Skip to content

12/11/18

حديث المؤامرة يكتنف نفوق أسماك فرات العراق

Euphrates River dead fish
حقوق الصورة:OHMG TV

نقاط للقراءة السريعة

  • تعدُّد روايات أسباب نفوق أسماك ’الكارب‘ بالفرات الأوسط في العراق
  • الحكومة تعزوها لتفشي مرض قاتل في أحواض تربية الأسماك
  • والبعض يؤكد إلقاء سموم قاتلة في مجرى النهر

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بغداد] عزا بيانٌ أصدرته وزارة الزراعة العراقية نفوق أسماك الشبوط في الفرات الأوسط إلى تفشي مرض ’تنخر الغلاصم البكتيري‘، بعد فحص مخبري لخياشيم عينات من السمك النافق، أُخذت من أحواض داخل النهر قرب ضفتيه.
 
وأشار البيان، الذي أُصدر الأسبوع الماضي، إلى عدم جدية أصحاب أحواض تربية الأسماك في التعامل مع المرض؛ لاعتقادهم أن إصابته متكررة سنويًّا، ولا تهلك بسببها إلا أعداد قليلة، نافيًا صحة الحديث عن إلقاء مواد أو فضلات سامة في مجرى النهر.  
 
وتواضع البعض حين قدر كمية الأسماك النافقة بمئات الأطنان، بينما هالت آخرين أعدادُها المليونية، وذهب بتقديرها إلى عشرات الآلاف من الأطنان.
 
تشيع تسمية هذا النوع من الأسماك في العراق باسم الكارب، وتُعرف بعض أنواعه في بلدان عربية أخرى بسمك المبروك.
 
أما المرض فهو ”مشخص في العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولكنه استفحل هذا العام نتيجة قلة الواردات المائية ووجود عشوائيات كثيرة في الأقفاص خارج إشراف الوزارة، فلم يطبِّق المربون تعليمات نصب الأقفاص، ولم يأخذوا موافقات من الثروة الحيوانية“، وفق إيضاح المتحدث باسم الوزارة حميد النايف.
 
ووفق الفرق الطبية التي حاولت كشف ملابسات نفوق أسماك ’الكارب‘ بالعراق، ذكر البيان أن جميع الظروف كانت مُهيئةً للإصابة، من التربية المكثفة؛ إذ تجاوزت الأعداد المقررة في وحدة الحجوم، فضلًا عن عدم الالتزام بالمحددات البيئية والصحية عند إنشاء أقفاص التربية، وتراكُم الفضلات العضوية، وقلة الأكسجين، وانخفاض مناسيب النهر.
 
ظهرت بؤرة المرض في قضاء المسيب، جنوبي بغداد بمحافظة بابل، وأُبلغ عنها في آخر أكتوبر المنصرم، ”وكان الإبلاغ متأخرًا بعد اجتهاد من قِبَل المربين باستخدامهم أدوية بيطرية، جاءت نتائجها عكسية، وزاد النفوق إلى نسب عالية جدًّا“، وفق النايف.
 
ثمة تلميح يعرِّض بإيران عندما يذكر أنها تصدر كميات كبيرة إلى السوق العراقية من السمك، والبعض يصرح تصريحًا واضحًا لا لبس معه؛ إذ يتهمها اتهامًا بأنها الفاعل ويسميها تسمية، بل ويذهب إلى تواطؤ السلطة العراقية، وهو حديث تتداوله بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حمل أخبارًا تؤكد إلقاء وزارة الداخلية العراقية القبض على إيرانيين كانوا يرمون أكياسًا من السم في نهر الفرات عند أحواض تربية الأسماك بمحافظة بابل، وهو ما نفته الوزارة وقالت إنه عارٍ من الصحة.
 
من جانبه يقول الخبير البيئي ضرغام محمد علي: ”كميات الأسماك وكيفية نفوقها وخط سيرها عكس مجرى النهر توضح أن ’الهلاكات‘ سارت من بابل جنوبًا إلى الأنبار غربًا، وهو ما لا يعطي ’الهلاكات‘ صفة العدوى الضارية“.
 
ويقول ضرغام لشبكة SciDev.Net: ”ضراوة أي طفيلي في الإصابة لا تشكل هذه المستويات من ’الهلاكات‘، وعدم وجود تشخيص دقيق ومبكر للحالات يؤكد أن فترة حضانة المسبب لا تزيد على اليوم الواحد أو اليومين، وهو ما يرجح فرضية العمل التخريبي المتعمد، خصوصًا بعد توقيتها بالتزامن مع تصريح وزارة الزراعة بالوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الأسماك واقتراب العراق من مرحلة التصدير، ما يهدد دول الجوار بفقدان سوق مهمة لتسويق منتجاتها“.
 
تحتاج العدوى بهذا المرض إلى أيام لتصل من حوض إلى آخر، كما يوضح رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق، حيدر العصاد.
 
ويقول العصاد للشبكة: ”نفوق هذه الأعداد الهائلة لا يمكن أن يكون بسبب مرض تعفن الغلاصم فقط، خاصةً وأن الكارثة حدثت في وقت واحد في أقفاص تربية الأسماك، فقط دون غيرها“.
 
وطالب العصاد الحكومة ”بأخذ دورها“ والتحقيق في مسببات نفوق الأسماك في بغداد وديالى والبصرة وبابل، لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء نفوق الأسماك وتضرر مربي الأسماك، وتعويضهم ماديًّا.
 
وعلى الجانب الآخر بعض الموالين من العراقيين للجارة إيران، ومنهم نائب عراقي يتهم ’أمريكا‘ بأنها تقف وراء الكارثة، وأنها تمارس ’لعبة قذرة‘، من دون أن يقدم أية تفاصيل، أو يسوق دليلًا أو معلومة.
 
أيًّا كان الأمر، فإن صاحب أقفاص لتربية الأسماك في محافظة بابل، وأحد المربين المتضررين، علي ناصر، يؤكد: ”الخسائر المادية كبيرة، وخسارته وحده تقدر بنحو 150 ألف دولار.. وما يهم الآن تعويضنا ماديًّا، لنتمكن من التربية مجددًا“، مشيرًا إلى أنها مهنته الأساسية.
 
وقد انخفضت أسعار السمك الأيام القليلة الماضية، في أسواق الجملة، وأصبح ثمن الكيلو الواحد نحو 2500 دينار عراقي (دولارين)، وكان بنحو 3000.
 
وبات الإقبال على شراء السمك ضعيفًا بسبب تخوُّف المواطنين من انتقال الأمراض إليهم، ليصاب سوق الجملة في (علوة الرشيد)، الذي يغذي بغداد بشلل شبه تام في حركته التجارية.
 
وانتُشل 80% من الأسماك النافقة، وطُمرت بتوجيه من خلية الأزمة التي شكَّلها مجلس الوزراء، ويرأسها وزير الصحة والبيئة علاء الدين عبد الصاحب العلوان. 
 
يؤكد العلوان أن معدل النفوق بدأ في الانحسار تدريجيًّا، والخلية متواصلة مع الحكومات المحلية في محافظات بابل وكربلاء والديوانية وواسط محل الظاهرة، ومع دوائر الوزارات المعنية، ومستمرون لرفع البقية.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا