Skip to content

30/12/15

ما السبيل لتلبية احتياجات العالم من المساكن؟

housing_crisis_editorial.jpg
حقوق الصورة:Sergey Maximishin/Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • الملايين حول العالم يفتقرون إلى مأوى آمن، وأزمة السكن مرشحة للتفاقم
  • البعض يرى في التكنولوجيا حلًّا، وآخرون يجدون العودةَ إلى الطرق التقليدية السبيلَ
  • ثلاث رسائل علينا أن نعيها بخصوص المدن المكتظة والمناطق المنكوبة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 
رغم أن المناطق المنكوبة والمدن تؤجج الأزمة، لكنها أيضًا أرض خصبة للمعرفة وللابتكارات الساعية لحلها 
 
المأوى هو احتياج إنساني أساسي، فامتلاك مسكن آمن وصحي مطمح لكل إنسان، في المدن كان أو القرى، في الدول الفقيرة أو الغنية.
 
لكن هناك الكثير من الناس يكافحون لتلبية هذ الاحتياج، لا سيما في المدن وفي العالم النامي، حيث يعيش الملايين بلا مأوى. فهناك نحو ملياري إنسان يعيشون في مستوطنات عشوائية تضر بصحتهم وأمنهم وفرصهم في حياة أفضل. ومن المتوقع أن يحتاج ثلاثة مليارات آخرون إلى مسكن خلال الأعوام الخمسة عشر المقبلة.
 
أضف إلى هذه المعادلة الحالات الإنسانية الطارئة، لتصبح الأزمة أكثر حدة. فالكوارث الطبيعية والصراعات قوة دافعة رئيسية في هذا الصدد، حيث تهدد التغيرات العالمية في كل من البيئة والسياسة بمخاطر أكبر في السنوات المقبلة.
 
الاحتياج إلى عمل جاد في إعادة الإعمار بعد الكوارث يصبح واضحًا إلى حد مؤلم إذا ما نظرنا إلى ثلاث حالات طارئة فقط تصدرت عناوين الصحف في السنوات الأخيرة: زلزال نيبال، وإعصار هايان في الفلبين، والتهجير المستمر بسبب الصراع في الشرق الأوسط. وهناك غير ذلك الكثير.
 

 

”مناطق الكوارث والمدن المكتظة يمكن أيضًا أن تكون أرضًا خصبة للابتكار“.
 
أنيتا ماكري
والخبر السار هو أن مناطق الكوارث والمدن المكتظة يمكن أيضًا أن تكون أرضًا خصبة للابتكار. وبعض هذه الحلول الابتكارية تصدرت عناوين الصحف أيضًا- مثل المنازل المطبوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، والمنازل العائمة، والطوب المصنوع من النفايات أو رمال الصحراء. وسواء كانت ابتكارات خاطفة للأبصار أو بسيطة، فهي تزيد من التفاؤل بقدرة الطرق الأرخص والتصاميم أو المواد الجديدة على كسر الأزمة.
 
ومع ذلك يمضي الوقت وتستمر الكوارث، وبالرغم من كون الابتكارات واعدة إلا أنها لم تغير بعد من شكل المأوى، بل في بعض الأحيان يتم رفضها. وفي هذه الإضاءة التي ننشرها اليوم نحاول أن نتساءل لماذا، عبر مقالات رأي وتحليلات وتعليقات، تخوض في العملية المعقدة لتأمين المأوى والمنازل المناسبة في المدن أو في أعقاب الكوارث.
 
مأوى من العاصفة
 
تحليل يلقي نظرة عامة بالحقائق والأرقام لمونيكا وولف موراي، وهي واحدة من مستشارينا في هذا الملف، تصف ’عاصفة مثالية‘ تؤجج أزمة الإسكان. وبالتركيز على توفير المأوى بعد الكوارث تشرح كيفية إعادة الإعمار، وتضع مبادئ إرشادية في التخطيط والتصميم خلال عمليات الإغاثة الإنسانية، وتوضح كيف تسحب الابتكارات الممارسين في اتجاهات متعارضة.
 
أحد تلك الاتجاهات هي التصاميم والمواد والتقنيات الجديدة، وتتجلى في مقال رأي لرائدة الأعمال أنيلا جويدس، إذ تعتبر أن الابتكارات التكنولوجية تغير قواعد اللعبة. وتقول إن الطباعة ثلاثية الأبعاد ستدشن لحقبة جديدة من بناء أسرع وأرخص وصديق للبيئة أكثر من أي وقت مضى.
 
تصميم للمدن
 
وضع احتياجات الناس أولًا رسالة تردد صداها في تقرير لم يركز على المساعدات الإنسانية، ولكن على الاهتمام المتزايد من قبل المعماريين العاملين في المساكن منخفضة التكلفة للمجتمعات الضعيفة. وتستكشف الصحفية راشيل ديفيد بعض التحديات التي تواجه المعماريين العاملين في العالم النامي، وكيف يمكن للتصميم التشاركي أن يُبقي التركيز على الأشخاص الذين تقام من أجلهم تلك المباني.
 
إن توفير المنازل بأسعار معقولة يعتبر أمرًا مهمًّا لسكان المدن. وفي مقال رأي آخر يدعو بابار ممتاز -مستشار التنمية- إلى تغييرات في التمويل وفي ’الصورة الأكبر‘ التي تنظر بها الحكومة والسياسيون إلى الإسكان في تنمية المناطق الحضرية.
 
مبادئ عامة
 
إن القوى التي تحكم توفير المأوى تختلف في المناطق الحضرية عنها في الأزمات الإنسانية. وغالبًا ما يدير المعماريون مشروعات الإسكان في المدن، لكن في المناطق المنكوبة غالبًا ما تأخذ وكالة إغاثة إنسانية زمام المبادرة، وتعمل مع معماريين ومهندسين ومع المجتمعات.
 
والأشخاص ذوو الدخول المنخفضة، ممن يسعون للحصول على منازل أفضل في مدنهم؛ سيجدون التمويل عقبة كبيرة، بينما قد تتدفق أموال المساعدات بسهولة في حالات الطوارئ التي تكون فيها السرعة والفاعلية هي التحدي الأكبر. لكن المقالات في هذه المجموعة تشير إلى بعض المبادئ المشتركة للممارسين في المساكن الحضرية ومساكن الحالات الإنسانية على حد سواء. وأخص بالذكر ثلاث رسائل أساسية.
 
الأولى: إن نظم إدارة المعارف تتيح للممارسين التعلم من الخبرات، وبالتالي العمل بحكمة وذكاء أكبر عند تكييف عملهم ليلائم بيئات جديدة، حتى عندما يحتاجون لإعادة اختراع العجلة.
 
الثانية: تقدير الطاقة الكامنة في التقدم التكنولوجي بمجالي البناء والتمويل، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والتصاميم الابتكارية وأموال الهواتف الجوالة، لإحداث تغيير في أنظمة التخطيط والإدارة الحضرية التي تعوق الابتكار في توفير السكن.
 
والرسالة الثالثة هي ما يسمى ’الثورة الصامتة‘ على توفير المأوى: أي الاتجاه إلى وضع عملية البناء في أيدي السكان بحيث ينخرطون -سواء في المدن أو مناطق الكوارث- في تحديد كل شيء، من التصميم إلى المواد إلى الممارسات الآمنة.
 
سيظل الناس والمعماريون والمسؤولون يصارعون أزمة السكن العالمية. ويبقى الأمل في استخدام الأدوات والمعلومات بشكل جيد وبطريقة تقود إلى التنمية: مثل إيجاد لبنات البناء المناسبة لكل مشروع والعمل بها، سواء عن طريق إعادة النظر في الأساليب الدارجة أو البحث عن أحدث التقنيات الرقمية.
 
* أنيتا ماكري: محررة مقالات الرأي والتحليلات الخاصة في شبكة SciDev.Net.
 
 
الافتتاحية جزء من ملف بعنوان: ’أزمة المأوى.. إعادة البناء بعد الكارثة‘، منشور بالنسخة الدولية، يمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي: