Skip to content

16/06/15

زيوت من الصويا والخروع تحسن التربة الرملية

Agriculture in sand
حقوق الصورة:Flickr/ Pencils for Kids, Libore, Niger

نقاط للقراءة السريعة

  • تحسينات على الخصائص الهيدروفيزيائية للتربة الرملية بإضافة زيتين نباتيين من الخروع والصويا
  • أكسباها تماسكا أكبر ورفعا قدرتها على إمساك الماء، ومركب الصويا كان الأفضل
  • خبراء بين داعٍ للتروي حتى تجرى تجارب حقلية وآخر يشكك في جدوى التجربة أصلاً

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

القاهرة[ لا تمسك التربة الرملية الماء، وتحرق الأسمدة العضوية بسرعة عالية، ومن ثم تنعدم صلاحيتها للزراعة أو تكاد، اللهم إلا إذا زيد في كميات مياه الري والمخصبات المضافة إليها.
وفي محاولة لحل هذه المشكلة، قام فريق من الباحثين بالمركز القومي للبحوث في مصر بتحضير وتخليق مركبين من زيتي الخروع وفول الصويا النباتيين؛ بغية دراسة تأثيرهما على الخصائص الهيدروفيزيائية للتربة الرملية.

اختبرت الدراسة تأثير تركيزات مختلفة من المركبين على الكثافة الظاهرية، والمسامية الكلية، والقدرة على الاحتفاظ بالمياه، والسعة الحقلية، والتوصيل الهيدروليكي، وكانت النتيجة هي تحسين هذه الخصائص بما يزيد في صلاحية التربة الرملية لإنماء المزروعات.

وتوصل الفريق إلى أن المركب المعد من زيت فول الصويا النباتي هو الأقدر والأكفأ في تحسين خصائص تلك الخصائص، إذ يقول كمال نصر عبد النور -المشرف على الدراسة- لشبكة SciDev.Net: ”تحسنت خصائص التربة الرملية كثيرًا بزيادة تركيز المركب“.

ويلفت عبد النور الأنظار إلى مزية مهمة للمركب، هي ”أنه ساعد على التخلص من الهيدروكربونات الأروماتية متعددة الحلقات من التربة، فصارت أكثر صلاحية لنمو النبات“، وهي مركبات غير مرغوبة، ومعروفة بسميتها، وأنها حافزة على التطفر والتسرطن والتشوهات الخلقية والإنمائية.

برأي الباحثة منى أمين -المشاركة في الدراسة- ”يكتسب المركب أهمية خاصة بتحقيقه مزيتين، الأولى أنه يزيد في خصوبة التربة“، لكن منى -وهي الباحثة في الشعبة الفيزيقية بالمركز القومي للبحوث- تشدد على أهمية المزية الثانية للمركب، وهي ”أنه يتحلل معها؛ كونه منتجًا طبيعيًّا“.

تقول منى لشبكة SciDev.Net: ”وقع اختيارنا على زيتي الخروع وفول الصويا لارتفاع نسبة لزوجتهما، والتي زادت بالمعالجة الكيميائية في المركبين المعدين منهما، ما أكسب التربة الرملية تماسكًا أكبر بين حبيباتها، ومن ثم رفع قدرتها على الاحتفاظ بماء الري“.

منذ أقل من شهر، تقدم الفريق بطلب إلى مكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي في مصر، للحصول على براءة اختراع، وسبق أن نُشرت نتائج الدراسة في دورية ’بوليميري أون لاين‘ في أكتوبر الماضي.

المركب الجديد يأتي في وقت اعتبرت فيه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عام 2015، عامًا دوليًّا للتربة؛ للتوعية بخطورة تدهورها، وهي المشكلة التي تعانيها ثلث الأراضي الزراعية بالعالم، في وقت يواجه فيه أكثر من 805 ملايين شخص الجوع وسوء التغذية، بحسب المدير العام للمنظمة، خوسيه جرازيانو دا سيلفا، في بيان للمنظمة في شهر ديسمبر الماضي.

يبقى المركب جهدًا بحثيًّا يحتاج إلى خطوات تالية ليدخل إلى مرحلة التطبيق، وفق العيسوي محمد الذهبي، الأستاذ في قسم علوم الأراضي والمياه بكلية الزراعة، جامعة الإسكندرية.

فثمة مرحلة ثانية، يجب تجربة المركبين فيها، كما يقول الذهبي لشبكة SciDev.Net: ”بتطبيقهما على تربة الصوب الزراعية، فإن كانت النتائج مبشرة ننتقل إلى الحقل“.

وأشار الذهبي إلى أن التجارب الحقلية ظروفها مختلفة وتؤتي أحيانًا نتائج مغايرة، ”على سبيل المثال يمكن للباحث في المعمل التحكم في درجة الحرارة، في حين لا يمكنه ذلك في التجربة الحقلية“.

وردًّا على الذهبي يؤكد عبد النور: ”حرصنا في الدراسة المعملية على التحكم في كل الظروف، فوفرنا أجواء مشابهة للحقل، لذلك نتوقع نتائج مشابهة“.

وتابع: ”سنجري الدراسة الحقلية بالتعاون مع الشعبة الزراعية بالمركز، لحين الحصول على براءة الاختراع“.

وحول وجود مساحة كبيرة من الأراضي الصحراوية الرملية في العالم العربي، تشكل قرابة 88% من مساحة العالم العربي، ومدى اعتبار ذلك عاملاً محفزًا لانتشار هذا المركب من الناحية الاقتصادية، يتساءل الخبير الاقتصادي علاء حسب الله: ”الدول العربية ليست دولاً منتجة لزيت فول الصويا، والزيوت بشكل عام، فكيف يمكن أن يتحول المركب من مرحلة البحث إلى التطبيق؟“.

يرى حسب الله -وهو خبير تسويق بإحدى الشركات العالمية للإنتاج الغذائي- أن السبيل الوحيد لتطبيق مثل هذه الأفكار هو تسويقها بالخارج.

في حين يرى عبد النور أن حل مشكلة التربة الرملية المنتشرة في العالم العربي وتحويلها إلى تربة خصبة تحقق أمننا الغذائي، هدف يستحق أن يدفع باتجاه التوسع في زراعة فول الصويا بالمنطقة.

 
 

 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا