Skip to content

07/07/15

داعش يهدد أمن العراق الغذائي

Agriculture in iraq 2
حقوق الصورة:Panos/ Hossein Fatemi

نقاط للقراءة السريعة

  • يسيطر التنظيم على مناطق تسهم مجتمعة في أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في البلاد
  • أزمة مالية وتزايد في أعداد النازحين داخليًّا.. ضغوط تسهم في تدهور الأمن الغذائي
  • الاستفادة من محصول المناطق المحررة من سيطرة داعش حل جزئي تواجهه عدة مشاكل

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بغداد[ يعيش العراق مخاوف من استمرار انخفاض الناتج الزراعي المحلي، بسبب سيطرة تنظيم داعش على مساحات زراعية واسعة، إضافة إلى سياسات حكومية تفتقر إلى المرونة في التعامل مع القطاع الزراعي بالمناطق المحررة من سيطرة التنظيم.
 
فقد عانت البلاد خلال الأشهر الستة المنصرمة من خسارتها العام الماضي لمحصول القمح والشعير في مناطق تسهم مجتمعة في أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في البلاد، وهي المناطق التي توغل فيها التنظيم وبسط نفوذه على أراضيها الزراعية بشكل كامل.

 
وخلفت تلك الخسارة 4.4 ملايين نسمة بحاجة إلى معونة غذائية، وفقًا لتقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مطلع الشهر الماضي، الذي أشار أيضًا إلى تفاقم حجم المشكلة 

”العراق فقد 30 إلى 40% من محصول الحبوب السنوي بعد سيطرة داعش على بعض المساحات الزراعية“
فرات التميمي، رئيس اللجنة النيابية للزراعة والمياه

بسبب ارتفاع أعداد النازحين داخليًّا هذا العام.
 

ترافقت تلك الضغوط على الأمن الغذائي مع أزمة مالية يمر بها العراق؛ بسبب تدني أسعار البترول عالميًّا وهو المصدر الأهم لدخل الدولة، مما يغل يدها عن زيادة الإنفاق لدعم القطاع الزراعي، كما لم تخصص موازنة الدولة لعام 2015 أموالاً لشراء الحبوب من مناطق سيطرة داعش، خوفًا من وقوع النقد في أيدي التنظيم.

ويؤكد فرات التميمي -رئيس اللجنة النيابية للزراعة والمياه- لشبكة SciDev.Net أن”العراق فقد 30 إلى 40% من محصول الحبوب السنوي بعد سيطرة داعش على بعض المساحات الزراعية“، مشيرًا إلى أن الدولة لديها بعض الحلول للخروج من الأزمة.

ويوضح الوكيل الفني لوزارة الزراعة، الدكتور مهدي القيسي، أن جزءًا من الحل هو الاستفادة من محصول المناطق المحررة من سيطرة داعش، والذي حل موعد حصاده، لتعويض جزء من الإنتاج المحلي المفقود، ويقول لشبكة SciDev.Net: ”حصلنا على قرار من لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس الوزراء –منتصف يونيو المنصرم- يسمح باستلام الحنطة (القمح) من مزارعي المناطق المحررة، وهي أجزاء من محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك“.
 
إلا أن مشاكل كثيرة تواجه حصاد المناطق المحررة أشار إليها القيسي، ومنها عدم القدرة على التحرك بحرية بسبب الوضع الأمني، فهناك أماكن خارج السيطرة وتدور فيها عمليات عسكرية، كذلك عدم توفر حاصدات؛ حيث استولى تنظيم داعش على معظم الآلات عند استيلائه على المنطقة، أضف إلى هذا ما خلفه التنظيم من ألغام غير منفجرة في الحقول.
 
”لا معالجات آنية لهذه المشاكل من قِبل الوزارة، ما يعني أن هناك مناطق ستبقى دون حصاد، أو تُحصد وتذهب إلى داعش“ وفق القيسي، من هذه المناطق على سبيل المثال، منطقة الحويجة في محافظة كركوك، وقضاء بيجي في محافظة صلاح الدين، والفلوجة في الأنبار.
 
أحمد الجبوري، مزارع في ناحية الضلوعية، التابعة لمحافظة صلاح الدين، وهي من المناطق المحررة، يروي أن ”أصحاب المزارع تكفلوا بشراء آلات زراعية جديدة، وتعمير المتضرر منها لحصد المحصول“، بالرغم من أنهم لم يتسلموا أي تعويضات من الدولة عن الآلات الزراعية التي دُمرت في أثناء المعارك مع داعش، مبررًا ذلك بأنه ”ربما بسبب الأزمة المالية في العراق“.

 
أما هلال البياتي، مزارع في ناحية آمرلي -أحد نواحي محافظة صلاح الدين أيضًا- فيؤكد أن الجيش العراقي رفع الألغام والمقذوفات التي تركها تنظيم داعش في الحقول، مضيفًا: ”تم بالفعل

”تسعى وزارة الزراعة لتعويض الفقد الحادث عبر ’البرنامج الوطني لتنمية زراعة الحنطة‘“

فرات التميمي، رئيس اللجنة النيابية للزراعة والمياه
 حصاد محصولي القمح والشعير، وإرساله إلى مراكز مؤقتة، خصصتها الشعبة الزراعية في المحافظة“، تمهيدًا لنقلها إلى العاصمة بغداد.
 
وعلى الرغم من أن المناطق المحررة تحتاج إلى مزيد من التخطيط للقطاع الزراعي بها، يؤكد التميمي أن محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين خارج خطة هذا الموسم لزراعة الحبوب، لذا تسعى وزارة الزراعة لتعويض الفقد الحادث عبر آليات أخرى ضمن ’البرنامج الوطني لتنمية زراعة الحنطة‘، كاستخدام تقنيات زراعية وأصناف وسلالات ذات إنتاجية عالية.
 
وقد حقق اختبار تلك الآليات العام الماضي بمحافظة واسط، جنوبي العراق إلى زيادة في المحصول قُدرت بنحو 17.4%، وفق القيسي، وهذه الزيادة دون التوسع في المساحات، ودون الحاجة إلى مياه إضافية، كما أن هناك محاولات لزيادة المساحات الزراعية في محافظات الفرات الأوسط والجنوب.
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لشبكة SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا