Skip to content

26/05/19

حذر لعودة الجراد

Locust swarm

نقاط للقراءة السريعة

  • حذر من أسراب جراد، تكاثرت حيث لم يجرِ رصدها
  • اتجاهات الرياح المتغيرة قد تحوِّل وجهة بعض الأسراب لتعاود الكرَّة
  • أحوال اليمن، والظروف المناخية الاستثنائية أسهما كثيرًا في حدة الموجة الفائتة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[عمان] أرسل خبراء تطمينات بشأن أسراب الجراد الصحراوي التي شهدتها دول عربية على نحوٍ غير مسبوق خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي لم تنتهِ بعد.

 ويُبدي البعض قلقًا من احتمال تكاثره في مناطق نائية، يغيب عنها البشر ولا يجري التبليغ عن مشاهدة الجراد فيها.

في مصر استنفرت فرق المكافحة أمس الأول لما ظهرت طلائع سرب في أسوان جنوبي البلاد قرب الحدود مع السودان، الذي قدمت منه الحشرة إلى أرض الجارة الشمالية وحطت على أرضها.

غذى هذا الظهور المخاوف والقلق من أن تعاود الأسراب الكرَّة، وتغزو غزوات أخرى لم يُحسب لها حساب، وتثبت أن التفكير في أسراب لم تُرصد تفكير صائب، وتؤكد خطأ الظن بأن الموجة انتهت.
 
فقد استقبل عدد من الدول العربية أسرابًا من الجراد آتية من اليمن، حيث بدأت فورة الجراد منتصف شهر أبريل الماضي وتحركت  في المناطق الداخلية لليمن، غربًا من حضرموت إلى مناطق الحزم ومأرب وعتق، بالإضافة إلى سرب واحد في المرتفعات شمال صنعاء، وسرب واحد على حدود المملكة العربية السعودية بين منطقة العبر وشرورة.

وغزت أسراب جراد ناضجة وغير ناضجة مناطق شاسعة في جميع أنحاء السعودية، في وقت مبكر من الشهر الجاري، ونُشر عدد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر مساحات كبرى يغطيها الجراد.

كذلك انتشرت مقاطع فيديو لأسراب جراد تهاجم عددًا من المدن في كلٍّ من الكويت وسلطنة عمان والأردن.

يوضح صيتان السرحان، مدير مديرية الوقاية والصحة النباتية في وزارة الزراعة بالأردن: ”ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة العربية موجات جراد، لكن مناخًا استثنائيًّا أسهم في كون هذه الموجة أكثر حدةً من السابقات“.

يقول السرحان لشبكة SciDev.Net: ”سادت خلال عامي 2018 و2019 ظروف مناخية استثنائية، خاصةً في أماكن وجود الجراد في اليمن والسعودية وسلطنة عمان، إذ وفرت أمطارًا وكساءً نباتيًّا ورطوبة مناسبة عززت من تكاثره“.

كذلك لفت السرحان إلى أن انتقال أسراب الجراد بين دول المنطقة لا يعني تقصير أي دولة في عمليات المكافحة، ”بيد أن المشكلة تكمن في اليمن الذي يعاني حربًا، ولا يملك قدرة مالية لعمليات المسح والمكافحة“، حتى وصلت الحشرة إلى الطور الكامل.

ألحق هذا ضررًا بالغًا بالمحاصيل الزراعية في عدد من المناطق باليمن.

يُذكر أن الحشرة الواحدة من الجراد الصحراوي المكتمل النمو، تلتهم يوميًّا نحو جرامين من الغذاء الطازج، ”بينما يلتهم سرب صغير يغطي مساحة كيلومتر تقريبًا كمية غذاء كافية لنحو 35000 شخص أو عشرين جملًا أو ستة أفيال.

يؤكد السرحان أن الأسراب التي غزت الأردن، كانت غير ناضجة -وهذا الطور يستهلك كميات من الغذاء أكبر- لكنها لم تتحول إلى النضج، مشيرًا إلى أن الأردن تمكَّن من القضاء على أسراب الجراد بعد عمليات المكافحة ولم يشهد أسرابًا جديدة.

”ولكن كل شيء متوقع“.

يشير سرحان إلى أنها المرة الأولى التي يستقبل فيها الأردن أسرابًا مليونية من الجراد، ويؤكد أن عمليات المكافحة لا تعني القضاء على الجراد بنسبة مئة بالمئة؛ إذ توجد أسراب لا يمكن كشفها، وأحيانًا تجري مكافحة السرب وتبقى نسبة قليلة منه، لافتًا إلى أن الجراد لا يموت في المكان نفسه الذي تجري مكافحته فيه، بل ينتقل عشرات الكيلومترات.

يتمتع الجراد الصحراوي بقدرة عالية على قطع مسافات هائلة، كما يقاوم الحرارة الشديدة والجفاف.

يشير الخبير الزراعي المهندس مأمون البكري، إلى احتمال بقاء جزء يسير من الجراد يمكن أن ينتقل باتجاه جنوب فلسطين من جهة وادي عربة عن طريق السعودية وليس الأردن؛ لكونه تجاوز مرحلة الخطر.

يوضح البكري أن المدة الممتدة من بداية فصل الشتاء حتى نهاية فصل الربيع هي زمن انتقال أسراب الجراد، لافتًا إلى أنه موجود دومًا في السعودية، ويهاجر من السودان عبر البحر الأحمر، ويستوطن المملكة ويتكاثر فيها.

”يصعب التنبؤ بأماكن وجود الجراد؛ فالمساحات التي يهاجمها واسعة لدى بعض الدول، وتعتمد إجراءات المكافحة على ورود المعلومات، وثمة مناطق نائية لا يُعلم عن الجراد فيها شيء“، وفق البكري.

ويستبعد خبير البرامج في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ’فاو‘ طلال الفايز، ما ذهبت إليه توقعات بوجود أفواج جديدة لأسراب جراد قد تغزو الدول التي ترتفع فيها درجات الحرارة، ”إلا أن التغيرات المستمرة لحركة الرياح في المناطق القريبة من الحدود مع السعودية يُتوقع أن تنتقل منها أسراب جراد إلى دول مجاورة“.

وأبدت دول المنطقة استعدادها التام لمتطلبات عملية المكافحة والمسح واستكشاف الجراد، إلى جانب توفير الآليات المتخصصة، والتنسيق مع سلاح الجو وأهالي المنطقة، ومراكز الحدود بين الدول، وفق السرحان.

أيضًا يشير السرحان إلى أن الدول تعتمد على الخطط والآليات نفسها، ولكن ذلك يعتمد على إمكانيات الدولة وقدرتها على السيطرة؛ إذ إن هناك كميات هائلة تتسرب مع حركة الرياح، التي تؤدي دورًا في انتقال الجراد.

 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا