Skip to content

27/09/17

مادة تخلص المزارع السمكية من أضرارها وأوضارها

clay for fish farms
CC licenseAttribution-NonCommercial 2.0 Generic CC BY-NC 2.0. This image has been cropped. حقوق الصورة:François Molle

نقاط للقراءة السريعة

  • مصري يبتكر مادة علاجية مخلبية لتقليل التلوث والميكروبات بأحواض المزارع السمكية
  • تُستخدم في المياه العذبة والمالحة، وشفيت بها أسماك مزارع تمامًا، أو بنسب عالية
  • المادة رخيصة خلافًا للمستورد، وفرص تسويقها جيدة حال إنتاجها تجاريًّا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] ابتكر باحث مصري مادةً تقلل التلوث بأحواض المزارع السمكية، وتقضي على كثير من الميكروبات وبعض الطفيليات الموجودة فيها.

وفي يوليو الماضي، منحته ’أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا‘ براءة اختراع، سُجلت باسم أحمد إسماعيل نور الدين، الأستاذ المساعد في قسم بحوث الأحياء المائية بالشعبة البيطرية في ’المركز القومي للبحوث‘ في مصر.

يوضح نور الدين أن ابتكاره عبارة عن مادة ’مخلبية‘، أي تخلب (تمسك) الميكروب أو الطفيل أو المعدن الضار، فمثلًا تتحد مع أيونات العناصر الثقيلة أو السامة مكونةً مركبات، وبهذا يفقد العنصر -غير المرغوب فيه- نشاطه وقدرته على الاتحاد بالعناصر المفيدة في الماء أو التربة، أو لا تمتصه أنسجة الأسماك، والشيء نفسه يحدث مع الميكروبات والطفيليات، فلا تؤذيها.

يقول نور الدين: كان طمي النيل يعالج مشكلة الملوِّثات؛ إذ يحتوي على مواد مخلبية تمسك بالشوارد المعدنية وتشكل راسبًا، فتتعطل بهذا الأخيرة، ولا تتمكن من التفاعل، ولكن بناء السد العالي في جنوب البلاد حجز الطمي خلفه، فحُرمت من فوائده أسماك النيل بمصر والأراضي الزراعية.

ورغم ما تحفل به السوق المحلية المصرية من منتجات عديدة تعوِّض غياب الطمي في مياه النيل، إلا أنها لا تصلح للمزارع السمكية؛ إذ إن قوامها مادة هيدروكسيد البوتاسيوم، التي تضر معدة الأسماك وتتسبب في نفوقها، وبعضها يمثل غذاءً، لا مادة علاجية للقضاء على الميكروبات الموجودة في الأحواض، وفق إسماعيل.

ويؤدي اختلاط مياه المزارع السمكية في مصر بالصرفين: الصحي والزراعي -وأحيانًا الصرف الصناعي- إلى نفوق الأسماك، كما تشير كوهار جارو -الأستاذة بقسم علوم الحيوان في كلية العلوم بجامعة القاهرة.

جارو-المتخصصة في الطفيليات- تقول إنها أجرت دراسةً على عينات من أسماك المزارع المصرية، كشفت نتائجها عن إصابة 90% منها بيرقات الكونتراسيكم، التي تؤدي إلى نفوق عدد كبير منها.

وعن المادة العلاجية يقول إسماعيل: ”إنها تستخلص من قش الأرز وسيقان قصب السكر؛ إذ تُكمَر هذه المخلفات نصفَ يوم في أفران يمرَّر أسفلها هواء محمل ببخار ماء عند درجة حرارة 60 درجة مئوية، ثم يُجمَع المستخلص ويُجفَّف؛ ليُحوَّل إلى مسحوق“.
يُخلط المسحوق مع هيدروكسيد الصوديوم بنسبة 10 إلى 1، ويضاف له ماء مغلي ليصل تركيزه إلى 20%، ويعبأ هذا المستحلب في عبوات بلاستيكية.

يوضح إسماعيل أن اللتر الواحد من هذه المادة يكفي لمعالجة مسطح مائي مساحته فدان، أي ما يعادل 4200 متر مكعب، وتبلغ التكلفة التقديرية للتر 50 جنيهًا مصريًّا (3 دولارات أمريكية)، وهو مبلغ يمكن خفضه حال الإنتاج على نطاق تجاري.

ويضيف إسماعيل أن هذه المادة تُستخدم مع مزارع الأسماك في المياه المالحة والعذبة، وأعطت نسب شفاء للأسماك تختلف باختلاف ضراوة الإصابة، ”تصل إلى 70% في الحالات الشديدة، في حين تُشفى الحالات الأقل ضراوة تمامًا“.

وقد تلقى ’مكتب نقل وتسويق التكنولوجيا ودعم الابتكار‘ في المركز عرضًا لشراء هذه البراءة وتحويلها إلى منتج تجاري مقابل مليون جنيه، ولكن ”يقدر المركز قيمتها بنحو 15 مليون جنيه“.

يعلق عبد الرحمن لطفي -أحد المشاركين في إنتاج تطبيق ’نايل بوت‘، وهو نظام لمراقبة جودة مياه المزارع السمكية من البُعد- أن ”الابتكار ليس له مثيل تجاريًّا“، ويضيف: ”ثمة مواد خاصة بتنقية المياه من الملوِّثات، ومواد أخرى لمعالجة أمراض محددة في الأسماك، لكن لا توجد مادة تتعامل مع الإصابات البكتيرية والفطرية والطفيلية“.

ويتوقع لطفي وجود فرص تسويقية جيدة للمادة الجديدة حال إنتاجها تجاريًّا، لا سيما أن سعرها زهيد جدًّا، مقارنة بالمواد التي تعالج الأمراض الأخرى، والتي يُستورَد أغلبها من الخارج.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.