Skip to content

06/11/14

البحث العلمي ليس حتمًا قضية خاسرة في الدول الهشة

Students Education ISIS.JPG
حقوق الصورة:Kael Alford / Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • أفعال المسلحين في العراق تبرز قضية الاهتمام بعدد محدود فقط من الجامعات
  • في بعض السياقات، ينبغي إدراج القدرات الإضافية في حاجيات التعليم
  • ينبغي لنا بذل المزيد لمعرفة حالة البحث في الدول الهشة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 من غير المستغرب أن يكون للتقدم الذي أحرزه تنظيم ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ (داعش) هذا التأثير المخرب للتعليم. هرب طلاب وباحثون كثر من المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العراق، وحتى الأماكن التي لا تزال الحكومة تسيطر عليها يتواصل فيها التخبط حول كيفية تأمين الأكاديميين والطلاب، وحماية وصولهم.

والآثار طويلة الأمد لعزل الطلاب في الدول ذات الأوضاع الهشة قد تبدو بوضوح أقل. لكن النظرية تقول إن للتعليم العالي والبحث تأثيرًا يمتد إلى مخرجات التنمية على المدى الطويل. ونظرًا لأن هذه النوعية من الضغوط على البنية التحتية للبحث العلمي والتعليم العالي –سواء أكانت ذات أساس سياسي أو تُعزى إلى أحداث طبيعية- غالبًا ما تتكرر في الدول ذات الدخل المنخفض، فإن الأمر يستحق تدبر ما يمكن أن نتعلمه.

هنالك درسان: الأول حول الاستثمار في التعليم، والآخر حول الروابط بين البحث العلمي والسياسات.
 

التخطيط المؤمّن ضد الفشل

إن هجر الطلاب والباحثين جامعاتهم –والفوضى التي تتلو ذلك في البحث العلمي وأنشطة التدريس- يبرز قيمة التخطيط للتعليم على المستويين الوطني والإقليمي. وعندما يحدث وضع مثل هذا في دولة كالعراق، التي لديها جامعة عالية الجودة أو جامعتان فقط، تنقطع السبل بطلبة هذه المؤسسات.

فكرة الاستثمار في عدة مراكز للتميز، لكل منها تخصصه البحثي، قد يكون لها قيمتها ومكانتها، رغم كثرة المطاعن على جدواها وأفضليتها. وربما احتاج المتخصصون في التعليم إلى النظر في استراتيجيات مختلفة للمناطق غير المستقرة سياسيا –بله الدول الضعيفة الأخرى- مثل توزيع الموارد ونشرها على مؤسسات متعددة.

والتركيز في الدول الهشة ينبغي أن ينصب على المرونة. فمن خلال تقديم الدعم والمحافظة على استدامة كادر أساسي من طلاب التعليم العالي وباحثيه، تبني الدول قاعدة يمكن أن تقوم عليها الرفاهية الجماعية وتتحقق بها.

كذلك ثمة درس نتدبره من أزمة الإيبولا حول أهمية وجود آليات عديدة محصنة ضد الفشل حال وقوع كارثة. وما يجعل الأنظمة الصحية بالدول الغنية أكثر استعدادًا أن عددًا من مثل تلك الآليات موجود بالفعل في صورة خطط استجابة. وإن مفتاح احتوائها هو تلك الوفرة، فمستويات الوقاية المتعددة هي التي تضمن السلامة.

 

”إن هذه القصص تتحدى فرضية أنه في الأوضاع التي بهذا المستوى من الهشاشة تقف كل البحوث جنبًا إلى جنب مع التوجه المحلي لمصلحتها“.

نيكولاس بيركنز

 
وبالمثل، يتعين على الدول الضعيفة أن تضع على رأس أولوياتها إيجاد تلك الوفرة وإدراجها في حاجيات التعليم. وبصرف النظر عن توزيع التمويل على مؤسسات مختلفة، فإن هذا قد يعني الاستثمار في معايير مثل الخوادم الاحتياطية التي تسمح للطلاب بالوصول إلى المواد التعليمية الخاصة بدوراتهم الدراسية عن بعد.

ويجب أن تكون الاستثمارات طويلة الأمد، فليس هناك دولة تخرج من الوضع الهش –سواء كان سياسيا أم غير ذلك- بسرعة. وليس هناك دليل عظيم يشير إلى أن تركيز التمويل العام على مراكز قليلة للتميز البحثي يعد مفتاحًا لحفز الاستقرار والرخاء، ولذا فإن هناك القليل لنخسره في هذا الصدد إذا ما جربنا نهجًا جديدًا.
 

مطلوب مستشارون تقنيون

بُعد آخر لقصة داعش يتيح فرصة للتفكير في العلاقة بين السياسات والبحث العلمي. تسليمًا بأن الأساتذة الأكاديميين باتوا يهربون، أصدر داعش بيانًا في أكتوبر الماضي يهدد بمصادرة معداتهم وممتلكاتهم إذا لم يعودوا.

ويصف تقرير أصدرته وزارة التنمية الدولية البريطانية في يوليو الماضي عائقين أساسيين لإدخال البحث العلمي في مستوى السياسات، هما: نقص القدرات، وانعدام الحوافز.[1] وفي ضوء ذلك، فإن الاهتمام البادي من داعش بالبحث العلمي يضمن التفريغ.

وهناك بالطبع صلة راسخة بين عقيدة الدين الإسلامي والعلوم، حسبما توضح مقالة لمؤسس شبكة SciDev.Net ديفيد ديكسون. فهل تُظهر تهديدات داعش أن هذا التقليد سيستمر في نسختها من الإسلام؟ هل من الممكن أن تكون داعش مهتمة بإنتاجيتها من العلوم في خلافتها المزعومة؟ إذا كان الوضع كذلك، فإن هذا يثير الاحتمالية المحيرة بأن العلوم قد توفر فرصة لحوار مبدئي بين داعش والغرب.

وعلى الجانب الآخر، في ظل محدودية المرافق العامة، بما في ذلك الاتصال بشبكة الإنترنت، وعدم وجود كادر من محللي السياسات لدعم الأبحاث العلمية في المناطق التي تسيطر عليها داعش، نتساءل عن كم الاهتمام الذي يمكن لداعش أن يوليه للقدرات العلمية في المناطق التي يسيطر عليها. هل تنبع معاناتها من نقص الحوافز لا من نقص القدرات؟ أم أن فكرة تقديم حوافز للبحث العلمي تعد من الغرابة بحيث تصبح غير قابلة للتطبيق في لعبة الواقعية السياسية المعقدة؟

وهذا يؤدي إلى معضلة أساسية لأولئك الذي يستثمرون في البحث العلمي في الدول النامية.

فالأمر لا يتعلق بحماية استثمارات حكومات فاسدة، ولا بطموحات فصائل منحرفة أخلاقيا. فعلى سبيل المثال، في وقت سابق هذا العام وجد مركز بحثي دولي مدعوم من الأمم المتحدة نفسه محصورًا بين الثوار السوريين والحكومة عندما كان يفاوض على الوصول لباحثيه.

إن هذه القصص تتحدى فرضية أنه في الأوضاع التي بهذا المستوى من الهشاشة تقف كل البحوث جنبًا إلى جنب مع التوجه المحلي لمصلحتها. وربما يعد وضع هذه الفرضية مجرد مواءمة سياسية؛ لأنها من التعقيد والهامشية بما يجعلها غير قادرة على تحريك الدعم للبحث العلمي في هذه السياقات.

قد يكون هذا موقفًا مفهومًا، لكن –على أقل تقدير- يتوجب علينا أن نقوم بالكثير لمعرفة المزيد عن البحث العلمي في الأوضاع الهشة. وهناك –للأسف- تاريخ غني بالصراع والأزمات للاستفادة منه.

 
نيكولاس بيركنز مدير شبكة SciDev.Net ، ويمكن التواصل معه على: @Nick_Ishmael

المقال منشور بالنسخة الدولية يمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي:
research lost fragile states
 

References

[1] كيرستي نيومان. ما الدليل على تأثير البحث العلمي على التنمية الدولية؟ (DFID، يوليو 2014).