Skip to content

14/12/14

الاستدامة الحضرية تبدأ بإزالة الانقسام

China city centre protest.jpg
حقوق الصورة:Eric Rechsteiner / Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • قد يعيش 70% من سكان العالم في الحضر بحلول عام 2050.
  • مبادرات تخطيط المدن والتكنولوجيا يقومان بدور في التغيير الإيجابي.
  • ’غير الرسمي‘ جانب من نمو المدن، وينبغي أن يكون ضمن الحلول المستدامة.

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 
ضم التكنولوجيا إلى التخطيط، والتنمية الريفية إلى الحضرية، والتنمية الأهلية إلى الرسمية قد يساعد في تحويل المدن
 
لأول مرة في تاريخ البشرية، يعيش أكثرنا في المدن بدلاً من المناطق الريفية، حيث يشكل سكان الحضر حاليًّا 54% من سكان العالم، ومن المتوقع أن تصل النسبة إلى 70% بحلول عام 2050.

من السهل رؤية لماذا تدفع ظاهرة النزوح في هذا الاتجاه، فالمدن توفر فرصًا اقتصادية تغري الناس بحثًا عن حياة أفضل. لكن النمو والازدهار الحضري يجلبان مجموعة من التحديات للمدن التي تعاني توفير الخدمات وتغالب الضغوط البيئية. لتكون النتيجة في أجزاء عديدة من العالم النامي ارتفاع معدلات الفقر وعدم المساواة الاجتماعية والتدهور البيئي.

التحول إلى عالم أغلبيته في الحضر، والذي ظهر في السنوات الأخيرة (تُرجع الإحصائيات هذا التحول إلى عام 2007)، يشير بقوة إلى ضرورة إلقاء نظرة ناقدة واسعة الخيال على كيفية تطوير المدن.

كيف يمكن لها إعادة صياغة مستقبلها وتصبح أكثر استدامة؟ الكثير من الكتابات نُشر على الشبكة حول التحديات الحضرية، منها على سبيل المثال لا الحصر: حركة المرور، ومعالجة النفايات والتلوث، والتكيف مع تغيُّر المناخ، وسنتعرف على الكثير منها من خلال خبرات شخصية.

في هذا الملف نلقي الضوء على هذه التحديات مع التركيز أكثر على الحلول، والاتجاهات البارزة للتخطيط الحضري، وقضايا في جميع أنحاء العالم قامت فيها التكنولوجيا بدور مهم نحو التغيير الإيجابي.

مسميات وفكر جديدان

كتبت كيت هولي -من منظمة ISET الدولية، ومستشارتنا لهذا الملف- تحليلاً حول كيفية تطور مفهوم الاستدامة على مدى العقود الأخيرة وكيفية تطبيقه بالمدن. ضمنت هولي تحليلها رسومًا بيانية توضح الاتجاهات الحضرية وتحدياتها، ثم شرعت في توضيح كيف أصبح التخطيط المبتكر والتصميم التكاملي والتقنيات ركنًا مهمًّا في خطط بعض المدن لتفعيل مفهوم الاستدامة.

المناطق الحضرية التي تسعى للحفاظ على بيئة صحية وآمنة قد تسمي نفسها بمسميات عدة، منها: مدن مستدامة، أو مدن صديقة للبيئة، أو مدن منخفضة الكربون، أو مدن ’ذكية‘ أو مدن صفرية الطاقة. نظرة فاحصة يلقيها الصحفي جاريث ويلمر من خلاله تحليله على مقاربة التقنيات ’الذكية‘ لإدارة المدن كنظام مترابط يستخدم تكنولوجيا المعلومات.

كما أوضح ويلمر أن وجود نهج توافقي للتخطيط، حيث لا يوجد قطاع يعمل بشكل منعزل عن الآخر، يمثل أساسًا قويًّا لعمل المدن الذكية في العالم النامي.

رأب الصدوع

ماركوس موينش مؤسس منظمة ISET الدولية غير الربحية بالولايات المتحدة يبحث في مقال رأي خطر استمرار تجاهل الأنظمة الحالية. مركّزًا على التكيُّف مع التغيرات المناخية، ويسوق موينش حججًا تقول بأن التخطيط ’الرسمي‘ التقليدي سيفشل إذا ما استمر في الانفصال التام عما يفعله الأهالي حاليًّا بشكل غير رسمي لمواجهة مخاطر تغير المناخ. ويرى موينش ضرورة تكامل النهجين.

في ذلك الإطار، مقال آخر كتبه إدوين كاستيلانوس، من جامعة فالي في جواتيمالا، ومؤلف رئيس للتقرير الخامس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، مهّد الطريق أمام المخططين والباحثين للنظر إلى ما هو أبعد من حدود الحضر، وتخطيها إلى المناطق الريفية التي اتصلت بها في مناحٍ كثيرة لا تقتصر على النزوح إلى المدن. كما يدعو كاستيلانوس إلى إقامة روابط أوثق بين ’عالَمي‘ الاستدامة الحضرية والتنمية الريفية.

 ضم الأهلي

التكامل موضوع ضمن هذه المجموعة، دمج التقنيات في التخطيط الحضري والتصميم للأنشطة الرسمية وغير الرسمية، للمساهمات الحضرية والريفية للمدينة المستدامة.

فجعل التقنيات جزءًا من التخطيط الحضري قد يأخذ شكلاً رائدًا ومكلفًا، ومثال ذلك للمشروعات الحكومية مدينة مصدر في الإمارات العربية المتحدة، وخطط الهند لإنشاء 100 مدينة تحت مسمى ’المدن الذكية‘. وحتى المبادرات الأكثر تواضعًا ولكنها بعيدة الأثر مثل أنظمة النقل المستدامة التي اعتُمدت في عدة مدن، تلفت النظر إلى التحدي المتمثل في معالجة أوجه عدم المساواة الملحوظ في الحياة الحضرية. لنضرب مثالاً آخر، هل يمكن أن تسهم كفاءة الطاقة في مناطق تفتقر إلى شبكة كهرباء في المقام الأول؟

وبغض النظر عن تأثير هذه المشروعات، فإنه من المغري التفكير في أن تضل هذه المشروعات الطريق، خصوصًا في المناطق التي يواجه سكانها الفقراء مشكلات أساسية تتعلق بالسكن، والبنية التحتية للخدمات الرئيسية وجودة البيئة.

لكن الوصول إلى وسائل نقل أكثر كفاءة مثلاً قد يكون أحد المفاتيح لتحسين الاستدامة وحياة السكان في العشوائيات. في الواقع، من الصعب عدم اتخاذ العشوائيات نقطة بداية، أو على الأقل عنصرًا أساسيًّا، لأيّة استثمارات موجّهة للاستدامة الحضرية في العالم النامي.

يمكن لتلك الفكرة أن تستغرق وقتًا حتى تتغلغل في التخطيط الحضري. ووضعها محل التنفيذ سيتطلب من الحكومة استعدادًا كافيًا لمواجهة الأفكار الخارجية التي تصب في صالح التعقيدات المحلية التي هي جزء أساسي من أي تحديات، (ومن ثم إيجاد الحلول لها).. في بعض المدن على سبيل المثال، نجد المناطق العشوائية محكومة بقوانين منفصلة تخصّها وحدها، وذلك يضع عائقًا إداريًّا أمام جعل هذه المستوطنات العشوائية جزءًا من مبادرات التخطيط على نطاق واسع.

من حسن الحظ أن تقوم التكنولوجيا بدور مهم هنا أيضًا، حيث تعمل أداة تستخدمها المجتمعات والمنظمات الأهلية العاملة على فتح قنوات التواصل والدفع لتخطيط شامل وتخطّي تلك الهوّة مع السياسات الحكومية. الباحثون والمسؤولون المدنيون يحتاجون للاستجابة بالمثل واتباع تلك المبادرات.

الافتتاحية ضمن ملف بعنوان تحويل المدن من أجل الاستدامة يمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي:
Urban sustainability starts by bridging divides
 
 

References

[1] Mahendra Sethi India needs to be clever about smart cities (East Asia Forum, 2014)

[2] Alexandra Lange A review of Radical cities: across Latin America in search of a new architecture by Justin McGuirk (The Guardian, 2014)