Skip to content

14/04/20

هاكاثون افتراضي ضد ’كوفيد-19‘

virtual hackathon
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Hazem Badr

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

’الهاكاثون‘ كلمة تبدو غير مألوفة في مصر، وتعني حدثًا يجتمع فيه متخصصو التكنولوجيا على نحو مكثف لوضع حلول لمشكلةٍ ما. ولا مشكلة حاليًّا، تستدعي تجمع المتخصصين، أهم من فيروس كورونا المستجد ’كوفيد–19‘.

وكما فرض الفيروس شكلًا مختلفًا للتعليم لم يتعود عليه المصريون، وهو ’التعليم الإلكتروني‘، في إطار قيود ’التباعد الاجتماعي‘، فإنه دشن شكلًا مختلفًا لهاكاثون، أطلقته أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا؛ لوضع حلول تكنولوجية وصناعية لبعض الأزمات التي أثارها الفيروس.

التقى المتخصصون ’افتراضيًّا‘ عبر فعالية أطلقتها الأكاديمية في 5 إبريل الجاري، وأُعلن خلالها عن فتح الباب لتلقي الأفكار التي تركز على نظم الدعم الطبي والرعاية الصحية والتعليمات الوقائية والتوعوية، وإدارة عمليات العزل والحجر الصحي، لإيجاد أفضل الحلول الذكية لتطوير تلك الموضوعات ودعمها.

وخلال أسبوع من تدشين الهاكاثون، استقبل 145 فكرة، اختارت لجنة تحكيم متخصصة أفضل 22 فكرة منها، لتتأهل للمنافسة خلال فعالية افتراضية ثانية أقيمت في 12 إبريل الجاري، عرض خلالها أصحاب تلك الأفكار أفكارَهم أمام لجنة التحكيم، ليعلن في نهاية الفعالية التي استمرت لأكثر من ست ساعات عن أفضل عشر أفكار صالحة للتطبيق، وفق المعايير التي وضعتها لجنة التحكيم.

يقول المهندس إبراهيم أبو عميرة -منسق مشروع الهاكاثون- لشبكة SciDev.Net: ”راعت لجنة التحكيم أن تلبي الفكرة احتياجًا ما، وتعتمد على تكنولوجيا قابلة للتطبيق، وأن يكون هناك تناسق بين التكلفة والفائدة التي ستحققها“.

ووفق هذه المعايير اختيرت أفكار على غرار: قناع دائم من البلاستيك الطبي المعقم، وجهاز تنفس يراقب العمليات الحيوية في الجسم وحالة الرئتين للمريض، وجهاز يمكنه تحديد المرضى المشتبه في إصابتهم بالفيروس في المطارات، وتطبيق على الهاتف المحمول يستخدم بلوتوث لمعرفة الأشخاص الذين كانوا على تواصل مع المريض، وقناع عصري للوجه يمكن إعادة تعقيمه واستخدامه بسهولة، وقناع واقٍ للوجه يمكنه التنبؤ باحتمالية إصابة الشخص بالمرض، بالإضافة إلى عيادات أون لاين متكاملة تربط ما بين المرضى والأطباء وتستخدم أحدث أساليب التواصل.

ويُمنح أصحاب هذه الأفكار الفرصة لتنفيذ نماذج أولية لأفكارهم، من خلال دعم فني بواسطة خبراء متخصصين في جميع المجالات العلمية، بالإضافة إلى دعم تقني بأكثر من 20 معملًا تكنولوجيًّا متخصصًا في جميع أنحاء مصر، ليعودوا مجددًا بنماذجهم الأولية للاجتماع في فعالية ثالثة، لم يحدد موعدها بعد، لاختيار أفضل ثلاث أفكار.

وستُمنح الأفكار الثلاث دعمًا ماديًّا يقدر بنصف مليون جنيه مصري، لتحويل تلك الأفكار إلى نماذج صناعية، وفق أبو عميرة.

وإذا كان الظرف الطارئ وقيود التباعد الاجتماعي قد فرضا تنظيم الفعالية بهذا الشكل، فإن الانطباع الذي خرجت به كصحفي يتابع هذه الفعالية، أنها أفضل من الشكل التقليدي.

فبينما كنت سأضطر إلى الانتقال إلى مكان الفعالية وإنفاق الوقت والمال لمتابعة أحداثها، استطعت وأنا أجلس على وثيرة مريحة داخل منزلي تحقيق الأمر نفسه.

ووجدت الانطباع ذاته عند رواد الأعمال المشاركين في الفعالية، وكذلك الجهة المنظمة، والذين اتفقوا جميعًا على أن ما حدث في هذه الفعالية سيتحول إلى ”أسلوب حياة في مصر“.

يقول محمد عبد المجيد، صاحب إحدى الأفكار الفائزة في المرحلة الأولى: ”شاركت في العديد من فعاليات (هاكاثون) تقليدية، ولم أكن أتوقع أن يلبي الهاكاثون الافتراضي طموحنا“.

ويضيف للشبكة: ”في الشكل التقليدي يمكن أن يضيع التركيز بسبب كثافة الحضور في مكان واحد، أما في الشكل الافتراضي فإن فرص التركيز أكبر“.

يشير عبد المجيد إلى أنه خلال أسبوع توصل إلى الفكرة، ونفذ نموذجًا أوليًّا لها، ”وأعتقد أننا لو كنا مشاركين في فعالية تقليدية ما نجحنا في تحقيق هذا الإنجاز السريع“.

الانطباع الإيجابي ذاته تكرر عند زميله الفائز في المسابقة أيضًا، المهندس أحمد رضوان، ويقول: ”الفعالية الافتراضية غير مهدرة للوقت، فالفعاليات التقليدية قد تتأجل بعض أحداثها بعض الوقت لانتظار حضور خبير أو مسؤول، أما في الفعاليات الافتراضية فالجميع يكون جاهزًا في موعد محدد غالبا“.

ولا يرى رضوان أن مثل هذه الفعاليات يمكن أن تؤثر على التفاعل وتكوين شبكة علاقات، والذي يمكن أن يتحقق في الفعاليات الأرضية، ويقول: ”هذا متاح لنا في الهاكاثون الافتراضي، فوسائل التواصل مع كل الخبراء الذين شاركوا فيه متاحة لنا، وتواصلنا معهم في أثناء التخطيط للفكرة، وسنتواصل معهم في أثناء إعداد النموذج الأولي“.

ولا يختلف الانطباع الذي خرج به المشاركون في الفعالية عن انطباع المنظمين لها، يقول أبو عميرة: ”فرض علينا الفيروس هذا الشكل الافتراضي، لكن النتائج التي تحققت ربما تجعل مثل هذا الشكل أسلوب حياة لما هو قادم“.

ويضيف: ”كنا نحتاج إلى التحرك السريع، والفعالية الافتراضية لبت لنا هذه الحاجة، دون الانتظار لإجراءات مثل حجز القاعات، وفوق كل ذلك وفرنا التكلفة المادية لمثل هذا الأمر“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا