Skip to content

14/12/18

الجوع يضطر يمنيين إلى أكل أوراق الشجر

Refugee suffering from Severe Acute Malnutrition
حقوق الصورة:Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • عجينة حمضية أو حساء من أوراق الشجر هي طعام آلاف الجَوعى في اليمن
  • القيمة الغذائية لأوراق الأشجار التي يأكلها اليمنيون الجَوعى مجهولة
  • ثمة خطر على الحياة عند الاعتماد كليًّا على أكل تلك الأشجار

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[صنعاء] لا يجد الآلاف من اليمنيين لسد جوعهم سوى أوراق الأشجار ونباتات البرية والجبال، في وقت حذر فيه منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة من أن اليمن على شفا كارثة.
 
يقول مارك لوكوك: ”هناك ربع مليون شخص في اليمن في المرحلة الخامسة، أي المستوى الكارثي. لا توجد درجة أعلى من ذلك في التصنيف المتكامل للأمن الغذائي. لم نوثِّق قَطُّ من قبل تصنيف الناس في المرحلة الخامسة في أزمة الغذاء في اليمن. هناك بلد واحد آخر في العالم سُجِّل فيه التصنيف الخامس، وهو جنوب السودان حيث يوجد 25 ألف شخص في هذا التصنيف، أي أن عدد المشمولين بهذه الدرجة في اليمن يزيد عشرات المرات عن أي مكان آخر في العالم“.
 
وبعد أن تعذَّر الحصول على ما يكفي لسد رمق الجَوعى، لجأ الكثير من سكان المناطق النائية في محافظات حجة والمحويت والحديدة وتعز، إلى أشجار الحلص والعثرب والحلقة والكسمع ليقتاتوا منها.
 
من أبناء المحويت، السبعيني عبده الحاج، يتحدث إلى شبكة SciDev.Net عن أنواع غير المذكورة اضطروا إلى الاعتياش عليها، مثل الحميضة والبطحة وبنت الوشاح وزنجبيلة العجوز، وثمة نباتات أخرى لم يسمِّها، وصفها بأن الفلاحين تناقلوا معرفتها عن أسلافهم.
 
وجبة الغداء، وربما العشاء أيضًا هي مطبوخ أوراق الحلص والبطحة، يأكله سكان المناطق الداخلية في أسلم وبني سعد والتحيتا وزبيد والمخا وموزع ومديريات أخرى، وقد يأكلون نباتات أخرى من دون طبخ.
 
في أحد أسواق الأحياء الفقيرة، شمال غرب العاصمة صنعاء، يعرض محمد قائد، الحلص والحلقة، مقابل نحو دولار ونصف للكيلو الواحد. الأمر ذاته يحدث في أسواق اخرى.
 

يقول قائد لشبكة SciDev.Net: ”الطلب يتزايد، وقد لا ينتصف النهار وأبيع ’الشوال‘ كله بألف أو ألفين“.
 
ويستطرد قائد، وهو من أبناء محافظة إب جنوب صنعاء: ”يُصنع من أوراق الحلص حساء مع الفلفل واللبن، أو تُعجن مع بعض الدقيق وتقدَّم وجبةً رئيسية“.
 
المراجع العلمية ومصادر البحث خلت من أصول أو مسميات تلك النباتات، عدا الحلص الذي يسمى الغلف، والعثرب والحميضة والكسمع، وبعد فحص عينات من تلك النباتات مختبريًّا، كشف الفني مروان مقبل -من هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في صنعاء- لشبكة SciDev.Net عن احتواء تلك النباتات على الكثير من الأملاح المعدنية، مثل الفوسفات والمغنيسيوم والبوتاسيوم.
 
يقول مقبل: ”النتائج أظهرت لبعض تلك النباتات فائدة طبية“، في حين أكد أن القيمة الغذائية لها لا تزال شبه مجهولة للكثير من المتخصصين، فقد سماها رئيس هيئة البحوث الزراعية بوزارة الزراعة والري اليمنية منصور العاقل ”النباتات العشوائية“، وصنفها ضمن النباتات العطرية.
 
ويؤكد العاقل لشبكة SciDev.Net: ”لا توجد أي دراسات تحليلية عن مكونات تلك الأشجار وخصائصها الغذائية“.
 
تصنيف تلك النباتات خارج السلسلة الغذائية، أبعدها عن دائرة اهتمام الباحثين الزراعيين، وفق نائب وزير الزراعة والري في حكومة صنعاء، ماجد المتوكل؛ ”فأغلب الدراسات والبحوث تتركز على مصادر الغذاء وتحسين الإنتاج“.
 
ويستطرد المتوكل: ”ما نعرفه عن هذه النباتات أنها استخدمت طعامًا خلال أوقات المجاعة في النصف الأول من القرن الماضي“.
 
وتقول وفاء ناشر، وهي خبيرة صناعات غذائية في وزارة الزراعة والري: ”لدينا بحوث تناولت بعض النباتات ضمن الخصائص الطبية والعطرية، ولم نتطرق لها غذاءً، عدا الحلص والحلقة، ولكنها أطعمة ثانوية، أو مكملة“.
 
وتستطرد وفاء: ”وفق معرفتي، فيها عناصر غذائية جيدة، لكن لم أجد أي بحوث كشفت محتواها أو تركيبها بشكل تفصيلي“.
 

بالعودة للسبعيني عبده الحاج، فإنه ينصح بترشيح مغلي أوراق الحلص واستخدام عصيرها فقط لصنع الطعام، ويحذر من أن ”تناوُل بقايا الأوراق المغلية كان يسبب مرضًا مجهولًا، تظهر أعراضه ورمًا تحت العينين، وانتفاخًا بالبطن، وكان يؤدي إلى الوفاة خلال أيام“.
 
في حين نفت وفاء أي معلومات بهذا الشأن، لكنها لفتت إلى أن ”تناول هذه النباتات غذاءً يجب أن يبقى ضمن أطعمة متنوعة، فاستخدامها المفرط والاعتماد عليها طعامًا رئيسيًّا في ظل المجاعة سيكون له أضرارٌ كثيرة“، لافتة إلى سوء التغذية الذي يعاني منه ملايين اليمنيين، لا سيما الأطفال.
 
يشار إلى أن توفير الاحتياجات الأساسية لليمنيين خلال العام المقبل 2019، سيتطلب تمويلًا قدره أربعة مليارات دولار، تأمل الأمم المتحدة الحصول عليه من خلال مؤتمر للمانحين لليمن، سيُعقد في فبراير المقبل.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا