Skip to content

18/07/17

إذا سوريا أظلمت

Syria solar panel
حقوق الصورة:SciDev.Net / Ahmad hazouri

نقاط للقراءة السريعة

  • النظام السوري يستخدم الطاقة ورقة ضغط
  • والقصف المتعمد يُخرج من الخدمة 34 محطة توليد كهرباء من أصل 54
  • بالتهريب والرشى يُدخل المحاصرون الألواح الشمسية، التي راجت؛ لتنير وتدير

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[اسطنبول] لكأن مقطع ”لياليكِ كانت نور تسبح في ضيه بحور“ من البكائية التي نتغنى بها يستشرف حال سوريا اليوم، إذ عرضت وكالة ’ناسا‘ صورًا التقطتها الأقمار الاصطناعية بالليل، ظهرت فيها الأراضي السورية الآن مظلمة بعد أن كانت تُعشي أنوارها الأبصار.
 
كانت.. 
 
أما الآن، فقد دمر الصراع المسلح معظم البنى التحتية بالبلاد، وكان قطاع الكهرباء أكبر الخاسرين، إذ خرجت 34 محطة توليد من أصل 54 من الخدمة.
 
ما عليك لترى الظلام الذي يلف سوريا حاليًّا، وقد ذهب أكثر من أربعة أخماس نورها، سوى أن تتصفح موقع ’ناسا‘ الإلكتروني على شبكة الإنترنت الدولية، وغرق مدنها تدريجيًّا في العتمة منذ عام 2012، لا سيما الرقة ودمشق وحلب.
 
حلب تحديدًا كانت مركز سوريا الصناعي، ومحور إنتاج الطاقة الكهربية فيها، لكن منذ أن اتُّخذت مسرحًا للعمليات الحربية، والظلام الدامس يُغرقها أيما إغراق.
 
أدى هذا الوضع إلى رواج تجارة ألواح الطاقة الشمسية في معظم أرجاء البلاد، وتعددت استخداماتها فلم تقتصر على إنارة المنازل، بل امتدت لتشمل أكثر الأغراض، وأغلب المنشآت.
 
في ريف إدلب مثلًا، ظهرت الألواح بشكل مبتكر، إذ عمدت إحدى الورش إلى إلحاق ألواح الطاقة الشمسية بكراسي المعاقين الكهربائية؛ لضمان استمرارية الحركة.
 
أما ريف حمص، فيقول عنه أحمد حزوري -الناشط الإعلامي-: ”قصف النظام لمحولات الكهرباء التي تغذي شماله المحاصر، وارتفاع سعر الديزل المشغِّل للمولدات الكهربائية، دفع الأهالي للاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء“.
 
من أهالي المنطقة، عبد الباسط أبو محمد، اضطر إلى الاستعاضة عن مولد الكهرباء بأربعة ألواح طاقة شمسية بطول مترين وعرض نصف متر لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل أجهزة منزله كالثلاجة والغسالة والتلفاز وخلافه، بالإضافة إلى تشغيل ماكينة الري الخاصة بأرضه الزراعية.
 
كذلك اعتمدت المستشفيات الميدانية على الطاقة الشمسية. يقول أبو يوسف -مسؤول النقطة الطبية في قرية الدار الكبيرة بمحافظة حمص-: ”وضعنا ستة ألواح طاقة شمسية لتوليد كهرباء كافية لتشغيل الأجهزة الطبية الأساسية، خاصةً في غرفة العمليات، ونعتمد على مولد الكهرباء لتشغيل باقي الأجهزة التي لا تستهلك طاقة كبيرة“، مشيرًا إلى أنه لتشغيل النقطة بالكامل يحتاج الأمر إلى ضِعف عدد الألواح.
 
ويستطرد أبو يوسف: ”وتعتمد المشافي الميدانية الأخرى في المنطقة المحاصرة الأسلوب نفسه لتوليد الكهرباء“.
 
 كذلك انتشرت ألواح الطاقة الشمسية في المحال التجارية وصالات الإنترنت، كلٌّ وفق دخله وطاقته الشرائية.
 
وتتفاوت أسعار ألواح الطاقة الشمسية تبعًا لأحجامها ”فيتراوح سعر اللوح الواحد ما بين 50 – 150 دولارًا أمريكيًّا“ وفق حزوري.
 
”السعر المرتفع لألواح الطاقة الشمسية دفع أصحاب الدخل المحدود والفقراء للابتعاد عن استخدام هذه التقنية، واقتصر استخدامها على أصحاب الدخل المتوسط والمرتفع من أصحاب الأعمال التجارية والصناعية“، كما يقول حزوري لشبكة SciDev.Net.
 
من هؤلاء، القَصَّاب طارق هلال أبو زياد، الذي عمد إلى تركيب ستة ألواح طاقة شمسية لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل برادات حفظ اللحوم في محله، خاصةً مع الطقس الحار.
 
يقول أبو زياد للشبكة: ”كلفتني الألواح مع بطاريات تخزين الطاقة والمنظم 1200 دولار أمريكي، وهي تكلفة كبيرة لكنها مجزية مع مرور الوقت مقارنةً بالاعتماد على مولد الديزل“، مشيرًا إلى استمرار الكهرباء لمدة 24 ساعة دون الحاجة لكهرباء النظام.
 
ويشير حزوري إلى ألواح طاقة شمسية صغيرة يتراوح سعرها بين 20 و30 دولارًا أمريكيًّا، تقتنيها بعض الأسر البسيطة للإنارة المسائية فقط، ومَن لا يستطيع تحمُّل تكلفة أيٍّ من الحلول السابقة يعتمد على جيرانه في الحصول على كهرباء لشحن البطاريات لغرض الإنارة المسائية فقط.
 
أحد بائعي ألواح الطاقة الشمسية في ريف حمص الشمالي يوضح لشبكة SciDev.Net أن ”الألواح تدخل إلى المنطقة بعدة طرق، كالتهريب أو عن طريق دفع رشوة لنقاط تفتيش النظام المحاصرة للمنطقة، من ثَم توزع على المتاجر الكهربائية لتباع للمستهلك“.
 
ولا يأمن الأهالي سلامة ألواحهم الشمسية القائمة فوق أسطح منازلهم، فهي معرضة للقصف في أي وقت، ولكن حاجتهم الماسة لها تدفعهم لاقتنائها أيًّا كانت النتائج.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا