Skip to content

10/10/14

’داعش‘ يشيع اضطرابًا بجامعات عراقية

Iraqi students
حقوق الصورة:Flicker/ U.S Forces Iraq/ Staff Sgt. Adelita Mead

نقاط للقراءة السريعة

  • خواء بجامعات محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وفرار الطلبة والأساتذة
  • ’داعش‘ يهدد الفارين بمصادرة أموالهم، والوزارة العراقية تتخذ إجراءات لتسيير العملية التعليمية
  • بعد إرجاء الدراسة وتنقلاتها، الطلاب يخافون المجهول، ويشكون الأوضاع الخانقة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

]بغداد[ قبل أن يبدأ العام الدراسي، صار إتمامه في جامعات عراقية عدة محل شك، لا سيما بعد سيطرة مسلحي ’الدولة الإسلامية في الشام والعراق‘ على أجزاء واسعة من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين.وبسبب الكر والفر الدائر بين عناصر من التنظيم -المعروف اختصارًا باسم ’داعش‘- وقوات نظامية من الجيش العراقي، صار من المستبعد سير الحياة الجامعية على نحو طبيعي خلال العام 2014-2015، في جامعات عراقية، بعضها أهلي والآخر حكومي.

فإلى جانب توقف الدراسة بمئات المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، فيما يُعرف بالمحافظات الساخنة، صارت جامعات الأنبار والموصل وتكريت شبه معطلة منذ العاشر من يونيو الماضي، وفر طلاب الدراسات العليا بتلك الجامعات وأساتذتها.

المدهش في الأمر أن يؤكد شهود عيان أن تنظيم ’داعش‘ وزع منشورات يوم 3 أكتوبر الجاري تحمل بيانًا له أنذر فيه الأساتذة الفارين بمصادرة أموالهم إذا لم يعودوا لمزاولة أعمالهم بالجامعات.

وختم البيان -الذي اطلعت شبكة SciDev.Net على نسخة منه- بما نصه: ”نمهل كل الأساتذة بكافة الاختصاصات الطبية وغيرها الذين محل عملهم وسكناهم في ربوع دولة الخلافة بالرجوع واستئناف أعمالهم بمدة أقصاها ’عشرة أيام‘ من تاريخ البيان، وبخلافه ستحجر كل أموالهم المنقولة وغير المنقولة“.

يُذكر أنه سبق للتنظيم دعوة الكوادر التدريسية والتعليمية إلى الالتحاق بمدارسهم بعد أن ألغى شعار ’جمهورية العراق‘ من المناهج التدريسية والمباني الحكومية، وأحل محلها ’الدولة الإسلامية- ديوان المعارف‘.

في محافظة صلاح الدين تحديدًا، أفادت صحف عراقية أن ”الجامعات الحكومية المسيطر عليها من قِبل الجيش هي جامعة تكريت وجامعة سامراء، أما الجامعات الأهلية المسيطر عليها فهي جامعة الإمام الصادق في قضاء الدُجيل وجامعة بلد أيضًا وجامعة قضاء طوز خورماتو“.

وتوحي أنباء واردة من العراق بسيطرة مسلحي ’داعش‘ على جامعات، في حين تتحدث وسائل إعلام عراقية عن أن ”الجامعات في المحافظات الساخنة يسكنها الجيش ويحاصرها داعش“.

أيًّا كانت حقيقة الأمر -والتي يبدو أنها متغيرة ولما تثبت بعدُ على حال- فإن العملية التعليمية أصابها اضطراب في المحافظات المذكورة، ولذا اتخذت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية إجراءات وتدابير لتدارك ما يمكن تداركه.

وقال مدير عام دائرة البحث والتطوير في الوزارة، غسان حميد عبد المجيد: ”قررت الوزارة فيما يخص الدراسات الأولية، اعتبار العام الدراسي الجديد للطلبة القاطنين بتلك المحافظات، عام عدم رسوب“.

”العشرات من طلبة الدراسات العليا في الجامعة توقفت بحوثهم النوعية؛ بسبب إغلاق الجامعة، وسيطرة الجماعات المسلحة عليها“

باحثة من جامعة الموصل

وأضاف غسان لشبكة SciDev.Net: ”أما طلبة الدراسات العليا فقد عولجت أوضاعهم بالفعل من خلال إيجاد مواقع بديلة لكل جامعة، ويمكنهم تحديد الجامعات التي يريدون إكمال بحوثهم أو رسائلهم فيها، وبالإمكان تحديد مشرف مشارك من الجامعة المستضيفة، ولا يدخل ذلك ضمن سقف الإشراف المحدد لكل أستاذ“.

أما الطلبة في المرحلة التحضيرية فتنقل دراستهم ”إلى الجامعة التي يرغب الطالب الانتقال إليها حسب محافظة إقامته حاليًّا وتوفر الاختصاص“، وفق إيضاح غسان.

وبالنسبة للباحثين في مرحلة المناقشة ”تُجرى المناقشة وفق الأوامر الإدارية بالجامعات التي تقع بمحل سكناهم حاليا، وبالتنسيق بين الجامعتين، وتُمنح الشهادة من قِبل الجامعة التي تم قبولهم فيها وبالتنسيق مع الجامعة المستضيفة“.

من هؤلاء رعد خاشع، طالب دراسات عليا بجامعة تكريت، في محافظة صلاح الدين، سيكمل دراسته بجامعة بغداد، وهو يقول لشبكة SciDev.Net: ”جل ما أخشاه هو تغيير أساتذتي المشرفين على الدراسة؛ لأن المنهجية البحثية تختلف من جامعة لأخرى، ومن أستاذ لآخر“.

ويستطرد طالب كلية الحقوق الساعي لنيل درجة الماجستير منها: ”فضلاً عن مشكلة الوثائق الشخصية التي تؤكد ضرورة استضافتي في الجامعة التي أرغب في إكمال دراستي فيها“، مشيرًا إلى أنه لا يملك أي وثائق.

كما أشار رعد إلى أن ”المال قد يكون عائقًا آخر؛ لأن المعيشة في العاصمة صعبة جدا“، وقال: ”أنا وعائلتي نسكن مع العوائل النازحة“.

يعلق غسان على النقطة الأخيرة بتأكيد أن ”دائرته تمول جميع البحوث المقدمة من قِبل الدارسين بمبالغ لا تقل عن 100 مليون دينار (90 ألف دولار) لكل بحث“، كما أن الأساتذة يتسلمون رواتبهم من المناطق التي نزحوا إليها، لحين انجلاء الموقف الراهن.

من جهة أخرى أكد قاسم محمد العتابي -الوكيل الإداري لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية- أن ”الوزارة لا تعاني مشاكل مالية، غير أن المشروعات التي كان معمولاً بها في المحافظات الساخنة من قِبل دائرة الدراسات والتخطيط توقفت، فضلاً عن وجود مخزون لدى الوزارة من الأجهزة العلمية ستعوض به الجامعات في مواقعها البديلة“.

كذلك أكدت باحثة بجامعة الموصل أن ”العشرات من طلبة الدراسات العليا في الجامعة توقفت بحوثهم النوعية؛ بسبب إغلاق الجامعة، وسيطرة الجماعات المسلحة عليها“.

وأضافت الباحثة التي رفضت ’لدواع أمنية‘ الكشف عن اسمها وصفتها لشبكة SciDev.Net من مقر إقامتها خارج محافظة الموصل: ”كثير من الطلبة فشلت تجاربهم، خاصة التجارب التي تحتاج أدوات كهربائية وتكنولوجية ووسائل اتصال كالإنترنت وغيرها“.

يُذكر أن وزارة التربية العراقية في وقت سابق كانت قد أعلنت عن تأجيل مباشرة الدراسة إلى الثامن والعشرين من شهر أكتوبر الجاري، التي كان المقرر أن تبدأ في 21 من سبتمبر الماضي، بسبب التوتر الأمني في المحافظات الثلاث، غير أن القرار شمل جميع محافظات العراق؛ ليكون الدوام في المدارس موحدًا.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا