Skip to content

22/09/15

قلق من الأثر البيئي لإغراق أنفاق غزة

gaza tunnels
حقوق الصورة:Andrew McConnell / Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • حفر مجرى مائي يمتد بطول المنطقة الحدودية المتاخمة لغزة وضخ مياه البحر المتوسط فيه
  • الغزيون يرونه تهديدًا كبيرًا للأمن المائي والغذائي والبيئي لسكان المنطقة الجنوبية للقطاع
  • ومصريون لا يرون خطورة في الأمر، مهونين من أي أثر بيئي له

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] أثار إغراق القوات المسلحة المصرية لأنفاق غزة قلقًا ومخاوف بيئية؛ إذ حذرت السلطات في غزة من أن تلك الخطوة تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن المائي والغذائي والبيئي لسكان المنطقة الجنوبية للقطاع بما ستسببه من انهيارات كبيرة في التربة، كما ستدمر الخزان الجوفي المشترك بين البلدين بتلويثه وجعله غير صالح للشرب أو الزراعة.

كانت قوات الجيش المصري قد ضخت مياهًا من البحر المتوسط أسفل الحدود المصرية الفلسطينية فجر الجمعة الماضية، بغرض إغراق الأنفاق الحدودية التي تربط منطقة رفح المصرية بقطاع غزة في فلسطين والاستفادة من أحواض للاستزراع السمكي.

وبررت السلطات المصرية هذا الإجراء بأنه مهم لوقف عمليات التهريب التي تتم عبر الأنفاق من قطاع غزة وإليه، خاصة تهريب الأسلحة والأفراد، مما يؤجج العمليات الإرهابية في منطقة سيناء. 

يقول حسام عليوة -رئيس شعبة التطبيقات الهندسية والمياه في الهيئة المصرية للاستشعار من البعد- لشبكة SciDev.Net: ”الغرض من هذا الإجراء عمل هشاشة أو خلخلة للتربة، ومن ثَم هدم الأنفاق أسفلها واستحالة إمكانية بناء أنفاق جديدة، وبالتالي وقف عمليات التهريب“.

ومع توفر معلومات ضئيلة عن المشروع الذي بدأ سرًّا غير معلن، إلا أن الثابت من خلال لقطات حية بثتها بعض المواقع الإخبارية أن السلطات المصرية عملت خلال الأشهر القليلة الماضية على ”حفر مجرى مائي يمتد بطول المنطقة الحدودية المتاخمة لغزة، وتحديدًا في المنطقة العازلة التي أقامها الجيش، أي حوالي 13 كيلو مترًا وبعمق يتراوح بين 6 إلى 8 أمتار، لضخ المياه عبر أنابيب ضخمة ممدودة داخل هذا المجرى“، وفق تصريحات لرئيس اتحاد قبائل سيناء، إبراهيم المنيعي، أدلى بها السبت الماضي. 

الأنابيب ذات فتحات متجهة للأسفل لضمان استمرارية الضخ حتى تشبع التربة بالماء. 

تضاربت الأقاويل حول طبيعة المياه التي تم ضخها، حيث ذكر المنيعي: ”أنّ الجيش حفر آبارًا عدة للمياه الجوفية، في المنطقة العازلة، لضخ المياه منها إلى القناة الجديدة“، ولكن وفق تصريحات مازن البنا -نائب رئيس سلطة المياه في قطاع غزة- لوكالة الرأي الفلسطينية، فإن لجنة مختصة فحصت عينة من المياه التي أغرقت الحدود، وأكدت أنها مياه بحر مالحة.

وقال البنا: إنه من المتوقع أن تحدث انهيارات كبيرة في التربة، ما يهدد المساكن القريبة من تلك المنطقة، ويعرض المواطنين للخطر الشديد، وزيادة في نسبة الملوحة في التربة والمياه، ما يجعلها غير قابلة للزراعة.

واعتبر البنا تلك المحاولات بمنزلة تدمير للأمن المائي الفلسطيني، وكذلك الأمن الغذائي، ما يترتب عليه تدمير للأمن الاقتصادي.

كذلك صرح صبحي رضوان -رئيس بلدية رفح- في لقاء مصور لموقع الجزيرة الناطق بالإنجليزية أن مجرى المياه المالحة من شأنه تدمير مخزون المياه الجوفية للخزان المشترك بين البلدين، وقال: ”رفح تعتمد على المياه الجوفية مصدرًا وحيدًا للمياه العذبة، إلى جانب اعتماد المزارعين عليها في الري“.

”المياه الجوفية على الحدود تتحرك باتجاه غزة، لكن معرفة الأثر البيئي لمثل هذا الإجراء يتطلب دراسات مفصلة لمعرفة عمق وصول المياه وامتدادها“، هذا ما يؤكده عليوة، مشيرًا إلى أن المجرى المائي جاء بناء على دراسات قام بها سلاح المهندسين بالجيش المصري.

وبالرجوع إلى عمق الأنابيب، فإن عليوة يشكك في وصول المياه المالحة إلى المياه الجوفية، وقال: ”الماء المالح كثافته عالية، ويجد صعوبة في اختراق الطبقات الرسوبية، ما يجعل وصوله للخزان الجوفي واختلاطه بمياهه بطيئًا جدًّا“.

ويشير محمد جاد -أستاذ المياه الجوفية، ورئيس وحدة النماذج الرياضية بمركز بحوث الصحراء في مصر- إلى أن المجرى عمودي على البحر، وهذا يعني أنه موازٍ للمياه الجوفية، ”ما يؤكد تأثيره عليها إن عاجلًا أو آجلًا، ما لم تُعزل هذه القناة جيدًا لمنع تسرب الماء إلى الأسفل“.

المجرى تم عزله من الجوانب فقط لضمان عدم تمدد المياه أفقيًّا، في حين لم يتم عمل عوازل من الأسفل لضمان تحقق الغرض، وهو تسرب المياه للأنفاق وغمرها.

أما نادر نور الدين -أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة، جامعة القاهرة- فيؤكد لشبكة SciDev.Net: ”ملوحة المياه الجوفية في هذه المنطقة المتاخمة للبحر تجعلها غير صالحة للشرب ولا للزراعة، وتصل إلى 10000 جزء من المليون، في حين تتطلب الزراعة حدًّا أقصى لملوحة المياه يصل إلى 2000 جزء في المليون، ولا تزيد على 1000 جزء في المليون لتكون صالحة للشرب“. 

 

  
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا