Skip to content

05/11/17

ري وتنظيف من صرف دور الريف

Soil layers filter
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Lahbib Latrach et al

نقاط للقراءة السريعة

  • نظام جديد ينقي مياه صرف البيوت لتصير صالحة للري والتنظيف
  • يمكن لأي أحد يطلع على فكرته أن ينفذه بسهولة، ونتائجه شبه مضمونة
  • زهيد التكلفة، سهل الصيانة، غني عن الطاقة، طويل العمر، يناسب أهل البوادي والأرياف

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 [لندن] طور باحثون مغاربة نظامًا لترشيح مياه الصرف الخارجة من دور الأرياف والقرى، أثبت فاعلية في تنقيتها من المواد العضوية والنيتروجين والفوسفور، والجراثيم القولونية، وكثير من المُمْرضات البكتيرية الأخرى.
 
فقد تحقق الباحثون من صلاحية المياه الخارجة من النظام، ووجدوها صالحة تمامًا للاستخدام في أغراض الري، بعد أن اختبروا -خلال عام كامل- تأثير كلٍّ من جودة المياه العادمة، والأحوال المناخية، والظروف الموسمية التي تعتري المناطق القاحلة على كفاءة النظام في إزالة الفضلات والأدران والملوِّثات.
 
يتألف هذا النظام من مرحلتين عموديتين، تتدفق خلالهما المياه العادمة رأسيًّا، ومكوناتهما الرئيسة عبارة عن تربة رملية وحصباء وأخلاط أخرى.
 
عند فحص الماء الخارج من المرحلة الأولى تبيَّن أن معظم الأوساخ والقاذورات والملوِّثات، سواء كانت فيزيائية أو كيميائية، قد تم حجزها وإزالتها عنه تمامًا.
 
ومع خروجه من المرحلة الثانية تضاءلت إلى حدٍّ كبير معظم عوامل الإمراض والتلويث الحيوي فيه؛ إذ اختفت منه كافة المؤشرات الدالة على وجود بكتيريا البراز على وجه الخصوص.
 
النظام أثبت أنه مرشِّح ذو ميزات عدة، أهمها صيرورة المياه الخارجة منه صالحةً لإعادة استخدامها في أغراض تستهلك كميات ضخمة من المياه، مثل الري والتنظيف، وتوفيرها للشرب والطهو، لا سيما في أرياف المناطق الجافة التي تندر فيها المياه أو تشح.
 
جرت تجربة النموذج الأولي لهذا المُرَشِّح بكفاءة مع مياه صرف ثمانية منازل (يسكنها 72 فردًا) بإحدى قرى إقليم الحوز، الذي يبعد عن مدينة مراكش المغربية بحوالي 40 كيلومترًا، فامتاز ببساطته، ليكون مناسبًا لفقراء المناطق القاحلة.
 
على وجه التفصيل، فإن كل مرحلة من المرشح عبارة عن برميل من البلاستيك ارتفاعه 65 سم وقطره 40 سم، تتبادل فيه طبقات منفذة، سمكها 5 سنتيمترات، آخر طبقة فيها من الحصى الكبير جدًّا (3-5 سم). المواد المستخدمة تُجمع من البيئة المحلية، ما كفل تكلفةً زهيدة.
 
أما الطبقات التي تمثل معظم حجم البرميل، فهي من قوالب تختلط فيها التربة الرملية، ونشارة الخشب، وزبر الحديد الصغيرة، والفحم. وهذه الطبقات تتبادل مع أخرى من الحصى الرفيع (3-5 مم)، على هيئة تشبه في تراصها البناء باللبنات. (انظر الرسم التوضيحي)

Soil layers filter graph
تُجمع مياه الصرف المراد معالجتها في صهاريج كبيرة، ثم تُصرف إلى خزان ترويق لفصل الرواسب والمخلفات سعته نحو 1000 لتر، لتتدفق بعد ذلك المياه المصفاة رأسيًّا عبر المرحلتين الواحدة تلو الأخرى.
 
نجح النظام في إزالة 90% من الملوِّثات، مثل: المخلفات الصلبة، وبقايا الأسمدة. وعلاوة على ذلك، فإن النظام نجح في قتل القولونيات الخطرة الموجودة في المياه، بما يشمل القولونيات البرازية، والإشريكية القولونية، ومُمْرِضات مثل البكتيريا العقدية.
 
ونشر الباحثون نتائج تجربتهم في الثالث عشر من أكتوبر الماضي في دورية ’المجلة الدولية للنظافة والصحة البيئية‘.
 
”اللبنات المصنوعة من التربة كفيلة وحدها بتنقية المياه من المخلفات العضوية والسماد، بيد أنها حين تُستَخدَم مع الحصى يصير النظام قادرًا على إزالة المُمرضات أيضًا“، كما تقول ليلي ماندي، إحدى  المشاركات، والباحثة في ’المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة‘ بجامعة القاضي عياض بمراكش.
 
وتؤكد ليلى لشبكة SciDev.Net أن ”النظام يمكنه توفير تقنية منخفضة التكلفة جدًّا، وغير معقدة، إذا ما قورنت بأنظمة الترشيح المتطورة“.
 
وتستطرد: ”ويتسم بسهولة الصيانة، والاستغناء عن الطاقة“، إضافة إلى أن متوسط عمره يصل -حال صيانته بالطريقة الصحيحة- إلى نحو 20 عامًا.
 
وتشير ليلى إلى أن المياه المرشحة لا تصلح للشرب، بل يمكن استخدامها في الأعمال المنزلية، مثل تنظيف الأرضيات وغسل الملابس.
 
وتستدرك ليلى: ”يمكن جعلها صالحةً للشرب بإخضاعها للمزيد من المعالجة، مثل الكلورة أو تعريضها للأشعة فوق البنفسجية“.
 
بالنسبة لإقليم الحوز فهو يعاني الجفاف الشديد، ويبلغ معدل هطول الأمطار 340 ملليمترًا في السنة فقط. ويُعَد توفير المياه وإدامتها مسألة مهمة للمزارعين المحليين، كما أن تنقية المياه عن طريق محطات الصرف الصحي أو أنظمة الترشيح المتقدمة تكنولوجيًّا مكلفة للغاية وغير متاحة في المنطقة حاليًّا.
 
يؤكد الباحثون أن الأسلوب الذي طوروه ربما يساعد على إعادة تدوير المياه في المناطق الفقيرة القاحلة، مثل صحاري شمالي أفريقيا وآسيا.
 
ومع هذا، يقول حلمي الزنفلي أستاذ تلوُّث المياه بالمركز القومي للبحوث في مصر: ”سيصعُب على النظام تَنقية المياه من المُلَوِّثات الكيميائية الخطرة، مثل المعادن الثقيلة، والمُمرِضات الأكثر مقاومة، التي تنتقل عبر الماء، مثل الكوليرا والسالمونيلا على سبيل المثال“. وسيستلزم الأمر مرحلة تطهير إضافية.
 
كما أعرب الزنفلي عن قلقه إزاء نمو الطحالب في المُرَشِّح، لا سيما في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي قد تنجم عن وضع البراميل في الشمس. ويقول لشبكة SciDev.Net: ”لا بد من غسل وسط الترشيح، عن طريق عكس اتجاه جريان المياه، أو تغييره بعد مرور بعض الوقت؛ لأن تشكُّل أي أغشية حيوية من شأنه إحداث انسدادات بالمرشح“.
 
يعترف الباحثون بأن مشكلة الانسداد تقيِّد التقنية نوعًا ما. ومع هذا، أكدوا أن حجم الحصى المستخدم في المرشح وطبيعة سطحه يمكنهما أن يحُدَّا من نمو الطحالب.
 
من جانبها تقول ليه بوتيلييه -الباحثة بجامعة دالهاوسي في هاليفاكس بكندا-: إن النموذج الأولي ربما يحتاج إلى المزيد من الاختبار؛ للتيقن من نفاذية التربة المستخدمة في صنع قوالب الترشيح، وضمان مرور المياه بكميات كافية. وتوضح للشبكة: ”إن قابلية التربة لتمرير المياه قد تتباين كثيرًا مع مرور الوقت، وهذا من شأنه أن يؤثر على قدرة المُرَشِّح على استقبال مياه الصرف وتنقيتها على المدى البعيد“.
 
”ومن المهم فهم هذا الأمر قبل تنفيذ هذا النظام في أي مكان آخر“.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا