Skip to content

21/10/20

أسباب انخفاض معدلات كوفيد-19 في أفريقيا

صورة أفريقيا
حقوق الصورة:World Bank / Ousmane Traore. CC license: (CC BY-NC-ND 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • انخفاض حالات كوفيد-19 في أفريقيا قد يكون بسبب صغر سن معظم أفراد المجتمعات والمناخ الحار
  • التضليل حول كوفيد-19 قد يدفع الناس إلى اجتناب المرافق الصحية ولذلك لا يلتقطون عدواه
  • خبير يحذر البلدان الأفريقية من تخفيف القيود الاجتماعية أو التراخي في تطبيقها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[دار السلام] كشف بحث لمنظمة الصحة العالمية أن انخفاض حالات الإصابة والوفاة بمرض كوفيد-19 في أفريقيا ربما عاد إلى شبابية سكان القارة السمراء.

هذا الانخفاض، المغاير للمعدلات المرتفعة في باقي أنحاء العالم، مردُّه إلى قلة كثافة السكان، وتناثرهم، إلى جانب صغر سن أكثر أفراد المجتمعات الأفريقية.

كذلك عزا البحث الأمر إلى المناخ الحار الرطب السائد في غالب أرجاء أفريقيا، وإلى ما يرتبط بهذا من آثار فردية ويتقاطع معه.

في مايو، توقعت منظمة الصحة العالمية وفاة ما يصل إلى 190 ألف نسمة وإصابة نحو 44 مليونًا بفيروس كورونا الجديد في العام الأول للوباء، إذا فشلت إجراءات الاحتواء في أفريقيا.

لكن الحاصل، وفق المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أنه جرى الإبلاغ عن أقل من 1.5 مليون إصابة بـمرض كوفيد-19 ونحو 35,750 وفاة في أفريقيا، منذ أن سجلت القارة أول حالة لها في فبراير، وحتى آخر سبتمبر.

ولإدراك اتجاه منحنى المرض في عموم القارة، تجدر الإشارة إلى أنه جرى الإبلاغ عن 77,147 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19 فقط في الأسابيع الأربعة الماضية، وهذا أدنى من الحالات المسجلة في الأسابيع الأربعة السابقة عليها، إذ سجلت 131,647 حالة، وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا.

تقول المدير الإقليمي للمنظمة بأفريقيا، ماتشيديسو مويتي: ”لم تشهد أفريقيا انتشارًا هائلًا لمرض كوفيد-19 كما كان يخشى الكثير في البداية“.

وتستدرك: ”لكن الانتشار البطيء للعدوى في المنطقة يعني أن نتوقع استمرار ’دخان‘ الوباء لبعض الوقت، وربما تأجَّج في بعض الأحيان“.

تُظهر الأدلة بشكل متزايد أن حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 تشمل في الغالب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا.

وفي أفريقيا، يبلغ متوسط ​​عمر السكان 19.4 عامًا، ونحو 60٪ من السكان تقل أعمارهم عن 25 عامًا.

وعلى الرغم من انخفاض الحالات في القارة، تحذر مويتي من الركون والاطمئنان إلى هذا الانخفاض، وتدعو البلدان الأفريقية إلى الحذر والانتباه، وألا يتملكها الرضى عن هذا الوضع.

تقول مويتي: ”شهدت مناطق أخرى من العالم اتجاهاتٍ مماثلة، وما إن وقع التخفُّف من الإجراءات الاجتماعية والصحية العامة، حتى بدأت أعداد الحالات في الارتفاع مرةً أخرى“.

كذلك، فإن مستشارة الرئاسة للأوبئة في أوغندا، العالِمة مونيكا موسينيرو، تحذر من أن فرص أفريقيا في أن تكون هي البؤرة التالية لوباء كوفيد-19 تظل مرتفعة، رغم المعدلات المنخفضة حاليًّا للعدوى والوفيات.

تقول موسينيرو إن بؤر الفيروس شهدت تحولات، إذ بدأت من الصين في ديسمبر 2019 قبل أن تنتقل إلى أوروبا والأمريكتين، لكنها استمرت في التطور في أفريقيا.

تقول موسينيرو لشبكة SciDev.Net : في البداية، دخل عدد من الدول في عمليات إغلاق تتضمن إقفال المطارات. وقد أدت هذه التدخلات الميدانية إلى إبطاء الانتشار إلى حدٍّ كبير“.

وحذرت من أن العديد من الدول الأفريقية بدأت الآن في تخفيف الإجراءات الوقائية على مسؤوليتها.

بيد أن ليونارد مبويرا، وهو من كبار الباحثين بمركز جنوب أفريقيا لمراقبة الأمراض المعدية، يشكك في الأساليب المستخدمة لجمع بيانات كوفيد-19 في أفريقيا.

يوضح مبويرا: ”نظرًا لاتساع رقعة التضليل بالمعلومات المغلوطة حول كوفيد-19، فمن غير المرجح أن يسعى معظم المصابين بالفيروس للحصول على الرعاية من المرافق الصحية التقليدية، ومن ثم لم تلقطها الأنظمة“.

”معظم مرافق الرعاية الصحية مُلزمة بتقديم تقاريرها الأسبوعية والشهرية إلى المديريات والوزارات [الصحية]. إنهم يفعلون ذلك، ولكن إذا قمت بفحص البيانات المقدمة، فستجد أنها ذات جودة منخفضة للغاية، مع غياب التشخيص أو العمر أو الجنس، وفي بعض الأحيان يختلف ما يتم تقديمه عما هو متاحٌ في المنشأة“.

في ظل عدم وجود بيانات اختبار مكثفة، يظل العبء الحقيقي للمرض غير واضح في بعض البلدان.

”وفي حين بذلت الحكومات جهودًا لتحسين اختبار كوفيد-19، وأخيرًا ارتفع عدد الاختبارات من 74 اختبارًا تراكميًّا لكل 10,000 شخص في 44 دولة تم تقييمها في 23 أغسطس، إلى 93 لكل 10000 شخص في 21 سبتمبر، لا يزال مستوى [الاختبارات] منخفضًا“، وفق منظمة الصحة العالمية.

يوضح تانيمولا أكاندي، أستاذ الصحة العامة بجامعة إيلورين بنيجيريا، أن نقص الاختبارات في أفريقيا يُعزى إلى انخفاض كثافة مرافق الاختبار، وعدم كفاية المبذول لتتبُّع واقتفاء آثار المخالطين للمرضى، وسوء الموقف العام تجاه الوباء.

ويضيف أكاندي: ”هناك نقص في الإبلاغ عن الأعراض لكثير من الحالات“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم أفريقيا جنوب الصحراء الناطق بالإنجليزية.