، في حين تهمل كثيرا المحاصيل الأخرى.
 
لقد بدأ بمشاورات بين من يزرع ومن يستنبت لوضع أمل مركب لصفات المحاصيل. واستمرت مشاركة المزارعين في استنبات الأنواع المحسنة، وانتقائها، وهي عملية قد تستغرق عدة سنوات. وما إن يطلق النوع الجديد، تجري توعية الشركات المحلية بكيفية إنتاج البذور على نطاق واسع. 
 
لقد أطلق أكثر من أربعمائة صنف جديد من المحاصيل خلال السنوات السبع الأخيرة. وفي عام 2012 أنتجت 80 شركة بذور ما مقداره 57000 طن مكعب من البذور المعتمدة. 
 
أثبت النموذج نجاحا، وكان أفضل النماذج؛ فقد جرى تشغيله، وتنميته، وتحديثه من خلال العمالة المحلية.
 
قد تبدو الأمور أفضل في أفريقيا التي طالما عانى مزارعوها. البيانات الرسمية عن المحاصيل من مختلف البلدان مثل إثيوبيا ومالي وتنزانيا وأوغندا، تظهر زيادات ملحوظة في السنوات الأخيرة.
 

المقال منشور بالنسخة الدولية يمكن مطالعته عبر العنوان التالي:
getting seed to smallholders needs abusiness approach

المقال جزء من ملف بعنوان: ضمان الأمن الغذائي في المستقبل