Skip to content

30/01/18

حل هدر القمح قبل ’التشوين‘ بمصر

Wheat truck 2
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Mohamed ElKhouly

نقاط للقراءة السريعة

  • مصريون يصممون مقطورة قد تكون حل مشكلة فقد القمح في أثناء نقله من الحقول إلى الصوامع
  • قد تصل بنسبة الهدر إلى الصفر بالمئة، وتقضي على المشكلات المصاحبة للتشوين
  • التجربة ستكون في موسم الحصاد والتوريد المقبل، ومسعى للتعميم عند النجاح

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] في الصيف المقبل، ستجرى بمصر تجربة مقطورة مصممة لإيقاف الهدر في محصول القمح عند نقله من الحقول إلى صوامع الغلال، والذي يصل إلى سدس المنتج المحلي منه، وقارب النصف قبل ثلاث سنوات.

فالمألوف عند موسم حصاد السنبل ودرسِه، وتوريد القمح في مصر، أن تتناثر حبوبه في الطرق التي تسلكها عربات النقل؛ إما لوعورة الأولى، أو لتكدُّس أكياس التعبئة في الثانية، أو لرداءة الأخيرة.

المقطورة، صممها فريق مصري ونفذها بتمويل من ’أكاديمية البحث العلمي‘، قدره مليون جنيه مصري (56 ألف دولار أمريكي تقريبًا).

فقبل نحو أربع سنوات، أراد وزير التموين المصري السابق وضع حدٍّ لذاك المشهد؛ إذ تفقد البلاد معه ما قيمته 15% من كمية القمح المورَّد لمخازن غلال الحكومة، ما ثمنه 2 مليار جنيه مصري تقريبًا، فجاء ابتكار المقطورة خصوصًا لحل تلك المشكلة، واستجابةً لهذه الرغبة، ونفذها فريق من ’معهد بحوث الهندسة الزراعية‘ بقيادة محمد الخولي، وكيل المعهد لشؤون الأبحاث.

يوضح الخولي: ”استعرضنا إمكانات المقطورة خلال فعاليات المنتدى الثالث لتسويق مخرجات البحث العلمي، في 26 ديسمبر الماضي“.

وسوف تبدأ تجربتها في الموسم المقبل، كما يؤكد الخولي لشبكة SciDev.Net : ”خلال شهر يونيو“.

وعن جدوى المقطورة يقول الخولي: ”ستعالج كافة المشكلات المتصلة بعملية نقل القمح، بما يحقق في النهاية صالح المُزارع والدولة“.

المقطورة وإن كان هدفها الأساسي هو تيسير عملية النقل للتخلُّص من الفاقد، إلا أن إمكاناتها تجاوزت ذلك. فمن المشكلات الأساسية المرتبطة بتلك العملية أيضًا وقوع خطأ من جانب المسؤول عن وزن القمح في أماكن التخزين، وتسلُّم قمح فيه كمية كبيرة من الكسر والشوائب بسبب سوء عملية التعبئة، ليتبع ذلك خطأ في تحديد رتبة القمح المورَّد، التي تعتمد على تقدير شخصي للقائم على العملية.

يوضح الخولي أن تلك المشكلات لا تخص المُزارع وحده، ولكن الدولة تعاني تبعاتها أيضًا؛ إذ قد تدفع أموالًا ثمنًا لقمح عالي الرتبة، وهو في الحقيقة غير ذلك، وقد تشتري قمحًا سليمًا، لكن فيه كميةً كبيرةً من الكسر.


 
يقول الخولي: ”وهي تسير على أكثر الطرق وعورةً في الريف المصري، ومزودة بنظام ’نيوماتيك‘، يستخدم الهواء في سحب الحبوب وإدخالها إلى المقطورة، بما يضمن وصولها سليمة في النهاية“.

ويستطرد: ”وقد يجري هذا حتى لو كانت المسافة بين منطقة تجميع الحبوب والمقطورة 10 أمتار، ما يعالج مشكلة وجود بعض الحقول في مناطق ملاصقة لمجارٍ مائية“.

كذلك تُفصل الشوائب عن الحبوب في المقطورة باستخدام ما يُعرف بالسرعة الحرجة، وذلك بالاعتماد على الاختلاف بين وزنيهما، بحيث يستبقي الهواء الداخل إليها الحبوب فقط، ويلفظ الشوائب.

ووفق الخولي: ”المقطورة مزودة أيضًا بنظام للوزن بدقة، يستخدم ما يُعرف بخلايا الوزن، متصل به طابعة، لتدوين وزن المحصول وتقدير سعره للمُزارع وهو لا يزال في أرضه“.

وتم اختبار المقطورة، وأثبتت فاعلية. يقول الخولي: ”لدى المعهد حقل قمح في محافظة كفر الشيخ، وسنستخدمها في نقل إنتاجه الموسم المقبل إلى أماكن التخزين؛ تعريفًا بها بين المزارعين، وتمهيدًا لتعميم استخدامها من قِبَل وزارة التموين“.

يضيف الخولي: ”كان وزير التموين السابق يطمح لإنتاج 600 مقطورة منها تغطي كافة أنحاء الجمهورية“.

من جانبه، يثني محمد عبد المنعم -عميد كلية الزراعة بجامعة الزقازيق المصرية- على الابتكار، لا سيما بعد أن كشفت الأرقام الرسمية عن هدر سنوي غير قليل في محصول القمح.

وفق أرقام جهاز التعبئة العامة والإحصاء التي حملتها نشرة ’حركة الإنتاج والتجارة الخارجية من السلع الزراعية لعام 2015‘، وصل الفاقد السنوى من القمح إلى أعلى معدلاته، محققًا ما يقرب من 4 ملايين طن، تعادل نسبتها 40% من إنتاج محصول القمح المحلي في هذا العام.

وطالب عبد المنعم بتعميم استخدام المقطورة، لا لنقل القمح من الحقول إلى الصوامع فحسب، بل أيضًا لنقل الحبوب المستوردة، لتفادي أي مشكلات قد تحدث، مثلما وقع مؤخرًا مع شحنتي القمح المختلطتين ببذور الخشخاش.

فمنذ بضعة أشهر، قدمت إلى مصر شحنتا قمح من فرنسا ورومانيا، وتم رفضهما لاحتوائهما على بذور الخشخاش، ”ووجود مثل هذه المقطورة بتلك المواصفات يجنِّبنا هذا الخطأ تمامًا؛ لقدرتها على فصل الشوائب عن الحبوب“. وفق عبد المنعم.

هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net  بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.