Skip to content

15/07/14

المورينجا قد تردم فجوة نقص زيوت الطعام في المنطقة

Moringa seeds
حقوق الصورة:Flickr/ Faithful Heart Ministry/ David Callahan

نقاط للقراءة السريعة

  • نقص حاد في إنتاج زيت الطعام بمصر، والعرب يستوردون بنحو 4 مليارات دولار
  • مصري يستخرج زيت طعام من بذور شجرة المورينجا بتكلفة منخفضة
  • البعض يتخوف عادات غذائية قد تحول دون قبوله، وآخرون يرونها مسألة وقت

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 ]القاهرةتمكن هشام عبد اللطيف -الباحث بقسم بحوث الزيوت والدهون في المركز القومي للبحوث بمصر- من الوصول إلى نتائج مشجعة لمنتجي زيوت الطعام بالمنطقة على الاتجاه لاستخدام بذور ’المورينجا‘ في إنتاجه.
 
يبلغ إنتاج الزيوت في العالم العربي نحو 2.1 مليون طن سنويًّا، ويمثِّل هذا نسبة 1.15% فقط من الإنتاج العالمي وفق تقديرات المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وهو ما يدفع لاستيراد زيوت بقيمة أربعة مليارات دولار سنويا.

وفي مصر -أكبر البلدان العربية من حيث عدد السكان- يصل الأمر إلى مستوى جدِّ سيِّئ ؛ يوضحه هشام قائلاً: ”تستهلك مصر 1.1 مليون طن من زيوت الطعام سنويا، والإنتاج المحلي نحو مئة ألف طن، ما يعني أن مصر تستورد 90% من احتياجاتها من الزيوت“.

هذه الفجوة الكبيرة بين الإنتاج والاستهلاك، دفعت الباحث إلى التفكير في ’المورينجا‘، فعكف خلال 14 سنة على بحث خاص حول تقنية تهبط كثيرا بتكاليف عملية استخلاص زيت الطعام من بذورها وتصفيته، وذلك خلافا للطرق السائد استخدامها حاليا في بقاع عدة من آسيا وأفريقيا، بل واستطاع مع هذا تعظيم الإنتاج، والارتفاع بجودة المنتج.

بهذا الجهد حصل الباحث في الشهر الماضي على الجائزة الأولى لعام 2013– 2014 لأفضل أطروحة دكتوراه في مجال استدامة البيئة وحمايتها، الممنوحة من شركة ’يونيليفر‘ المعنية بالبحث العلمي في مجال البيئة والتنمية وتكنولوجيا الصناعات الغذائية.

يقول هشام لشبكة SciDev.Net: ”عملت في بحثي على ثلاثة مستويات، هي التكنولوجيا المستخدمة في استخلاص الزيت، التأكد من سلامة الزيت على صحة الإنسان، الكسب الناتج بعد عصر البذور“.

ويضيف هشام: ”التميز الحقيقي الذي يقدمه البحث هو توصيف تكنولوجيا تناسب المصانع المحلية، وتحقق ميزتين هما: الوصول لأعلى نسبة استخلاص للزيت من البذرة بأقل تكاليف ممكنة، دون تأثير على جودة الزيت“.

ويشرح هشام أنه ”استخدم تكنولوجيا الاستخلاص المستمر والمتعاكس بالمذيب (الهكسان التجاري)، على أن يتبع عمليةَ الاستخلاص عملية إزالة الصموغ لتحسين لون الزيت“.

ويستطرد: ”والهكسان التجاري هو أرخص أنواع المذيبات“، مما يقلل نفقات الإنتاج.

ووصل هشام إلى نسب استخلاص عالية للزيت من البذرة تخطت 95% باستخدام هذه التكنولوجيا، وهي تكنولوجيا يمكن تطبيقها باستخدام الإمكانيات المتاحة في مصانع الزيوت المحلية.

تستهلك مصر 1.1 مليون طن من زيوت الطعام سنويا، والإنتاج المحلي نحو مئة ألف طن، ما يعني أن مصر تستورد 90% من احتياجاتها من الزيوت

وحول اختبار تأثير الزيت على صحة الإنسان كشفت التجارب التي أجريت على فئران التجارب أنه آمن من الناحية الكيميائية والبيولوجية، وأوضح هشام فيما يتعلق بالكُسب أن ”البحث أثبت احتواءه على نسبة مرتفعة من الأحماض الأمينية، ما يجعله علفًا مناسبًا للحيوان“.

وأشار عبد اللطيف إلى مشكلة وحيدة في زيت المورينجا، هي احتواؤه على ’فوسفولبيدات ذائبة‘ تجعله عكرًا، لكنها مشكلة بسيطة ويسهل علاجها صناعيا، بتقنية بسيطة معروفة في مصانع الزيوت.

وبخلاف هذه المشكلة يتمتع زيت المورينجا بمواصفات قياسية يعددها الباحث، وهي أن ”لونه بعد إزالة الفوسفولبيدات محبب للمستهلك (أصفر ذهبي)، وتركيب أحماضه الدهنية هو نفسه الموجود في زيت الزيتون، ونسبة ثباته عالية جدا، ما يجعله مقاومًا للتزرنخ، كما أنه مقاوم للأكسدة بنسبة كبيرة“.

اقتصاديا يعدد هشام المزايا التي تتمتع بها شجرة المورينجا فيقول: ”نسبة الزيت في البذور حوالي 40%، وهي شجرة استوائية مقاومة للآفات يمكن زراعتها في أجواء المنطقة العربية، تنمو بسرعة بحيث يمكن الحصول على إنتاج منها في أول عام“.

ويستطرد هشام: ”إنتاجية الفدان من الشجرة عالية، وتبلغ 1.5 إلى 2.1 طن للفدان“.

كل هذه المزايا شجعت شركة ’يونيليفر‘ على تبني البحث، وفق علاء حسب الله، مدير العلاقات الإعلامية والخارجية بالشركة في المشرق العربي.

وقال الباحث الاقتصادي في مجال الصناعات الغذائية لشبكة SciDev.Net: ”نسعى لتطبيق البحث صناعيا باختبار التكنولوجيا الموصوفة على نطاق محدود، لأن شجرة المورينجا غير منتشرة في مصر بالشكل الذي يسمح بالتطبيق على نطاق أوسع“.

ويؤكد علاء أن ”الهدف هو تشجيع الدولة على تبني هذا التوجه على نطاق أوسع باستزراع تلك الشجرة“.

ويُرجع علاء الفجوة بين إنتاج الزيت واستهلاكه في مصر إلى إهمال زراعة القطن.

ويقول: ”كانت مصر تنتج 40% من احتياجاتها من الزيت اعتمادًا على إنتاج بذرة القطن، غير أن إهمال زراعة القطن أثر كثيرًا على هذا المصدر“.

ولفت الباحث الاقتصادي إلى أن ”هذه الشجرة تمثل البديل المناسب لبذرة القطن كمصدر للزيت؛ لأنه يمكن زراعتها في المناطق الصحراوية غير المستغلة، بحيث لا تكون منافسًا للمحاصيل الأخرى التي تُزرع في دلتا مصر“.

غير أن هذا التوجه قد يصطدم بما يسميه منير فهمي -الرئيس السابق لقسم بحوث الزيوت والدهون بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية في مصر- ’عادات غذائية‘، توجد صعوبة في التأقلم مع المصادر الجديدة، حتى لو كانت آمنة من الناحية العلمية.

وقال فهمي لشبكة SciDev.Net: ”زيت المورينجا يصنف على أنه من الزيوت الحيوية، التي تُستخدم وقودًا حيويا، وفي بعض الصناعات مثل صناعة الصابون، ولكن إقناع المستهلك بإمكانية استخدامه كزيت طعام -حتى لو ثبت علميا أنه آمن- يحتاج إلى بعض الوقت“.

ويرفض أحمد خورشيد -خبير الصناعات الغذائية، والرئيس الأسبق لمركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية بوزارة الصناعة والتجارة- السبب الذي ذكره فهمي لعدم الإقبال على المورينجا كزيت طعام.

وقال خورشيد لشبكة SciDev.Net: ”وظيفة البحث العلمي أن يقدم البدائل دائمًا لحل المشكلات، وألا يقع في أسر المعتاد“.

 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط