Skip to content

22/05/20

اليمن وقع في هوة ’كوفيد-19‘

Covid-19 Yemen
حقوق الصورة:UNICEF/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • نصف سكان اليمن وأكثر معرضون للإصابة بعدوى الوباء في ظل تهالُك النظام الصحي
  • منظمة الصحة العالمية تفترض أن المرض ينتقل بالفعل على مستوى المجتمع في جميع أنحاء البلد
  • حديث عن المكافحة.. لكن الواقع والإمكانيات والأوضاع كافة تؤكد الاستحالة، وتحتم باستشراء المرض

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[صنعاء] تتعالى التحذيرات الدولية من مغبة تفشٍّ كارثي لفيروس كورونا المستجد في اليمن، مهددًا حياة الملايين، في ظل نظام صحي متهالك بفعل الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.

وتعجز المنظومة الصحية عن كشف مدى انتشار الوباء في البلاد، وتتوقع منظمة الصحة العالمية -في بيان لها مطلع مايو الجاري- أن يصيب المرض نحو 16 مليون شخص، أي ما يزيد على 50% من السكان.

الإحصاءات التي تتخذ الصفة الرسمية الخارجة عن السلطات التي على الأرض كشفت عن إصابة 167 شخصًا حتى الآن، بينهم 28 حالة وفاة.

جل الإصابات في محافظات الجنوب، في حين أعلن وزير صحة الحوثيين، طه المتوكل، الأحد الماضي شفاء حالتين في صنعاء لرجل وامرأة، ليرتفع عدد الإصابات المعلنة في العاصمة إلى 4 حالات ووفاة واحدة.

وحذرت الأمم المتحدة أواخر أبريل الماضي من أن كوفيد-19 ربما يكون قد تفشَّى على نطاق واسع في اليمن.

وثمة مخاوف حقيقية من أن الإحصاءات المعلنة تخالف الواقع، خصوصًا في محافظات الجنوب؛ حيث يعلَن يوميًّا عن عشرات الوفيات منذ مطلع مايو الجاري، وتُعزى إلى الحميات سببًا رئيسًا.

أما في محافظات الشمال، حيث تتحدث وسائل إعلام وناشطون عن عشرات الإصابات المؤكدة موجودة في المستشفيات ومراكز العزل والمجتمعات المحلية.

الروايات متضاربة، ولا يمكن الاحتكام إلى الأرقام التي يروج لها كل طرف من أطراف الصراع الدائر في البلاد.

”تتزايد المخاوف بشأن قدرة النظام الصحي اليمني على التعامل مع الوباء، فالحرب تسببت في وقف نحو 60% من خدمات هذا القطاع“، وفق متحدث وزارة الصحة [الحوثية] في صنعاء، يوسف الحاضري.

يؤكد الحاضري: ”وجود عجز يصل إلى حد العدم في جميع الإمكانيات والتجهيزات على مستوى الفرق الطبية والمستشفيات“.

ومع إعلان أول إصابة بالفيروس في مدينة الشحر بحضرموت، خُصص مستشفى الكويت ومستشفى زايد في صنعاء، إلى جانب مستشفى واحد بكل محافظة، لاستقبال الحالات المشتبه بها، وفق الحاضري.

وفيما عداها، لا يجري قبول أي حالة اشتباه في أي مستشفى آخر.

ومن مستشفى الكويت تحدثت إحدى الطبيبات إلى شبكة SciDev.Net، وطلبت عدم ذكر اسمها، لتؤكد: ”وجود 16 سريرًا فقط بالعناية المركزة“.

وتضيف: ”إذا زادت الحالات، فإن المستشفى سيستقبل أول 16 حالة حرجة فقط، وسيضطر إلى إغلاق أبوابه أمام الآخرين“.

الأنباء الواردة من عدن شحيحة، إلا أن طبيبًا كان يعمل بها، وله أقارب هناك، ويقيم في صنعاء الآن يدعى طارق الدعيس، ولا يزال مطلعًا ومتابعًا للوضع هناك، يؤكد شدة سراية الوباء هناك.

يقول الدعيس للشبكة: ”العشرات يسقطون يوميًّا ضحايا لكورونا وأوبئة أخرى“.

تؤكد منظمة الصحة العالمية في بيانها، أن ”كوفيد 19 سيظل يشكل تهديدًا كبيرًا للشعب اليمني والنظام الصحي المتعثر إذا لم يتم تحديد حالات الإصابة وعلاجها وعزلها وتتبُّع مُخالِطيها على النحو السليم، حتى وإن كانت حالة واحدة“.

سلطة الحوثيين ترى أنها اتخذت اللازم؛ إذ يتحدث الحاضري عن تعليق الدراسة في المدارس والجامعات، كما عمدت إلى ’الإنتاج المحلي‘ لتغطية العجز فيما يخص معدات الوقاية الأولية.

لكنه يرى أن الخطورة الشديدة تتركز في المجتمع، الذي يرفض قبول التوعية والالتزام بتعاليم الحجر وإجراءاته الاحترازية.

”تُعد المعاناة الحالية في اليمن مخيفةً للغاية، والاحتياجات الصحية لا يمكن تلبيتها لحوالي 20 مليون شخص هم الأكثر عرضةً للضرر“، وفق منى ياسين، مسؤولة الإعلام بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية.

وتؤكد أن المنظمة وشركاءها يواصلون دعم الجهات الصحية في ظل الموارد المحدودة المتاحة في سياق النقص العالمي في الإمدادات والمعدات الأساسية اللازمة للاستجابة لمرض كوفيد-19، وتحدثت عن خطة استجابة صحية تعتمد على التنسيق والتخطيط والمتابعة؛ لضمان مشاركة المعلومات بين القطاعات وضمان الالتزام بخطة مشتركة.

وتعمل المنظمة على تجهيز 26 مركزًا للطوارئ، 10 منها في مناطق الجنوب، و13 في الشمال، بالإضافة إلى غرفتي عمليات في صنعاء وعدن، وكذا تجهيز 333 فريق استجابة سريعة على مستوى المديريات، وإمداد نحو 82% من منافذ الدخول بالموارد اللازمة لدعم خطوات الحجر والعزل وإجراء الفحص الطبي، وفق منى.

وتشير منى إلى أن المنظمة عززت قدرات السلطات الصحية اليمنية بتجهيز أربعة مختبرات مركزية في مدن صنعاء وعَدَن وسيئون وتعز، وتتمتع كلها بالقدرة الكاملة على اختبار المرض، إذ تم إجراء أكثر من 200 فحص، ويجري تدريب 28 أخصائي مختبر حتى الآن.

وتواصل منى: تم تحديد 38 وحدة عزل ودعمها، وتوفير المعدات لنحو 32 وحدة (17 في الجنوب و15 في الشمال)، مشيرةً إلى أنها تعمل حاليًّا على توفير 1000 سرير لوحدات العناية المركزة، و417 جهاز تنفس، و52400 اختبار.

”نرى اليمن بلدًا واحدًا، ونعمل مع كل السلطات الصحية لضمان الاستعداد قدر الإمكان، فقد حان الوقت للعمل معًا لمكافحة المرض، فحتى في البيئات الشحيحة الموارد، يمكن للعمل الجماعي التخفيف من أثر الجائحة بفاعلية“.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا