Skip to content

22/11/16

التنوع الحيوي لبيئة المتوسط في خطر

Biodiversity in Mediterranean
حقوق الصورة:SciDev.net / Rehab Abd AlMohsen

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

الحديث عن الكائنات الآهلة للبحر الأبيض المتوسط له سحر خاص، ليس فقط لأنه بحر يجمع بين ثلاث قارات (آسيا، وأوروبا، وأفريقيا)، ولكن لما يحويه أيضًا من كمٍّ هائل من كائنات بحرية متنوعة وفريدة.

”وبالرغم من أن منطقة البحر المتوسط واحدة من أهم 25 موقعًا للتنوع الحيوي في العالم، إلا أنها -وللأسف- تعاني حالة خلل في التنوع الحيوي كبيرة جدًّا“، كما يقول جون جلبير، المدير العام لمعهد تور دي فالات بفرنسا، المعني ببحوث الحفاظ على الأراضي الرطبة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.

وخلال اللقاء الثاني للصحفيين البيئيين العاملين بوكالات الأنباء في دول المتوسط، الذي أقيم على هامش قمة المناخ COP22 المنعقدة بمدينة مراكش المغربية في المدة 7- 18 نوفمبر الجاري، استعرض المحاضرون بالأرقام ما أحدثه التغيُّر المناخي من أثر على التنوُّع الحيوي بالمنطقة.

تقول درة معاوية -من مركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة RAC/SPA-: ”رغم أن مساحة البحر المتوسط تمثل 1% من مساحة البحار في العالم، ولكن يقطنه ما بين عشرة آلاف إلى 12 ألف كائن بحري، وهو ما يشكل حوالي 18% من الكائنات البحرية في العالم“.

وما يزيد من مشكلة التنوع الحيوي في بيئة المتوسط، وقوعه تحت ضغط سكاني هائل، وفق درة التي تؤكد أيضًا أن: ”درجة حرارة المتوسط ارتفعت درجة واحدة، ويُتوقع أن يصل الارتفاع إلى درجتين في المستقبل القريب، فأصبح البحر أدفأ وأكثر حامضية وأعلى ملوحة، بشكل تخطى المعدلات العالمية، وهو ما انعكس على الكائنات البحرية؛ إذ اختل نمط الهجرة ونوع الكائنات“.

وفي تقرير لمشروع MedSea لوحظ ارتفاع حامضية البحر الأبيض المتوسط بمقدار 10% في عام 1995، وتوقع التقرير أن يصل الارتفاع إلى 30% في عام 2050، إن استمرت معدلات الانبعاثات الكربونية على وتيرتها الحالية.

واستعرضت درة أمثلة على ما أحدثته زيادة الحامضية على التنوُّع الحيوي لبيئة المتوسط، إذ لوحظ انحسار في تعداد الأسماك ذات العائد الاقتصادي المرتفع، وانتشار للكائنات ذات الجدوى الاقتصادية المنخفضة كالسلاحف، كما تغير نمط هجرة الكائنات البحرية من جنوب شرق المتوسط إلى الشمال، وارتفع معدل الوفيات في أشهر الصيف.

وتعرضت درة بالشرح لما يعانيه المتوسط أيضًا من زيادة كبيرة فيما يُطلَق عليه ’الكائنات الغريبة أو الدخيلة‘ والتي تسللت إلى البحر المتوسط من البحر الأحمر بعد حفر قناة السويس في مصر عام 1869، ومع توسعة القناة في عام 2015.

ومن الماء إلى السماء، قدم إدوارد بيري -منسق سياسات تغيُّر المناخ العالمية في جمعية الطيور العالمية BirdLife– شرحًا لآثار التغيرات المناخية على هجرة الطيور، وعرض التغير الذي لوحظ على قدرة الطيور على التنقل بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما استعرض أثر الصيد الجائر للطيور في المنطقة؛ إذ يقتل ما لا يقل عن 25 مليون طائر بشكل غير قانوني سنويًّا.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا