Skip to content

27/11/13

أعلوا شأن حفظ الحبوب قبل إنتاجها

Bangladeshi grain storage_CIMMYT
حقوق الصورة:CIMMYT

نقاط للقراءة السريعة

  • ينتج المزارعون 2.6 مليار طن من الحبوب، إلا أن 20% منها تُفقد أثناء التخزين.
  • تقليل الخسائر إلى 1% قد يطعم 1.35 مليار شخص.
  • التقنيات متوفرة، لكننا بحاجة لأشخاص مدربين وتحول في الاهتمام السياسي.

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

يقول ديجفاير جياس: إن تخزين الحبوب بشكل أفضل سيوفر المال ويطعم أكثر من مليار فرد، فلنعطه مزيدًا من الاهتمام.
 
يُزرع سنويا أكثر من 2.6 مليار طن من الحبوب والبذور الزيتية والبقوليات– ثم تُخزن، وذلك عبر سلسلة تبدأ من المنتجين حتى وصولها لأيدي المستهلكين.
 
لا تصدر معظم البلدان تقارير منتظمة عن كمية الحبوب التي تفسد وقت التخزين، ولم تعد تصلح للاستهلاك الآدمي، لكن ثمة روايات تشير إلى أنها خسائر مرتفعة بشكل مقلق.
 
عادة ما تبلغ الخسائر 30% في أنظمة التخزين سيئة الإدارة، التي تترك الحبوب فيها على الأرض بلا وقاية، أو تخزن دون تجفيف، في حين تقل النسبة عن 1% في الأنظمة المُدارة بكفاءة.
 
لنفترض أن حجم الخسارة العالمية 20%، أي أن 494 مليون طن من الحبوب يمكن توفيرها بتقليل الخسارة إلى 1%، وهي كافية لسد احتياجات 1.35 مليار فرد (قياسا على متوسط استهلاك مواطني الصين والاتحاد الأوروبي والهند، الذي يعادل كيلوجرامًا من الحبوب لكل فرد في اليوم).
 
كمية الحبوب المدخرة هذه تعني الاستغناء عن زراعة 247 مليون هكتار من الأرض (بمتوسط إنتاج طنان لكل هكتار). تخيلوا أثر إعادة تحريج هذه الأراضي، وتوفير الماء والوقود والسماد المُهدر في إنتاج حبوب تتلف.
يمكن تقليل الخسائر إلى 1% باستخدام المعلومات الحالية عن تخزين الحبوب، بل ويقل عن هذا بالبحث والتطوير.
 
تحويل الوجهة
 
علماء الزراعة والسياسيون وصانعو القرار في العالم يعطون أولوية عالية جدا لإيجاد وسائل من أجل إنتاج المزيد من الغذاء لتلبية احتياجات سكان العالم المتنامي عددهم. موارد ضخمة تنفق في سبيل تطوير أصناف وفيرة الغلة، على سبيل المثال، ولإدخال الأراضي المُهمشة في عملية الإنتاج.
 
لكنهم لم يولوا تخزين المحاصيل الاهتمام نفسه. إن لم نحد من الخسائر، سنحتاج لزيادة في الحبوب بنسبة 19%، لننتج الغذاء المتوفر حاليا (مع قبول خسارة بنسبة 1%). إن حفظ الحبوب المحصودة أفضل اقتصاديًّا من إنتاج حبوب تكفي تعويض الخسارة. والأمر مجدٍ كذلك حتى بالنسبة لأصحاب الحيازات الصغيرة، رغم زيادة تكلفة وحدات التخزين الصغيرة.
 
ربما كان أحد أسباب عدم تركيز صانعي القرار والساسة على تقليل الخسائر أنهم لا يرون الحبوب ثروة وطنية، ولا يُنظر للخسارة باعتبارها خسارة قومية. إن أكثر ما يُفقد من حبوب يخسره أفراد المزارعين، لكن أثره قومي.
 
إذ في النهاية، تخسر الدولة التي تستورد الحبوب لإطعام مواطنيها، إمكانية تصدير فائض منها. إن توفير بنية تحتية مناسبة لحفظ الحبوب، يشمل أنظمة مصممة جيدا للمعالجة والتخزين والتجفيف والتهوية، وأجهزة مراقبة لجودة الحبوب بصورة مستمرة.
 
سبب آخر لتجاهل خسائر الغذاء، فلربما كانت زيادة الإنتاج أدعى للاحتفال. فالحد من الخسائر لا يرفع معدل الإنتاج، بل يرفع درجة صلاحية الحبوب المنتجة فحسب، ولعله إنجاز أقل بريقًا.
 
فهم نظم التخزين البيئية 
 
إن تخزين الحبوب نظامٌ بيئي فعال؛ حيث يمكن أن تتلف الحبوب فيه بسبب متغيرات غير حيوية (فيزيائية)، كدرجة الحرارة ونسبة الرطوبة والغازات وسط الحبوب، أو متغيرات أحيائية (حية) كالحشرات والعث والفطريات والحبوب نفسها.
 
من خلال فهم النظم البيئية ثم إدارتها بشكل صحيح يمكن أن تتحول تلك الحبوب إلى سلع سليمة غير قابلة للتلف، وتحفظ لفترة طويلة. فمثلا يمكن حفظ الحبوب بأمان لفترة أطول من 3 سنوات إذا انخفضت درجة الرطوبة فيها للحدود الآمنة (نحو 12-13% من وزنها رطبا) باستخدام تقنيات تجفيف جيدة وحفظ الحبوب باردة (تحت 15درجة مئوية) باستخدام التهوية، والتبريد التبخيري.
 
أحيانا تهاجم بعض الفقاريات -كالقوارض، والطيور وغيرها من الحيوانات البرية- الحبوب المخزنة. رغم هذا فإن أنظمة التخزين جيدة التصميم، مثل الصوامع الخرسانية أو الفولاذية، يمكنها منع وصول تلك الكائنات بسهولة.
 
ولأن الحبوب نظم بيئية فهناك حاجة لتدريب أفراد على فهمها. المزارعون على سبيل المثال يجب أن يعرفوا أشياء بسيطة بإمكانهم عملها، مثل تنظيف مواقع التخزين من بقايا الحبوب القديمة والمخلفات، مما يحد من انتقال التلوث إلى الحبوب الجديدة.
 
جهد الفريق
 
إن المهندسين وعلماء الأحياء والكيميائيين وعلماء الاقتصاد بحاجة إلى العمل فرقا متعددة التخصصات لحل مشكلات تخزين الحبوب. على سبيل المثال، المهندسون يعملون لتصميم أنظمة تعالج العوامل غير الحيوية، للحد من وجود كائنات حية مثل الحشرات والسوس والفطريات. وثمة حاجة للكيميائيين ومهندسي الكهرباء؛ لتصميم أجهزة رصد عالية الجودة.
 
من سيتعامل ومسائل الأمن الغذائي من شباب المتخصصين يجب عليه أن يدرك قضاياه النمطية المتصلة بتخزين الحبوب. ويجب تحفيز الطلاب بجميع أنحاء العالم لتطوير التقنيات المطلوبة، مثل أنظمة التجفيف الشمسي وهياكل التخزين، باستخدام خامات البيئة المحلية.
 
إن الخسائر السنوية من الحبوب تترجم إلى خسائر مالية كبيرة للمزارعين، وإلى فاقد في إجمالي الناتج المحلي للبلدان. وهناك إمكانية توفير 148.2 مليار دولار أمريكي للزراعة العالمية باتقاء الخسائر العالمية لعام واحد (قياسا على 494 مليون طن، ثمن الطن 300 دولار). عوائد عملية الصيانة الجيدة للحبوب سوف تغطي سريعا تكاليفها الضرورية التي تم استثمارها في تصميم أنظمة التخزين والتدريب عليها.
 
صانعو القرار والسياسيون والعلماء بحاجة إلى إرادة سياسية لإحداث تغيير، وإلى التزام بمنح حفظ الحبوب أولوية، تضاهي اهتمامهم بزيادة إنتاجها. وإلا فكيف يمكننا أن نحتفل بأي زيادة في إنتاج الحبوب إذا لم تكن حقا تصل إلى موائد عالم جائع؟

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط

المقال منشور بالنسخة الدولية ويمكن مطالعته عبر العنوان التالي:
boost grain preservation before production
 


المقال جزء من ملف بعنوان: ضمان الأمن الغذائي في المستقبل

ديجفاير جياس متخصص في تخزين الحبوب. نائب الرئيس للبحث والشؤون الدولية في قسم هندسة النظم الحيوية، بجامعة مانيتوبا، وينيبيج، في كندا، حيث يحمل هناك لقب أستاذ متميز. يمكن التواصل معه على [email protected]