Skip to content

29/03/14

أفريقيا تقيِّم برنامجها لدعم سلة غذائها

FAO Regional Conference for Africa
حقوق الصورة:FAO/Fethi Belaid

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

وسط سحر شواطئ منطقة قمرت التونسية، انعقدت الدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) الإقليمي لأفريقيا، حيث يعكف أكثر من 300 خبير وممثل دولة على دراسة وتشريح واقع الزراعة والغذاء في القارة السمراء، وتقييم مسار 10 سنوات من انطلاق البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في أفريقيا.

اختلف الحاضرون في تقييمهم، بين مَن يرصد الإيجابيات والسلبيات، ومَن يرى أن المسار بكامله يحتاج إلى إعادة تقويم لتسريع عجلة التنمية بالقارة.

تقول فاتن عوادي -المكلفة بالإعلام في مكتب الفاو الإقليمي الفرعي لشمال أفريقيا، لشبكة SciDev.Net-: إن هدف مؤتمرنا هو زيادة تركيز انتباه العالم، وحث الدول الغنية على الإسهام في استئصال الجوع والفقر، وتوفير الأمن الغذائي لأبناء القارة الأفريقية، التي لا يزال 239 مليون شخص فيها يعانون نقصًا مزمنًا في التغذية.

وتضيف السيدة فاتن أنه على الخبراء وممثلي الدول العمل نحو نهج استراتيجي لتعزيز الأمن الغذائي، الذي لا زال يمثل نقطة سوداء في المسار التنموي في القارة، حيث إنه منذ 1999 سجلت أفريقيا زيادات مستدامة في النمو، رافقها تحسن في مؤشرات الحوكمة والتنمية البشرية، وأن أغلب الدول العشر الأسرع في النمو موجودة في أفريقيا، لكن رغم هذا تبقى أفريقيا تضم أكبر عدد من الجوعى، وبذلك فأي نمو ليست الزراعة محركه، لا يقضي على الجوع.

 وداخل القاعة الكبرى التي انعقدت بها الدورة من 24 وحتى 28 مارس، تناوب ممثلو الدول الحديثَ حول واقع الزراعة ببلدانهم، وما حققوه خلال السنوات الأخيرة من مكاسب، وما واجهوه من عراقيل، في إطار برنامج التنمية الزراعية الشاملة أو خارجه.

حيث أكد ممثل تونس أهمية تطوير الموارد الطبيعية في البلاد الأفريقية، التي تعرف هشاشة كبيرة بسبب انعدام الخبرة والكفاءة في إدارتها، كما أقر بالصعوبات التي تواجه الزراعة الأسرية الصغيرة في تأمين وجودها واستمراريتها، مثل مشاكل التغيرات المناخية والحيازة القانونية والدعم المالي والتقني.

وناشد ممثل تونس المؤتمرين بضرورة أن يكون هناك برنامج أفريقي لدعم صغار المزارعين، الذين يمثلون الوحدة الأكثر انتشارا في إنتاج الغذاء، وتدريبهم على الحديث من التقنيات والتكنولوجيات لدعم سلة الغذاء في أفريقيا.

أما ممثل السنغال فقد أقر بالنجاحات التي حققتها بلاده في المجال الزراعي، حيث احتلت بلده المراكز الأولى في أفضل أداء في تطبيق البرنامج، ودعا الفاو إلى تعميم تجارب الدول الرائدة في المجال الزراعي على الدول الأخرى، ومرافقتها في تحقيق النتائج المطلوبة، سواء بالدعم المالي أو التقني.

أما السيدة أتانكا -الممثل للمجتمع المدني الأفريقي- فترى أن أفريقيا بحاجة ماسة لزيادة الإنتاج، الذي يحقق قيمة مضافة لاقتصاديات البلدان التي تعاني نقصًا حادًّا في الأغذية، ويجدر بالفاو تشجيع عملية الاندماج الإقليمي، وتسهيل حرية تنقل الأشخاص والسلع الزراعية.

لم يخف المؤتمرون خطر نقص الغذاء والفقر متعدد الأبعاد على مستقبل العالم وليس القارة فقط، فيقول جوزيف قوندو -المدير المركزي لوزارة الزراعة في زيمبابوي-: إن العالم كله مسؤول عن الجوع في أفريقيا، وعلى الجميع الاتحاد لمواجهته.

يؤكد جوزيف لشبكة SciDev.Net أن المؤتمر يبحث كيفية تنفيذ توصيات مؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي في يناير 2014 التي تلزم رؤساء الدول الأفارقة بالقضاء على الجوع في القارة بحلول 2025، وذلك بتفعيل الشراكة مع الجميع عن طريق البرنامج الشامل، وتنفيذه بصورة أساسية بموارد خاصة، وبمساعدة شركاء فنيين وتمويليين.

انطلق برنامج التنمية الزراعية الشاملة في أفريقيا عام 2003، وأصبح نقطة مرجعية وإطار عمل في الزراعة والأغذية في إفريقيا، وانخرط به إلى الآن 40 بلدا، ووضع حوالي 28 بلدا خططًا استثمارية مفصلة له، فيما نظم 20 بلدا اجتماعات الأعمال لتعبئة الموارد، حققت من خلاله العديد من الدول قفزة معتبرة من حيث الكمية والتنوع في سلتها الغذائية.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط.