Skip to content

11/04/19

إعلان عن قمر اصطناعي عربي خالص

Arab satellite
حقوق الصورة: NASA . CC license: Attribution 2.0 Generic.

نقاط للقراءة السريعة

  • 11 دولة توقع ميثاق تأسيس ’المجموعة العربية للتعاون الفضائي‘
  • قمر اصطناعي أُطلِقَ عليه ’813‘ هو أولى ثمار التعاون بين الدول الموقعة
  • القمر تصممه وتشيده عقول وأياد عربية لأغراض مراقبة الأرض والتغيرات البيئية والمناخية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] يعكف علماء وتقنيون عرب على وضع تصميمات أول قمر اصطناعي عربي.

وسوف تشرع سواعد مهندسين وفنيين عرب في تصنيع القمر الذي أُعلن في الإمارات عن البدء في مشروع تطويره.

جاء الإعلان بعد توقيع ميثاق تأسيس ’المجموعة العربية للتعاون الفضائي‘ من قِبَل ممثلي 11 قطرًا عربيًّا، ومن ثم، يُعَد القمر أولى ثمار هذا التعاون.

الأقطار هي الإمارات والأردن والبحرين والجزائر والسعودية وعُمان والسودان ولبنان والكويت والمغرب ومصر.

سُمي القمر ’813‘، تيمنًا بالعام الذي بلغت فيه ’خزائن الحكمة‘ الأوج، وهي أول دار علمية في الحضارة الإسلامية بالمفهوم الحديث، وقد أسسها الخليفة العباسي هارون الرشيد، وازدهرت على عهد المأمون.

والمخطط أن يخدم القمر أغراض مراقبة الأرض والتغيرات البيئية والمناخية.

وسيجري تطوير المشروع على أرض الإمارات، مستفيدًا من مرافقها وخبرتها في هذا المجال؛ ليكون عربيًّا مئة بالمئة من دون مزيد إيضاح.

وفق وكالة الأنباء الإماراتية أتم فريق إماراتي -مطلع العام الماضي- بناء القمر الاصطناعي خليفة سات، وهو الأول الذي يطوَّر هناك بنسبة 100%.

وسوف تتكفل ’وكالة الإمارات للفضاء‘ بتمويل القمر الاصطناعي الجديد، وفق المعلن.

وستستغرق عملية تطوير القمر الاصطناعي ثلاثة أعوام، وسيكون عمره الافتراضي نحو خمس سنين.

وسوف يرسل القمر بياناته إلى محطة أرضية رئيسة بالإمارات، وأخريات (فرعية) ببعض الدول العربية، لتفيد منها مختلف الجهات المعنية بالقطاع الزراعي والتخطيط العمراني.

من بين ما يقيسه القمر ويرصده -وفق الوكالة- ”الغطاء النباتي، وأنواع التربة، والمعادن والمياه ومصادرها، إلى جانب قياس الغازات الدفيئة والتلوث والغبار في الجو“.

وعلى حد قول محمد داود، مستشار الموارد المائية بهيئة البيئة -أبو ظبي، فإن وجود القمر عامل مساعد على تطوير نماذج مناخية.

وبرأي داود: كذا سوف يحسِّن من دقة توقعات ما سيكون عليه الحال بعد عدة أعوام، بتوفير بيانات آنية للباحثين، لتوضع في مقارنة مع أخرى تاريخية، وهو ”ما لم يكن متوافرًا“.

ويضيف داود لشبكة SciDev.Net: ”الأقمار المتاحة في منطقتنا غير متخصصة في التغيرات المناخية، وما يميز هذا القمر قدرته على قياس جميع ’البارامترات‘، أو رصد العناصر المؤثرة في التغيرات المناخية“.

يشيد بالمشروع محمد الحاج، أستاذ نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد، بكلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة في جامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية.

يقول الحاج للشبكة: ”من المهم معرفة مواصفات القمر؛ لتحديد مدى كفاءة الصور المتاحة“، مشيرًا إلى أنها المحدد الأساسي لحجم الاستفادة التي سيحصل عليها الباحثون.

ويستطرد: ”لأنه لو كانت الكفاءة غير مرتفعة، سيعود الباحث إلى شراء الصور من هيئات أجنبية“.

وعن شراء الصور يعلق أحمد صالح أستاذ علوم الأراضي في الهيئة القومية للاستشعار من البُعد في مصر- بأن لجوء الباحثين إلى شراء الصور أمر مكلف للغاية.

ويردف: ”تخيل أننا نبتاع الصور بمبلغ مرتفع مقابل كل سنتيمتر مربع! وبالتالي فإن توافر بديل محلي مجاني أو رخيص بجودة جيدة، سيكون نقلةً جيدةً وداعمًا كبيرًا للباحثين“.

أما الحاج فيتابع: ”مَن لا يمتلك المادة العلمية، لا يمكنه إجراء أبحاث علمية، وهذه الصور بالنسبة للباحثين في مجالات متعددة، هي المادة الأساسية التي يعتمدون عليها“.

ويوضح الحاج أن سبل قياس التغيرات المناخية عديدة، فمنها مثلًا استخدام الطيارات بدون طيار لعمل مسح أرضي، أو أجهزة الاستشعار الأرضية، لكنها تغطي مساحات صغيرة.

لكن الأقمار يمكنها تغطية إقليم بأكمله، وعلى مدى زمني متقارب.

وأما سمير طنطاوي -مدير مشروع الإبلاغ الوطني الثالث لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ- في مصر، فيرى أن هذه الخطوة نقلة نوعية مهمة على مستوى البحث العلمي في المنطقة.

يقول طنطاوي: ”مثل هذا القمر الاصطناعي وغيره مما قد يستتبعه من أقمار بالمنطقة، سوف يسهم فاعلًا في أعمال الرصد والمراقبة وتجميع البيانات بدقة أعلى وتفصيل أكثر“.

ويكمل: يمكن للقمر دعم النماذج الرياضية المستخدمة في التوقعات بالبيانات اللازمة؛ فهي تحتاج إلى كم هائل ومفصل من البيانات ذات الدقة العالية والرصد الساعي (كل ساعة)، والتي قد لا تتوافر كاملةً من خلال هيئات الأرصاد الجوية أو المساحة.

ويلفت طنطاوي إلى الدور المهم الذي تؤديه الأقمار الاصطناعية في مراقبة التعدي على الرقعة الزراعية، الذي يهدد الأمن الغذائي -وكذا التنبؤ ومتابعة حدوث الفيضانات المدمرة وأسراب الجراد وانتشار التصحر وأماكن وجود المياه الجوفية وموجات الحر أو البرد الشديد أو الأحداث المناخية الجامحة.

ويختم: ”هذا بخلاف توفير فرص عمل جديدة من خلال تصنيع الأقمار الاصطناعية بمكوناتها المختلفة ونقل التكنولوجيا الحديثة“.
 

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا