Skip to content

19/11/14

حوسبة لخير المجتمع

Computing for good society
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Laila Halawa

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[الدوحة] وكأن الواقع يتجسد في إحدى جلسات مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2014، والتي كان عنوانها ’الحوسبة لصالح المجتمع‘، فتجد كل المحاضرين و90% من الحضور أجانب، وكأن حظنا في مجال الحوسبة هو استهلاكها فقط دون المشاركة على أي مستوى من المستويات، سواء بالإنتاج أو التطوير، حتى إن المترجم من الإنجليزية إلى العربية كان يستوقفه كثير من المصطلحات التي لا يجد ما يوازيها في العربية، فكثيرًا ما تلعثم أو توقف، أو قفز فوق جملة وجد صعوبة في ترجمتها.

وفي اليوم الأول للمؤتمر -الذي استمر يومي 18– 19 نوفمبر الجاري- تفنن المحاضرون في إبراز ما يمكن أن تفعله تكنولوجيا الاتصال الحديثة في حل أزمات المجتمع ومشكلاته، من خلال التجارب والممارسات العملية.

أكد باتريك ماير -رئيس الجلسة، والباحث في معهد قطر لبحوث الحوسبة- أنه ”أصبح ممكنًا من خلال وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي العمل على تخفيف حدة المعاناة الإنسانية في أثناء الأزمات والكوارث“، فيمكن مساعدة اللاجئين في المخيمات، ومحاربة الجهل والفقر في أماكن كثيرة في العالم.

ومن واقع تجربته يحكي أندريه فيريتي مسؤول إدارة المعلومات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن زيارته للفلبين في أثناء إعصار هيان، ”كان أحد أهم المخرجات وقتها هو رسم خارطة للدمار الذي حدث للبنية التحتية هناك، ووضع هذه الخارطة بعد تحليلها في متناول العاملين بالأمم المتحدة والمشاركين في عمليات الإغاثة“.

جرت الاستفادة من خرائط الأزمات أيضًا في ليبيا، ”ففي الوقت الذي غادرت فيه جميع المنظمات نتيجة للوضع المتأزم، قمنا بعمل خارطة بمعاونة النشطاء والمتطوعين والبيانات المتوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي“، كما قال فيريتي.

السؤال الصعب الذي نواجهه باستمرار هو: كيف نصل إلى المتطوعين؟ الإجابة تكمن في إنشاء شبكات لهؤلاء الأشخاص، ”أنشأنا بالفعل شبكة للمتطوعين للاستفادة منهم في النشاط الإنساني على مستوى العالم“.

نموذج مختلف في باكستان، يقول فيريتي: ”لم نستطع المساعدة هناك بسبب عدم وجود عددٍ كافٍ من الأشخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، مما تسبب في نقص هائل في البيانات، وبالتالي ضعف المعلومات المتاحة“.

أما إريك ويتر المؤسس المشارك لمؤسسة فلومايندر بالسويد، فقد تحدث عن حركة البيانات المتنقلة، وكيفية الاستفادة منها في مجال مقاومة انتشار الأوبئة، وقال: ”استُخدم هذا النوع من البيانات لمقاومة حركة مرض الملاريا في كينيا، وفي أثناء زلزال هايتي، وكذلك في رصد التأثير المناخي في بنجلاديش، حيث جرى تحليل البيانات في أثناء التنقل قبل وقوع الإعصار وبعده“.

كذلك يمكن استخدام البيانات لمعرفة التركيبة السكانية للمدن والدول، فيمكن معرفة تعداد سكان فرنسا أو مدينة باريس مثلا، وكذلك التعرف على أماكن الازدحام في وقت معين مما يساعد بشكل كبير في تحسين حركة السير.

مجال آخر من مجالات الاستفادة من الحوسبة على المستوى الاجتماعي، فيما يعرف باسم تكنولوجيا اللغة، عبر بناء تطبيقات للمساعدة في الترجمة، وهو ما تحدث عنه د.ستيفن فوجل، مدير أبحاث تقنيات اللغة العربية في معهد قطر لبحوث الحوسبة.

 كذلك أشار إلى تطبيقات تستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال: ”هناك بالفعل مشروع صغير للمكفوفين يتعلمون من خلاله كيفية الطباعة بطريقة ’برايل‘ من خلال التحرك والنقر على أجهزة مثل التابلت“.

هذا بعض من التطبيقات الكثيرة التي أشار لها المحاضرون، ولكنهم لم يغفلوا التحديات في إشارة إلى الاعتقادات الخطأ بالقدرة على حل جميع المشكلات من خلال الحوسبة، فهذه القدرة الخارقة غير متوفرة.

ومن بين التحديات احتياج كثير من البيانات إلى التنقية؛ فالبيانات الرديئة لا يمكن الاستفادة منها بأي حال. أيضًا الخصوصية تحدٍّ كبير، فبيانات الهواتف الجوالة وبعض السجلات التي تحوي بيانات شخصية قد تضر بأصحابها.

وفي النهاية فإن استخدام التكنولوجيا في العالم في مجالات مختلفة كالإغاثة والتعليم والصحة لا يعني استبدال العنصر التكنولوجي بالبشري، ولكن الهدف خلق تكامل بين الإنسان والتكنولوجيا لتحقيق أثر إيجابي كبير على المجتمع.

 هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا