Skip to content

11/07/13

نهر سيناوي قديم يمكن إحياؤه من أجل الزراعة

Egyptchannel
حقوق الصورة:Andy Johnstone/Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • يضيع أغلب مياه الأمطار بصحراء شبه جزيرة سيناء في السيول
  • ثمة مجرى نهري قديم يمكن استغلاله لنقل هذه المياه إلى منخفض لتستخدم في الري
  • عمل إضافي لاستكشاف إمكانية القيام بهذا قيد الدراسة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تقول دراسة حديثة إنه يمكن إحياء نهر في سيناء مطمور منذ 5000 سنة، توطئة لزراعة مستدامة في واحدة من أكثر صحراوات الأرض مطرا وجفافا! وذلك في إطار مشروع هندسي طموح، يخضع الآن لتقييم الحكومة المصرية.

ففي حين تستقبل صحراء شبه جزيرة سيناء مطرا غزيرا، يذهب أغلبه سدى في شكل سيول عارمة تفيض إلى البحر المتوسط، دونما فائدة للزراعة.

لذا، يقترح باحثون مصريون وأمريكيون إعادة توجيه مياه الأمطار الساقطة من منطقة صرف وادي العريش إلى المجرى القديم للنهر، بعيدا عن البحر، حيث يمكن استخدامها للري.

جاء هذا الطرح في ورقة بحثية لباحثين من جامعة الأزهر المصرية، وجامعتي بوسطن ونورث كارولينا الأمريكيتين، نُشرت منتصف يونيه الماضي في مجلة Geomorphology.

يقول مصطفى أبو بكر -الباحث الرئيسي بالدراسة، وأستاذ زائر في مركز الاستشعار عن بُعد التابع لجامعة بوسطن-: "تكشف دراستنا المسار القديم لوادي العريش… وتقترح مقاربة جديدة لتعظيم حصاد مياه الأمطار من أجل إرساء تنمية زراعية مستدامة في شمال سيناء".

ويُبين السجل الجيولوجي أن سيناء كانت أكثر رطوبة فيما بين 5000 إلى 10000 عام مضى. قارن الفريق الطُّبوغرافيا الحالية للمكان بمسارات مجرى النهر القديم أثناء هذه الفترة الرطبة، مستخدما صور رادارات أقمار صناعية لرسم قاع النهر القديم المدفون منذ ذلك الحين.

كان مجرى النهر القديم قد تحَول منحرفا عن مساره الرئيسي نتيجة رفع أرضي جيولوجي، تسبب في تكوين قوس من الصخور الطباقية -تُدعى طية محدبة- اعترضت مجراه.

ويعلق بول تريجونينج -خبير الاستشعار عن بعد بالجامعة الأسترالية الوطنية- قائلا: "طريقة التعرف هذه على  الملامح المطمورة لما تحت سطح الأرض بواسطة رادارات فضائية، سبق استخدامها، وتعد أداة تصوير فعالة".

وأضاف تريجونينج الذي لم يشارك في الدراسة: "يعرض الباحثون بوضوح تام مكانا يبدو أنه قاع نهر قديم يقع تحت الطية المحدبة المرئية في طُبوغرافيا الحاضر".

كان النهر في الأساس يصب في ثلاث بحيرات قديمة بمنخفضٍ يقع غرب جبل الحلال. يقول فاروق الباز -مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن، وأحد المشاركين في الدراسة-: "إن بلوغ ذاك المنخفض سوف يسمح باستخدام مياهه المختزَنة في الزراعة".

ولعمل هذا، يقترح الفريق البحثي شق قناة طولها كيلومتران، بعمق ستة أمتار، تُحفر عبر بنية الرفع الأرضي؛ لتحويل المياه وإعادتها إلى مجرى النهر كما كان سابقا.

يعتقد الباحثون أن إعادة توجيه المياه الجارية أثناء فيضانها من السيول العارمة، لتفضي إلى أرض خصبة مساحتها 1400 كيلو متر مربع بمنخفضٍ غرب جبل الحلال، حيث الطمي السطحي، وانخفاض ملوحة المياه الجوفية، وأيضا مستودع قريب من السطح، يجعل الزراعة هناك واعدة.

وقد خاطب الفريق مؤخرا الحكومة المصرية من خلال صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لها؛ لإجراء المزيد من الاستقصاء حول فكرة الري هذه.

وفيما تعكف الحكومة المصرية حاليا على المشروع المقترح لتقييمه، فإن دراسة تكميلية سوف تعقبه؛ "لتقدير إمكانية إعادة توجيه الماء السطحي الجاري عبر القناة، ونتائجها، وتقييم عواقب تحويل هذا الجريان المائي"، حسب ما أدلى به أبو بكر لموقع SciDev.Net.

والخطة هي نموذج حاسوبي عالي الدقة –مشفوع بقياسات ميدانية واستكشافات جيوفيزيائية– لعمل محاكاة هيدرولوجية تفصيلية للتحويل؛ من أجل تقييم آثاره على البيئة، والأنظمة الإيكولوجية المحلية، وأي مواقع أثرية في المناطق المحيطة بالبحيرات القديمة.

جدير بالذكر، أنه بالإضافة لتعزيز الزراعة، فإن تحويل مسار المياه في هذه المنطقة سوف يساعد على تخفيف حدة مخاطر السيول التي تجتاح مدينة العريش -عاصمة محافظة شمال سيناء- الواقعة على الساحل نهاية وادي العريش.
 
رابط لملخص الدراسة

 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط