Skip to content

15/01/14

إيران تخسر كثيرًا من هجرة العقول

brain drain from Iran
حقوق الصورة:Flicker/ World Bank photo collection

نقاط للقراءة السريعة

  • أعداد ضخمة من الكفاءات العلمية تهاجر من إيران، تكبد البلاد خسائر كبيرة
  • ضعف المداخيل، والقمع السياسي، وضبابية المستقبل ضمن أسباب الظاهرة
  • هذه الكفاءات قد تكون ذخيرة لإيران في المستقبل، إذا أحسن التعامل معها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] قال رضا فرَجي دانا -وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيراني-: إن 150 ألفا من أصحاب المواهب والملكات العالية يهاجرون كل عام من إيران، ما يعادل خسارة سنوية قدرها 150 مليار دولار.

جاء هذا في خطاب ألقاه بحفل تكريم للطلبة الفائزين بالدورة 18 من الأولمبياد العلمي، أقيم في 7 يناير الجاري بجامعة ’تربيت مدرس‘ في العاصمة طهران.

لكن علي كرامي -الأستاذ المساعد بمركز بحوث علم الأحياء الجزيئي في جامعة ’بقية الله للعلوم الطبية‘ بطهران- قال لشبكة SciDev.Net : ”لا نستطيع أن نصدق هذه الأرقام المبالغ فيها جدا.. لقد طلبنا من السلطات تفسيرا، وكيف حسبوها، ومن أين أتوا بتلك الإحصاءات“.

أما الإيراني الأصل داود نبي راحني -أستاذ الكيمياء بجامعة بيس الأمريكية- فيرى أن خسارة إيران أكبر بكثير من تقديرات الوزير.

وقال راحني لشبكة SciDev.Net : ”يجب ألا ننسى وجود أعداد كبيرة من الإيرانيين الحاصلين على الجنسية الأمريكية، فضلاً عن المهاجرين الإيرانيين ’غير الشرعيين‘ في أمريكا. نتحدث إذن عن أرقام فلكية تصب في الاقتصاد الأمريكي من المهاجرين الإيرانيين“.

”قلة فرص العمل هي أحد الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة“، كما يقول لشبكة SciDev.Net عبد الكريم چهركاني راد، أستاذ علم الأحياء الخلوي بكلية العلوم في جامعة بوعلي سينا بمدينة همدان الإيرانية.

أما راحني فرغم إقراره بأهمية الأمن المالي للعلماء الإيرانيين المهاجرين، فهو يرى أن المال لم يكن السبب الرئيسي في هجرتهم، ويقول: ”لو أقمنا في إيران لكنا أكثر ثراءً“.

ويضيف: ”هناك متطلبات أكثر أهمية من الراتب الشهري الكبير؛ مثل حرية الاختيار، والعيش دون سحابة سوداء تحوم حول حياتك، ومستقبل واضح لأطفالنا“.

يُضاف لهذه الأسباب ما أدلى به محمد ساهيمي، أستاذ الهندسة الكيميائية وعلوم المواد بجامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، الذي هاجر من إيران منذ عام 1978م، حيث يقول لشبكة SciDev.Net: ”يهاجر الشباب، لا لأنهم لا يستطيعون الحصول على درجات علمية متقدمة وتعليم راق في إيران، ولكن بسبب القمع الاجتماعي والسياسي، والتدهور الاقتصادي الرهيب نتيجة الفساد، إلى جانب العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة من قبل الغرب“.

واستطرد مفسرا: ”لقد أدت حرب السنوات الثماني بين إيران والعراق، وكذلك العقوبات الدولية على إيران إلى تبني القيادة فكر الاعتماد على النفس، فزاد الإنفاق على مبادرات البحث العلمي، وعلى التطوير، وبدأت برامج الدكتوراه في كل الجامعات الإيرانية، حتى زاد عددها لعشرة أضعاف، وحققت إيران أسرع نمو علمي في منطقة الشرق الأوسط“.

يؤكد هذه المكانة العلمية عطاء الرحمن، المنسق العام السابق للجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي (الكومستيك) في منظمة التعاون الإسلامي، مشيرا إلى أن إيران تحتل الترتيب الثاني بعد تركيا من حيث الإنتاج العلمي والبحثي.
أما هجرة العقول منها، فقد ساعد في زيادتها -كما يقول عطاء الرحمن لشبكة SciDev.Net ”الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة في إيران“.

محاربة هجرة الأدمغة -في رأي باحث بإحدى الجامعات الإيرانية رفض ذكر اسمه- بعلاج الأسباب السالف ذكرها، حيث قال لشبكة SciDev.Net : ”السيطرة على التضخم، وإيجاد طرق لزيادة دخل العلماء، وتوافر مناخ سياسي واجتماعي أكثر حرية؛ سوف يشجع الباحثين والأكاديميين على البقاء في إيران“.

يتفق معه عطاء الرحمن، لكنه يلفت النظر إلى أن العلماء الإيرانيين بالغرب ذخيرة مستقبلية. فالصين اكتسبت تقنيات متقدمة من علمائها العائدين من أمريكا، حيث ساعدوا على إنشاء مراكز عالمية للتميز في الصين. وبالمثل يساعد الهند في البحث والتطوير علماؤها العاملين في أمريكا.

”هجرة الأدمغة ’خسارة‘ في المدى القصير، لكنها قد تكون ذات فائدة كبيرة على المدى الطويل“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط