Skip to content

08/08/14

حل ’فضائي‘ لمشكلة المياه بقرية مغربية

Desalination
حقوق الصورة: USAID/ Diaa Karajeh

نقاط للقراءة السريعة

  • المياه الجوفية بقرية سيدي الطيبي مشبعة بالنترات
  • يمكن تنقية هذه المياه بطريقة طورتها وكالة الفضاء الأوروبية
  • وحدة تجريبية بالقرية، عالجت مياهها، وجعلتها صالحة للشرب

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

]الدار البيضاء [قرية سيدي الطيبي، القريبة من مدينة القنيطرة، وتبعد 30 كيلومترًا عن الرباط عاصمة المغرب، نمت في السنوات الأخيرة بسرعة، حتى صار توفير مياه لأهلها أمرًا بالغ الصعوبة، ناهيك بمياهها الجوفية الغنية بأملاح النترات، غير الصالحة للاستخدام الآدمي.

هذه المشكلة قد يكون حلها آتيًا من الفضاء، حيث تبذل جهود لإعادة تدوير المياه العادمة وأبوال رواد الفضاء؛ كي يتحولا صالحين لشربهم مرة أخرى.

فوكالة الفضاء الأوروبية تعمل منذ أكثر من 20 سنة على الحل المثالي لنظام مغلق يدعم الحياة، يعالج المخلفات والفضلات والعوادم، بحيث تستحيل إلى أكسجين وماء وغذاء لرواد الفضاء.

من بين اكتشافات الوكالة في هذا المسعى عمل أغشية عضوية وخزفية ذات مسام لا يزيد قطر الواحد منها على عشرة آلاف من قطر المليمتر، أي أدق 700 مرة من الشعرة. لهذه المسام القدرة على احتجاز المركبات غير المرغوبة، وخاصة أملاح النترات.

لذلك قامت شراكة بين اليونسكو، وجامعة ابن الطفيل بالقنيطرة، والجمعية المغربية للأغشية وتحلية المياه؛ من أجل تطبيق نفس المعالجة، بإحدى مدارس سيدي الطيبي.

ولا تقف مشاكل القرية عند تردي جودة المياه وشُحِّها فحسب، بل تعاني من انقطاع متكرر للكهرباء، وافتقارها للبنية التحتية والخدمات الأساسية التي تحتاجها أي منطقة سكنية.

لذا تأسيسًا على خبرة الوكالة في تقنية الأغشية، مع شركة فيرموس الفرنسية وشركة بليكتريك الألمانية، صممت وحدة تقوم بتنقية المياه، مستمدة طاقتها من الشمس والرياح. فائض الكهرباء من هذه المزاوجة سوف يوفر لمدرسة ’ثانوية الأنوار‘ ما تحتاجه منها.

يقول عز الدين الميداوي، رئيس الجامعة: ”إن تكاليف الوحدة التي شيدت منتصف أبريل الماضي على مساحة 500 متر مربع، قدرت بنحو 10 ملايين درهم، أي قرابة مليون ومائتي ألف دولار أمريكي“.
ولشبكة SciDev.Net أكد العميد الأسبق لكلية العلوم بالجامعة أن ”المشروع بلغ ذروة فاعليته منذ شهر تقريبًا“.

عن القدرة الإنتاجية للوحدة، يضيف الميداوي -وهو أيضًا رئيس الجمعية المغربية للأغشية وتحلية المياه- أنها ”تبلغ 6000 لتر من الماء يوميًّا، ونحو 50 ميجاوات/ساعة سنويًّا توفرها الطاقة الشمسية، إضافة إلى 4000 كيلووات/ساعة في السنة بالاعتماد على طاقة الرياح“.

وأوضح الميداوي أن النظام يهدف بالأساس إلى ”تلبية احتياجات المدرسة اليومية من الكهرباء، وتحسين جودة المياه لنحو 1200 طالب وطالبة وموظف، وقرابة 2000 نسمة من السكان المحيطين بالمدرسة في أثناء نهاية الأسبوع، وفي العطل المدرسية“.

ويبشر الميداوي أنهم ”بصدد إقامة نظام مماثل على نطاق أوسع في جامعة ابن طفيل“.

ويضيف: ”لا نعاني من مشاكل الربط بالكهرباء أو الماء في الجامعة، لكننا نرغب في تطوير آليات للتنمية المستدامة“.

كما يرى الميداوي أن ”بلدًا كالمغرب بحاجة لمثل هذه التكنولوجيا، خصوصًا في المناطق المعزولة، حيث نسبة تشبُّع المياه بالنترات مرتفعة جدًّا.

من جهته، يرى عزيز كرماط -نائب رئيس بلدية مدينة القنيطرة- أن ”تمويل مثل هذا المشروع باهظ جدًّا“.

يُذكر أن بناء الوحدة حظي برعاية مؤسسة ألبير الثاني أمير موناكو، وقد حصل على دعم مالي وعيني من مؤسسات وطنية مثل مؤسسة القرض الفلاحي للتضامن والتنمية، وشركات خاصة من بينها شركة أسما، وجهات أجنبية مثل لانغودوك روسيون من فرنسا.

وقال عزيز لشبكة SciDev.Net: ”من الصعب بالنسبة لمدينة القنيطرة، ذات الموازنة المتواضعة، والتي يأتي جلها من الدولة، أن تنخرط في مثل هذا المشروع“.

ويضيف عزيز: ”فقط المؤسسات الدولية يمكنها أن تمول مشروعات كهذه“.

 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط