Skip to content

16/07/13

حول العالم العربي.. الإعلام العلمي ونهضة العلوم والتنمية

media
حقوق الصورة:Flicker/ :: gw1 ::

نقاط للقراءة السريعة

  • يسهم الإعلام العلمي في إقامة جسر يقرب العلوم للجمهور ويجذبه إليها
  • نهضة الإعلام العلمي هي نهضة لمنظومة العلوم والتكنولوجيا
  • تنشيط منظومة العلوم والتكنولوجيا العربية تحدث النهضة والتنمية المنشودتين

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

على الحكومات العربية والمؤسسات الأهلية تعميق الاهتمام بالإعلام العلمي وتطوير ممارسته ليثمر بتنشيط العلوم والتكنولوجيا فتتحقق النهضة والتنمية.

للمرة الأولى، ظهر خمسة عرب بالمؤتمر الدولي الرابع للإعلاميين العلميين المنعقد بمونتريال عام 2004. أما المؤتمر الدولي الثامن في هلسنكي (25 – 28 يونيو 2013) فقد حضره 21 إعلاميا علميا عربيا.

وما بين الظهور الأول والحضور الأخير جرى في نهر الإعلام العلمي العربي ماء كثير، لكنه لا زال غير كاف لإحداث التأثير المرجو في نهضة العلوم وتنمية البلدان العربية.

يتناول الإعلام العلمي قضايا العلوم أو التكنولوجيا أو البيئة أو الصحة، ويقدمها للجمهور العام، وبذا يسهم في إقامة جسر يقرب العلوم للجمهور، ويجذبه إليها.

وهو جزء من منظومة مترابطة ومتفاعلة الحلقات بأي قطر أو إقليم في العالم، هي منظومة العلوم والتكنولوجيا، التي تضم:

* التعليم العلمي والبحث العلمي والنشر العلمي والجمعيات العلمية التخصصية، ويشمل هذا الجانب البحث الأكاديمي من المنظومة.

* التنشئة والثقافة العلمية: من خلال جمعيات أو مسابقات أو أنشطة أخرى تُعنى بردم الفجوة بين الجمهور العام والعلوم والتكنولوجيا، وتُعرف أنشطتها عالميا بالتوعية العلمية Science Outreach.

* الإعلام العلمي: وهو جزء خاص من المكون السابق، يعتمد على وسائل الإعلام والاتصال من صحف ومجلات وإذاعة وتلفزيون وإنترنت وموبايل، ويقوم بالمهمتين معا: تقريب العلوم، وجذب الجمهور إليها.

* التطبيقات العلمية والتكنولوجية: في مجالات الزراعة والصناعة والخدمات وغيرها.

* الواقع أو البيئة المحيطة: سواء في ذلك البيئة الطبيعية أو الاجتماعية أو الثقافية، بما تتضمنه من مشكلات واحتياجات للإنسان والمجتمع في بيئة ما، وهي البيئة التي على المنظومة أن تتفاعل معها بتقديم حلول لمشكلاتها وتلبية احتياجاتها ورصد متغيراتها.

من ثَم فإن النهوض بالجزء -وهو الإعلام العلمي- لا بد أن يسهم في نهوض الكل، والعكس صحيح.
 

الإعلام العلمي.. شأن عالمي

لم يصبح الإعلام العلمي شأنا عالميا إلا منذ عام 1992 حين التأم أول مؤتمر دولي للإعلام العلمي في طوكيو باليابان في نوفمبر بدعم من اليونسكو وعدد من المنظمات الدولية والقومية للكتاب والإعلاميين العلميين، تحت عنوان: العلم في خدمة الإنسانية.

بعد ذلك توالت المؤتمرات الدولية، حيث عقد الثاني في بودابست بالمجر (يوليو 1999)، وفيه دُعيت اليونسكو لدعم تأسيس اتحاد دولي وروابط قومية ودولية للإعلاميين العلميين، وهو ما تم خلال المؤتمر الثالث المنعقد في البرازيل (نوفمبر 2002).

وفي المؤتمر الرابع انتُخِب الرئيس الأول للاتحاد؛ الإذاعية الكندية فيرونيك مورين، كما قُبلت عضوية الرابطة العربية للإعلاميين العلميين بالاتحاد، وانعقد الخامس في ملبورن بأستراليا (أبريل 2007).
ثم استضافت لندن المؤتمر السادس (يونيو – يوليو 2009)، وكان أضخم المؤتمرات بحضور ألف من الإعلاميين العلميين من 70 دولة، وفيه فازت الرابطة العربية للإعلاميين العلميين بتنظيم المؤتمر السابع في القاهرة عام 2011.

كانت المرة الأولى التي يلتئم فيها المؤتمر الدولي بإحدى دول الجنوب، و كان نصف الحضور أيضا (720 إعلاميا علميا من 90 دولة) من العالم النامي.

كان ظهور روابط للإعلاميين العلميين أسبق من تنظيم المؤتمرات، حيث تأسست الرابطة الأمريكية للكتَّاب العلميين عام 1934 والرابطة البريطانية عام 1947، أقدمَ رابطتين قوميتين، في حين جاء الاتحاد الأوروبي لروابط الإعلاميين العلميين الذي تأسس عام 1971، أولَ اتحاد إقليمي، يضم في عضويته روابط لا أفرادا.

وفي عام 1967 تأسست الرابطة الدولية للكتاب العلميين، أقدمَ رابطة دولية، وجاء ميلادها استجابة لزيادة الاهتمام الدولي بإشاعة العلوم بين الشعوب وبالتواصل التقني. أسهمت الرابطة في إقامة المؤتمرات الدولية للإعلاميين العلميين بداية من طوكيو، حتى تأسس الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين عام 2002 منظمةً غير هادفة للربح تمثل 30 من الروابط القومية والإقليمية والدولية للإعلاميين العلميين.

ولا يكتمل الحديث عن الإعلام العلمي إلا بذكر برامج الدراسة الجامعية، وبرامج الدراسات العليا، التي ينظمها كثير من جامعات العالم في مجال الإعلام العلمي، ويتيح بعضها عددا من المنح الدراسية وبرامج الزمالة بالمجال، كما تقدم بعض المؤسسات برامج تدريبية قصيرة.

 الإعلام العلمي العربي والألفية الجديدة

رغم ظهوره في القرن التاسع عشر بمجلة "يعسوب الطب" عام 1865، وأيضا رغم انتعاشه في ستينيات القرن العشرين وسبعينياته بفضل جهود الكثيرين الذين تناولوا العلوم في صحفهم ومجلاتهم وبرامجهم، إلا أن فتورا أعقب تلك الانتعاشة في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات. وعندما جاءت الإنترنت وحلت ثورة المعلومات، انتشرت المواقع والمدونات العلمية العربية حتى رُصد ثلاثون منها.[1]

في ظل تلك الثورة حدثت تطورات لافتة في مشهد الإعلام العلمي العربي، بدأت بتأسيس الرابطة العربية للإعلاميين العلميين عام 2004 رابطة إلكترونية، وعام 2006 صارت تابعة للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، ويبلغ عدد أعضائها حاليا 227 عضوا من 18 دولة عربية.

ثم صَدَر دليل الإعلامي العلمي العربي عام 2008، وهو أول دليل عربي يضم خبرات 18 إعلاميا علميا عربيا وأجنبيا في المجال. وفي العام نفسه عقد المؤتمر الأول للإعلاميين العلميين العرب في فاس بالمغرب عام 2008.

وتلاه تنظيم المؤتمر الدولي السابع للإعلاميين العلميين في الدوحة عام 2011 (ونقل إليها من القاهرة إثر أحداث ثورة 25 يناير).

وشارك 50 من الإعلاميين العلميين العرب في دورتين للزمالة المهنية نظمهما الاتحاد الدولي بين عامي 2006 و2012. كما انتشرت أنشطة التوعية العلمية، كالمسابقات وبرامج التنشئة العلمية المختلفة خاصة، وتصاعد اهتمام الشعوب بالعلوم.

وواكب هذا كله ظهور مجلات "العربي العلمي"، وNature الطبعة العربية، و"لغة العصر"، وناشيونال جيوجرافيك للشباب، وموقعي الشرق الأوسط لكل من Nature وNet.SciDev، وفضائية ناشيونال جيوجرافيك بأبو ظبي، وبرنامج نجوم العلوم، وصفحات متخصصة بصحف ومجلات عربية.

مشكلات وحلول

رغم تلك التطورات وغيرها مما ضاقت المساحة عن ذكره، إلا أن الإعلام العلمي العربي يعاني مشكلات.

من هذه المشكلات غياب البرامج التعليمية الأكاديمية للإعلام العلمي، باستثناء برنامج تقدمه مدرسة الصحافة بالجزائر، ما يقتضي إنشاء برامج أخرى، على الأقل بمصر التي يمثل أعضاؤها 40% من أعضاء الرابطة العربية للإعلاميين العلميين.

كذلك عدم وجود برامج التدريب المنتظمة، ما يتطلب أن تتبنى كليات الإعلام العربية تأسيس برامج تدريب منتظمة، ولو من خلال آليات التدريب الإلكتروني.

ويُضاف إلى ما سبق قلة عدد وسائل الإعلام العلمي العربية بالنسبة لعدد السكان الذي يفوق 338 مليونًا، وغلبة الترجمة والحديث عن الشأن العلمي العالمي، ومقتضى تصاعد الاهتمام الجماهيري بالعلوم أن تهتم المؤسسات الإعلامية بإفراد مساحات أوسع لتغطية العلوم العربية.

وإجمالا فإن علينا -حكومات ومؤسسات أهلية- أن نعمق اهتمامنا بالإعلام العلمي وتطوير ممارسته وتوسيع نطاقها؛ حتى يؤتي أكله في تنشيط منظومة العلوم والتكنولوجيا العربية، ومن ثم إحداث النهضة والتنمية المنشودتين.

رئيس تحرير الطبعة العربية من مجلة Nature
 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط