Skip to content

20/08/20

تعظيم سلام للمانجروف من الأهالي بسبب العسل

Mangroves
حقوق الصورة:Sayyed Khalifa

نقاط للقراءة السريعة

  • إنشاء مناحل عسل ترعى غابات المانجروف على ساحل البحر الأحمر بمصر
  • المشروع استطاع الجمع بين مصلحتي البيئة والمجتمع المحلي
  • احترام نادر يُبديه الأهالي لمشروع بيئي

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] أجبر مشروع استزراع غابات المانجروف والتوسع في مساحاته على ساحل البحر الأحمر في مصر المجتمع المحلي على احترام الشجرة المزروعة لتحقيق أهدافها البيئية.

منح المشروع الأهالي عملًا وعائدًا قائمَين على استثمار مناحل عسل أُنشئت لتجد مرعاها في أزهار أشجار غابات المانجروف.

تُعد غابات المانجروف إحدى أدوات حماية الشواطئ في المناطق التي تشهد ارتفاع منسوب مياه البحر، حيث تقاوم الأشجار عوامل النحر التي تسبب تآكل الشريط الساحلي، كما أنها تخزن الكربون بنسبة من 3-4 مرات أكثر من الغابات الاستوائية.

وعادةً لا تلقى الأهداف البيئية رواجًا بين المجتمعات المحلية، التي قد تجد في أخشاب الأشجار استفادةً سهلة وسريعة، ولكن رؤية المشروع المختلفة استطاعت الدمج بين الأهداف البيئية والمصلحة المجتمعية.

المشروع تموله أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية، بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة ومحافظة البحر الأحمر وكلية الزراعة بجامعة جنوب الوادي بقنا جنوبي مصر.

 قبل ثلاثة أشهر نُفذ المشروع، بعد ثلاث سنوات من الإعداد والتجهيز له، وكان أول نموذج للمشروعات الصغيرة داخل المحميات الطبيعية على ساحل البحر الأحمر؛ لإنتاج أجود أنواع عسل النحل، اعتمادًا على أزهار غابات المانجروف.

بدأ القائمون على المشروع بورش عمل تدريبية؛ لتأهيل الأهالي القاطنين حول مناطق المحميات الطبيعية على كيفية تربية نحل العسل على غابات المانجروف، تمهيدًا لتمليكهم المناحل التي أُنشئت.

وأعلنت إدارة المشروع في الأسبوع الأخير من شهر يوليو الماضي، عن أبرز النجاحات التي حققها المشروع، بمناسبة اليوم العالمي لصون النظام البيئي لغابات المانجروف، الموافق 26 يوليو، والذي أقره المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ’اليونسكو‘ عام 2015.

يقول سيد خليفة -الأستاذ بمركز بحوث الصحراء ومدير المشروع- لشبكة SciDev.Net: ”حصدنا أواخر الشهر الماضي إنتاج 20 خلية نحل تم البدء بها لهذا النشاط في جنوب سفاجا بمحافظة البحر الأحمر“. تمثل هذه البداية مرحلةً أولى.

ويستطرد: ”وستكون هذه المناحل نموذجًا إرشاديًّا نستخدمه في رفع وعي المجتمعات المحلية بأهمية غابات المانجروف، وتأكيد أن لها قيمة اقتصادية أهم من استخدامها حطبًا“.

ويؤكد خليفة: ”سيجري تدريبهم على كيفية إدارة هذه المناحل، تمهيدًا لتمليكها لهم مع نهاية المشروع بعد عامين“.

وخلال الأشهر القادمة سيجري التوسع في هذا النشاط الاقتصادي، ليشمل مناطق أخرى مزروعة بغابات المانجروف؛ لزيادة عدد خلايا النحل.

يُعد المانجروف أحد المراعي المتميزة لتغذية النحل؛ لإنتاج واحد من أجود أنواع العسل عالي القيمة الغذائية في العالم، فضلًا عن كونه الأغلى سعرًا في الأسواق الدولية، وفق خليفة.

ويوضح خليفة أن إقامة المناحل في هذه الغابات توفر فرص عمل جديدة، وتنتج عسلًا بمواصفات قياسية بعيدًا عن الملوثات والمبيدات، وتسهم في الحصول على منتجات عالية القيمة مثل حبوب اللقاح والغذاء الملكي، بالإضافة إلى إنتاج الملكات العذارى بجودة وأسعار متميزة.

أقام المشروع مشتلين في جنوب مدينة سفاجا ومحمية حماطة جنوب مرسى علم بالبحر الأحمر، ”يتم من خلالهما إنتاج 20 ألف شتلة سنويًّا، تُستخدم في زراعة المساحات الجديدة، ويجري التجهيز حاليًّا لإنشاء مشتل جديد في مدينة شلاتين“.

يقول خليفة: ”مشروع مناحل العسل يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، التي تضمن حفاظ المجتمعات المحلية على هذه الشجرة المهمة؛ لتحقيق هذه الأهداف البيئية“.

ويضيف: ”هذه الشجرة إلى جانب فوائدها البيئة والاقتصادية تمثل كنزًا وراثيًّا مهمًّا جدًّا؛ إذ تتحمل الملوحة حتى 40 ألف جزء في المليون، ومن ثم يمكن أن تكون مصدرًا لجينات نباتية تُستخدم في إكساب نباتات أخرى خاصية مقاومة الملوحة“.

إشادة ناجح عمران -أستاذ الحشرات الاقتصادية في جامعة سوهاج- بالمشروع، لم تثنه عن أن يتساءل عن المساحة التي تم إنشاء 20 خلية نحل فيها.

ويقول: ”حتى ينجح هذا المشروع يجب أن تكون هناك مساحات كبيرة من أشجار المانجروف؛ حتى يستفيد النحل من موسم التزهير في شهر إبريل، كما يجب أيضًا التفكير في الاستفادة من خلايا النحل في غير موسم تزهير الأشجار، وهو ما يُعرف حاليًّا باسم (المناحل المتنقلة)؛ لتعظيم الاستفادة من نحل العسل“.

يرد خليفة بأن ”نحل العسل في العشرين خلية يرعى على مساحة تصل إلى كيلومترين“.

أما عن إمكانية تطبيق (المناحل المتنقلة)، فهذا اقتراح جيد، يمكن أن يخضع مستقبلًا للدراسة.
 
ويأمل خليفة أن يساعد هذا النشاط الاقتصادي في إقناع الأهالي بأهمية الحفاظ على أشجار المانجروف،  ”التي كانت توجد في 34 موقعًا فقط على ساحل البحر الأحمر، بإجمالي مساحة 1150 فدانًا، ثم أضاف المشروع إلى هذه المساحة حوالي 200 فدان“.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا