Skip to content

21/11/17

العطش ينتظر الأردن

Jordan face thirst
حقوق الصورة:Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • تحديات الوضع المائي للأردن في نهاية المئوية الحالية بالغة الشدة
  • سوف يتزامن حدوث أنواع عدة من الجفاف، وتكرارها بوتيرة سريعة جدًّا
  • على صناع القرار بالأردن وحكوماته اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة العجز المائي

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] رسمت دراسة تحليلية لموارد المياه السطحية في الأردن مستقبلًا قاتمًا، وتنبأت له بمصير مائي بائس عندما تحل نهاية القرن الحالي.
 
قررت الدراسة أن الأردن هو أفقر بلد في الماء على وجه الأرض، وأن الجفاف مقدَّر له في ظل تغيُّر المناخ، واعتماده بشدة في الحصول على الماء العذب من أنهاره التي تنبع في دول أخرى.
 
ثم توقعت أن يكتنف عدم اليقين أمنه المائي تحت تأثير الظروف الأشد جفافًا، الناجمة عن الكوارث والتدخلات البشرية، وما يترتب على ذلك من تغيُّرات في نظام تدفُّق المياه العابرة للحدود، ونقصان جريانها من أعالي الأنهار إليه.
 
ووفق الدراسة، سوف يشهد الأردن خلال العقود الثلاثة ما بين 2071 -2100 تراجعًا في معدلات هطول الأمطار السنوي بنسبة 30٪، وارتفاعًا في متوسط درجة الحرارة بمقدار 4.5 درجات مئوية.
 
اعتمدت الدراسة على المحاكاة المناخية للمقارنة بين المدتين (1981- 2010) و(2011- 2100)، متخذةً الأولى مرجعية.
 
واستخدمت بياناتها مدخَلات في نماذج هيدرولوجية عالية الدقة للتنبؤ بأحوال ثلاثة أنواع من الجفاف خلال الأخيرة، وهي: الجفاف الجوي (انخفاض هطول الأمطار)، والجفاف الزراعي (نقص رطوبة التربة)، والجفاف الهيدرولوجي (انخفاض التدفق المائي السطحي)، وفق ستيفن جورليك، الباحث الرئيسي في الدراسة، والأستاذ بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة.
 
والنبوءة تؤكد أن هذه الأنواع الثلاثة من الجفاف سوف يتزامن حدوثها معًا في آخر عقود المئوية، وسوف يتضاعف وقوعها أضعافًا مضاعفة؛ إذ تكرر خلال المدة المرجعية 8 مرات، في حين سوف يقع خلال الثلاثين عامًا 25 مرة.
 
كذلك رجحت الدراسة المنشورة في عدد أغسطس الماضي بدورية "ساينس أدفانسيز"، أن استقرار الأوضاع في سوريا بعد انتهاء الحرب والصراع، من شأنه الإسراع بوتيرة الجفاف في الأردن على نحوٍ أشد وطأةً مما قد تُحدثه التغيرات المناخية من أثر بمقدار الضعف، لا سيما بالنسبة لموارده المائية التي يحصل عليها من نهر اليرموك، الذي يأتيه من الأراضي السورية.
 
يشار إلى أن نهر الأردن تنبع روافده أيضًا من سوريا ولبنان وشمال فلسطين، وكذلك نهر العرام والزرقاء ينبعان من سوريا.
 
تعليقًا على الدراسة يقول جواد البكري -الأستاذ في قسم الأراضي والمياه والبيئة بكلية الزراعة في الجامعة الأردنية- للشبكة: ”رغم وجع المفارقة، فإن الاستقرار في سوريا ستتبعه تغيرات ديموجرافية، وازدياد للنشاط الحضري، إلى جانب تطوير حوض نهر اليرموك لاستخدامات زراعية، كلها عوامل تقود إلى سيناريو سيئ جدًّا بالنسبة لحصة الأردن من مياه نهر اليرموك“.
 
المقارنة التي عقدتها الدراسة تبيِّن أن الأردن سيستقبل من نهر اليرموك مياهًا أقل بنسبة تتراوح بين 51 و75%، بعد استقرار أحوال سوريا واستباب الأمن فيها.
 
وينبه البكري إلى الزيادة، غير الطبيعية، في عدد السكان وما يقابلها من طلب متزايد على المياه، ”فالأردن تعرَّض لموجات لجوء ونزوح على مر التاريخ، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد السكان في 60 عامًا من ربع مليون نسمة إلى 10 ملايين نسمة، وهي زيادة مطَّردة تجعله في مقدمة الدول من حيث معدل النمو السكاني في العالم، وتخفض حصة الفرد من المياه، ما يستدعي تطوير مصادر جديدة للمياه واستغلالها بشكل أمثل“، وفق البكري.
 
يقول جورليك لشبكة SciDev.Net: ”ثمة ضرورة لعقد اتفاقات جديدة لتقاسُم المياه أو شرائها في المستقبل“.
 
ويستطرد جورليك: ”مع ضرورة تمويل ومواصلة الجهود القائمة بالفعل لتطوير قدرة الأردن على إدارة المياه، مثل معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها“.
 
أما الخبير البيئي الأردني سفيان التل، فيرى ضرورة استغلال مياه الأمطار، مشيرًا إلى أن معدل التهطال على كامل مساحة الأردن يقارب 8 مليارات متر مكعب سنويًّا، وهي ”تذهب هدرا“.
 
يقول التل للشبكة: ”يفترض إقامة مئات الحواجز المائية (ترابية وصخرية وغيرها) في البادية الأردنية؛ لحجز هذه المقادير؛ ليتسنى لها التسرب إلى باطن الأرض؛ لرفع منسوب المياه الجوفية، المستنزفة بفعل الضخ الجائر“.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا