Skip to content

04/06/15

مخيم الزعتري يقاسي من الصرف الصحي

Zaatari refugee camp
حقوق الصورة:Flickr/ Oxfam International

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

كان الاعتقاد في البداية أن يكون مخيم الزعتري مجرد محطة مؤقتة، يقيم فيها لاجئو سوريا حتى تنتهي أزمتهم السياسية، ولكن مع دخول الأزمة عامها الخامس أصبح المخيم وطنًا يقيم فيه قرابة مائة ألف لاجئ، على مساحة تبلغ 3.3 كيلومترات مربعة.

وفي ظل هذا الوضع واستمراره ظهر العديد من التحديات، أهمها توفير المياه -الشحيحة أصلاً في الأردن- بالإضافة إلى مشكلة الصرف الصحي المتزايدة، هذه التحديات كانت محور اهتمام المنتدى الألماني العربي الثالث للمياه، والذي أقيم في العاصمة الأردنية عمان في المدة من 31 مايو إلى 2 يونيو.

وفي جلسة خاصة حول مشكلة الصرف الصحي في مخيم الزعتري، خامس أكبر تجمع سكاني بالأردن، أشار المهندس توفيق الحباشنة -أمين عام سلطة المياه في الأردن- إلى أن الجهات الرسمية اعتمدت طرقًا بدائية للتعامل مع مياه الصرف الصحي، وهي الحفر الامتصاصية لمياه المجاري، وقال: ”هناك 2800 وحدة صحية مربوطة مع شبكات الحفر الامتصاصية، بالإضافة إلى 700 نقطة تجمع لخزانات المياه“.

ولكن مع تزايد أعداد اللاجئين وعدم كفاية هذه الحفر، عمد اللاجئون إلى حفر 14 ألف حفرة امتصاصية بجانب كل خيمة أو كرفان، وهي حفر غير رسمية ومخالفة للقوانين، حيث تهدد المياه الجوفية والأحواض المائية إذا ما تسربت إليها، إلا أن الحكومة تنبهت وعملت على ردم جزء منها، فيما يتم البحث عن البقية.
 
ولمواجهة المشكلة المتنامية عملت الحكومة الأردنية -وبتمويل من يونيسف- على افتتاح محطة لتنقية المياه العادمة في مارس الماضي، لكن يبدو أنها لن تحل المشكلة نهائيًّا، حيث يبلغ استيعاب المحطة 1750 مترًا مكعبًا من المياه العادمة يوميًّا، في حين تبلغ مخرجات الصرف الصحي من المخيم ضعفها تقريبًا، بمعدل 3500 متر مكعب يوميًّا.

المسؤول الأردني لم يخف قلقه من هذه الأرقام، وذكر أن الصهاريج تقوم بنضح مياه الصرف الصحي المتراكمة في الحفر الامتصاصية يوميًّا، وترسل جزءًا منها إلى محطة التنقية، والباقي يتم إلقاؤه في مكب نفايات الأكيدر، الذي يبعد قرابة 54 كيلومترًا عن المخيم، والذي وصل إلى أقصى طاقته الاستيعابية وأصبح يهدد بكارثة صحية وبيئية.

الحكومة الأردنية تبحث إنشاء شبكة صرف صحي كحل مستدام للأزمة، ليس فقط لاعتبارات صحية وبيئية، بل يؤكد الحباشنة أنها ”ستوفر على الحكومة أجور نقل مياه النضح يوميًّا إلى مكب الأكيدر“.

وأوضح الحباشنة: ”في المخيم 150 صهريجًا لنقل مياه النضح تقوم بجولتين أو ثلاث يوميًّا“.

 من المقرر إنشاء شبكة الصرف الصحي نهاية العام القادم إذا ما توفر لها التمويل اللازم، ووفق الحباشنة تبلغ كلفتها الأولية 35 مليون دولار أمريكي، ولا يتوفر منها إلا 5% فقط حتى الآن، في حين لا يزال الأردن في انتظار أن يقوم المجتمع الدولي بدعم إنشاء هذه الشبكة، التي ستسهم في حل كارثة إنسانية وشيكة الحدوث.
 

 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا