Skip to content

08/11/17

منعت إسرائيل دخول التوربينة إلى غزة فشرعا يصنعانها

wind turbine Gaza
حقوق الصورة:Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • دراسة لباحثين تقيم الانتفاع بطاقة الرياح بمناطق غزة الحضرية على ارتفاعات مختلفة
  • الباحثان يضطران إلى تصنيعها في القطاع بخامات محلية
  • نجاحها يُسهِم في حل أزمة الطاقة المرهِقة للمحاصرين

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[غزة] يشرع باحثان من غزة في تصنيع توربينة رياح بخامات محلية مطلع ديسمبر المقبل؛ لتأكيد جدوى استخدامها فوق أسطح بنايات القطاع لتوليد الكهرباء.

ولجأ محمد النجار وعز الدين عدوان -الباحثان في قسم المهن الهندسية، بكلية فلسطين التقنية، دير البلح- إلى هذا بعد أن اصطدم مشروعهما البحثي الفائز بمنحة التعاون الفلسطيني الألماني، بأولى عقبات تطبيقه على الأرض؛ إذ ”رفضت السلطات الإسرائيلية منح الشريك الألماني تصاريح لإدخال التوربين المستورد المخصص لتطبيق الفكرة“، وفقًا لتصريح الباحثَين لشبكة SciDev.Net.

كان مقترح المشروع المعنون: ’الإمكانات الكامنة لطاقة الرياح في المناطق الحضرية: مدينة غزة كدراسة حالة‘ والمقدم من الكلية، قد فاز بالمنحة -مع أحد عشر مشروعاً آخر، قدمها باحثون من الجامعات الفلسطينية مجتمعة- وحصل على تمويل بقيمة 30 ألف يورو.

وفي أغسطس الماضي نشرت دورية ’الطاقات‘ تفاصيل البحث.

يقول عدوان: ”بادرنا بتصنيع النموذج الأولي للتوربين بالتعاون مع ثلاثة مهندسين، حيث تتوفر جميع أجزائه في قطاع غزة؛ كما أن مكوناته ليست معقدة“.

”والتوربين سيكون جاهزًا في أقل من ستة أشهر“، وفق تقديرات النجار، الذي أشار إلى أن قدرته 5 كيلووات/ ساعة، وتكلفته لن تتجاوز أربعة آلاف يورو، ”وقد تم الاتفاق مع الشريك الألماني على استخدام جزء من التمويل المرصود في تصنيع عنفات محلية“.

يوضح النجار: ”التوربين لا يحتاج سوى متر مربع واحد؛ لتثبيته فوق سطح البناية، على ارتفاع عشرة أمتار“، ووجود مبانٍ عالية بالقطاع يُسهِم في نجاح الفكرة، ويوفر تكلفة بناء أبراج خاصة للتوربينات، ويحصل السرعات المطلوبة للرياح.

سرعة الرياح اللازمة لتشغيل التوربين هي 2.5م/ثانية، ومتوسط سرعتها في قطاع غزة 4م/ثانية، و10أمتار/الثانية في جوه العاصف، ويعمل التوربين بطاقته القصوى إن وصلت إلى 15م/ثانية، ”لكن من الصعب الحصول على هذه السرعة في غزة بكل أوقات السنة“، وفق النجار.

يؤكد النجار، أن ”خمسة توربينات ستكون قادرة على سد حاجات مبنى سكني مكون من 20-25 شقة عند انقطاع الكهرباء“.

وفق سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية، فإن احتياج قطاع غزة من الكهرباء يوميًّا يُقدّر بنحو400  -600 ميجاوات، في حين أن مصادر الكهرباء في غزة لو عملت بكامل طاقتها فلن تستطيع توفير أكثر من 60% من هذه الاحتياجات.

يوضح عدوان أن ما يميز طاقة الرياح عن الطاقة الكهروضوئية الآخذة في الانتشار حديثًا بقطاع غزة، هو أنه يمكن استغلالها على مدار اليوم، في حين أن إنتاج الخلايا الشمسية من الطاقة يقل في فصل الشتاء.

والميزة الأهم التي يشير إليها الباحث، هي إمكانية تصنيع التوربينات محليًّا، وهذا غير ممكن بالنسبة للخلايا الشمسية، فتستورد.

ويضيف النجار: ”مساحة القطاع ضيقة، ما يجعل استغلال طاقة الرياح التي تحتاج إلى التوسع الرأسي أنسب من الخلايا الشمسية التي تستلزم بسطًا أفقيًّا لما تتطلبه من مساحات كبيرة“.

وعن الجدوى الاقتصادية للمشروع، فإن اقتناء توربين طاقته 5 كيلووات ساعة، مع منظم جهد كهربي، تصل تكلفته إلى 4 آلاف يورو، يقارب تكلفة نظام شمسي يعطي الطاقة نفسها، وفق الباحثين.

ويُجمعان على أن استغلال أشكال الطاقة المتجددة كافة يوفر التكامل المطلوب لتعويض النقص الحاد الذي يعانيه القطاع.

وتتلخص رؤية محمد العلمي -المختص بمجال الطاقة المتجددة، وصاحب شركة تصنع الأجهزة المستخدمة في إنتاج الطاقة وتخزينها- في أن فكرة التوربينات جيدة إن تغلبت على عقبات ظروف عملها، كالاختلاف الكبير في سرعة الرياح بين فصول السنة الأربعة.

يقول العلمي لشبكة SciDev.Net: ”لو توفرت في هذا المشروع الفاعلية المقبولة، ستكون خيارًا جيدًا وحلاًّ لمشكلة تواجهنا في التعامل مع الخلايا الشمسية، وهي استخدام بطاريات تخزين الطاقة، إذ إن كفاءة هذه البطاريات تقل مع مرور الوقت“.

ويؤكد العلمي أن ثقافة استغلال الطاقة المتجددة انتشرت في قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة رغم ارتفاع كلفتها، كما أن العديد من شركات الإقراض المحلية بدأت بمنح قروض للمواطنين الراغبين في استخدام الطاقة البديلة، مشيرًا إلى أن مثل هذه العوامل قد تُسهم في رواج فكرة استخدام التوربينات.

حدد الباحثان موقعًا أعلى برج سكني غربي مدينة غزة، لتشغيل التوربين فور الانتهاء من تصنيعه، بعد دراسة المكان وتسجيل ملحوظاتهم الأولية حول سرعة الرياح فيه.

ويشير الباحثان إلى أن تطوير فكرتهما وتعميمها يحتاجان إلى دعم دولي وحكومي، وسترتفع جدواها بصناعة توربينات تنتج طاقةً بقدرات أكبر، وبزرعها في بحر قطاع غزة؛ حيث سرعة الرياح أعلى من بره، وبتجنيب المواطنين خطر وجود توربينات كبيرة وسط مناطق مأهولة.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.