Skip to content

02/07/20

10 يمنيات حصدن جائزة ’أشدِن للطاقة المستدامة‘

Ashden Award
حقوق الصورة:UNDP Yemen/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • جائزة أشدِن الدولية للطاقة المستدامة تذهب إلى عشر فتيات يمنيات
  • أنشأن محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، فأنارت دور منطقة نائية باليمن
  • نجح مشروعهن في تخفيض تكلفة الطاقة، ما جعل سعرها في متناول اليمني العادي

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[صنعاء] حصدت عشر فتيات يمنيات، جائزة ’أشدِن الدولية للطاقة المستدامة‘ 2020، عن مشروع في إحدى المناطق النائية في اليمن.
 
اليوم الخميس 2 يوليو، جرى تكريم المشروعات الفائزة بالجائزة، في حفل توزيع افتراضي، نظرًا لإجراءات الحظر والتباعد الاجتماعي التي يفرضها الوباء العالمي كوفيد-19.
 
والجائزة تقدمها سنويًّا مؤسسة أشدن الخيرية -مقرها لندن- ورصدتها لأول مرة عام 2001، مكافأةً للمشروعات التي تحمي البيئة وتعمل على تحسين نوعية الحياة، في المملكة المتحدة والبلدان النامية.
 
مُنحت الجائزة هذا العام لأحد عشر مشروعًا استثنائيًّا في مجال الابتكار المناخي.
 
حصد المشروع اليمني الجائزة ’الطاقة الإنسانية‘، عن مشروع ’محطة صديقات البيئة‘ في مديرية عبس بمحافظة حجة، ضمن ’برنامج تعزيز القدرة على الصمود في الريف اليمني‘، الذي يديره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
 
يقول أنور السويدي -مدير مؤسسة التنمية المستدامة بمديرية عبس- لشبكة SciDev.Net: ”رشحنا ثلاثة مشروعات صغيرة ضمن عشرات المشروعات من مختلِف الدول التي تتنافس على الجائزة، وانتقلت ’محطة صديقات البيئة‘ إلى القائمة القصيرة في مارس الماضي، قبل أن تتمكن من التغلب على الجميع وتنال الجائزة الدولية القيمة“.
 
 تحكي مديرة المشروع، إيمان الحملي، أن الفكرة بدأت في ديسمبر 2018، بمحطة كهرباء صغيرة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية، وتمنح الكهرباء لنحو 15 منزلًا، وتزايد العدد بعد تدشين المحطة في 13 يناير 2019، ليصبح حاليًّا ثلاثة وأربعين منزلًا مستفيدًا.
 
تقول إيمان لشبكة SciDev.Net: ”يقع المشروع على أطراف مدينة عبس، في منطقة نائية، سكانها من الأسر الأشد فقرًا، وكانت فكرته مستوحاة من احتياجات المجتمع المحلي في ظل أزمات الطاقة الكهربائية المتتالية، وعدم القدرة على الحصول عليها في ظل استغلال محطات الكهرباء التجارية وفقر الناس“.
 
وتستطرد: ”قررنا عمل مشروع يوائم بين الاحتياجات الحالية وتوفير مصدر مستدام للطاقة، فتوصلنا إلى فكرة المشروع“.
 

عرضت الفتيات فكرتهن على مؤسسة التنمية المستدامة، وعبرها قُدمت الفكرة إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي وافق على تمويل المشروع بكلفة تعادل 37 ألف دولار أمريكي تقريبًا، في إطار جهود برنامج تعزيز القدرة على الصمود في الريف اليمني.
 
بدأ المشروع الصغير بحوالي 36 خلية شمسية، قدرة الواحدة 325 وات، و16 بطارية 220 أمبير، وجهازين لتحويل الطاقة، وفق المسؤولة الفنية بالمشروع، آمنة دوالي.
 
”وبعد مرور عام أضيفت أربع بطاريات من إيرادات المشروع، لتصبح القدرة الإجمالية 10 كيلووات“.
 
في البداية، لم يعبأ سكان المنطقة لفكرة الحصول على الكهرباء من الطاقة الشمسية، ومع مرور الوقت تزايدت طلبات الاشتراك في المحطة.
 
تقدم المحطة الكيلووات الواحد مقابل نحو مئتي ريال يمني، في حين تقدم المحطات التجارية العاملة بالوقود الكيلو الواحد بثلاثمائة وخمسين ريال، وفق آمنة.
 
قبل الحرب كان بإمكان نحو ربع سكان اليمن الوصول إلى مصادر الطاقة، أما في الوقت الراهن، فإن الصراع المستمر قد تسبب في أزمات طاقة متكررة، ارتفعت معها أسعار الوقود إلى مستويات غير مسبوقة، مع صعوبة شديدة في الحصول عليه.
 
ومن هذا المنطلق يتدخل المشروع الأممي في اليمن للعمل على تعزيز وصول الفئات الأكثر ضعفًا إلى مصادر الطاقة المتجددة وبأسعار معقولة، مع تمكين النساء والشباب اقتصاديًّا؛ ليستطيعوا إعالة أسرهم.
 
توضح آمنة: ”تمنح المحطة الأسرة الواحدة من الكهرباء ما يكفي لإنارة أربع لمبات وتلفاز وشاحن هاتف، مقابل 2000 ريال يمني فقط شهريًّا (8 دولارات تقريبًا)“.
 
يحصل عملاء المحطة على الطاقة على مدى 24 ساعة في الأيام المشمسة، وتنخفض خلال الأيام الغائمة جزئيًّا إلى ما بين 15 و18 ساعة. كما يمكن للمشتركين استخدام أجهزة كهرباء كبيرة، كالغسالات والثلاجات، في نهار الأيام المشمسة فقط.
 
يشير السويدي إلى أن المحطة ساعدت المواطنين على توفير المال، ومنحتهم فرصةً أكبر للقراءة والتعلم، خصوصًا الأطفال، وفق مسح ميداني.
 
فضلًا عن أن بعض الأسر لديها مكائن خياطة، فتمكنت من التحول إلى أسر منتجة.
 
”أمور قد تبدو بسيطة، لكنها بالنسبة لهم كبيرة جدًّا، إنهم سعداء كثيرًا لذلك“.
 
توضح إيمان أن قدرة المحطة بلغت الذروة، فوضعت نحو عشرين مستهلكًا في قائمة الانتظار لإمدادهم بالطاقة في أقرب فرصة.
 
تتوقع آمنة أن تستمر المحطة في العمل لخمس سنوات في ظل إجراءات الصيانة المستمرة، وحتى ذلك الوقت يجري تقسيم الإيرادات بين نفقات تشغيلية ومخصصات إهلاك، ينفق بعضها على الصيانة، ويدخر الجزء الآخر لشراء معدات بديلة لتلك التي سوف ينتهي عمرها الافتراضي، وأيضًا لتوسيع قدرة المحطة تدريجيًّا.
 
وتخطط إدارة المحطة لاستثمار مبلغ الجائزة -وقدره 20 ألف جنيه إسترليني- في تطوير المشروع ليشمل نحو 120 مستفيدًا؛ لاحتواء الطلب المتزايد على الخدمة.
 
وضعت صديقات البيئة ضوابط لمشروعهن، يقلن إنها تميزه عن المحطات العاملة بالوقود، التي يتسبب ارتفاع قوة التيار وانخفاضه فيها في تلف الكثير من الأجهزة المنزلية.
 
تقول آمنة للشبكة: ”محولاتنا مضبوطة على تردد منتظم، كما أن لكل مشترك حساسًا بجانب العداد، يفصل التيار في حال حدوث أي ماس كهربائي؛ لتفادي وقوع أي حرائق أو أضرار، كما أننا وضعنا مانعًا للصواعق عند تركيب المحطة“.
 
تقول إيمان: ”نحن فخورات جدًّا بما حققناه“.
 
وتؤكد الفتيات أن فوزهن يمثل دفعةً قويةً لهن للإنجاز أكثر، وردًّا على كل مَن سخر بهن وبمشروعهن المتواضع.
   
 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا