كتب: محمد علي الدين and نجاة شناعة
أرسل إلى صديق
المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.
كان احتضان الأردن لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين حافزًا لابتكار عبير؛ إذ بدأت الفكرة منذ نحو خمس سنوات، تمكنت خلالها عبير من إنتاج نموذج واقعي للخيمة يجري اختباره وتطويره بالتعاون مع عدد من المهندسين والخبراء في المملكة المتحدة، للتعرف على تعامل الخيمة وأدائها مع البيئات المختلفة، سواء الجافة أو المطيرة أو الباردة، كذلك معرفة أقصر وقت يمكن فيه بناء الخيمة، وعلاقتها مع الأرض.
استلهامًا من تقنيات نسج السلال التقليدية ومرونة جلد الثعبان، استخدمت المصممة نسيجًا مقاومًا للعوامل الجوية المختلفة، يتم شده وتشبيكه بين أنابيب بلاستيكية متينة منحنية، مما يخلق خيمةً سليمةً هيكليًّا يمكنها تحمُّل الضغوط المختلفة، إلى جانب أن نسيج الخيمة المزدوج الطبقات يخلق تجويفات تسمح بمداخل ومخارج للهواء ومساحة لتضمين أنابيب المياه والكابلات الكهربائية بين الطبقات.
صُممت الخيمة بشكل دائري قطره خمسة أمتار وبارتفاع 2.4 متر، لتستوعب عائلة مكونة من أربعة أشخاص، وهي مصممة بحيث تمتص حرارة الشمس من خلال النسيج المبتكر المصنعة منه، وتحوِّلها إلى طاقة كهربائية، كما يمكن للخيمة تجميع مياه الأمطار في خزان بأعلى قمتها لاستخدامه في الاستحمام ولأغراض أخرى، بل ويمكن تدفئة هذه المياه عبر الطاقة الشمسية المجمعة.
كذلك تمتاز الخيمة بسهولة طيها وحملها من مكان لآخر؛ فهي خفيفة الوزن ويمكن الاحتفاظ بها في أقل مساحة ممكنة، كما تراعي في تصميمها مقاومة الحريق والزلازل والرياح والأمطار، فدخول الهواء إليها وخروجه منها لا يؤثر عليها، إلى جانب تصميمها بشكل جمالي محبَّب للنفس، وتكلفة مناسبة.
تشير عبير إلى أن الخيم التي تتوافر للاجئين لا تراعي طبيعة المجتمعات، وهي مصنوعة من مواد غير آمنة قابلة للاحتراق، وتغيب عنها الناحية الجمالية.
وتعمل عبير حاليًّا على إجراء مزيد من الأبحاث الميدانية لاختبار الخيمة في بيئات مختلفة، لتطوير النموذج حتى تصل به إلى منتج سوقي قريبًا.
كان النموذج الأولي للخيمة قد فاز بجائزة التصميم (Lexus Design Award) عام 2013.