Skip to content

12/11/17

35 دقيقة توثق تغريبة علماء العرب

refugees documentry
حقوق الصورة:TWAS/ Nicole Leghissa

نقاط للقراءة السريعة

  • فيلم يوثق للعذاب الذي يكابده العلماء العرب اللاجئين
  • قضية العلماء العرب المهاجرين خرق اتسع على الراقع
  • إطفاء نيران الحروب هو السبيل الوحيدة لوقف نزيف الأدمغة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[البحر الميت] شهدت فعاليات المنتدى العالمي للعلوم أول عرض للفيلم الوثائقي ’علم في المنفى‘ الذي تنتجه ’أكاديمية العالم للعلوم‘.

يسلط الفيلم الضوء على الويلات التي يكابدها العلماء والمهنيون وطلبة العلم العرب في منافيهم ومهاجرهم القسرية، والتي تتجاوز ما قد يبحث عنه اللاجئ الفار من جحيم الحرب، سواء كان بيتًا يؤويه أم مصدر رزق يؤمِّن متطلبات الحياة له ولأفراد أسرته.

أما العالِم اللاجئ فهو ينشد أكثر من ذلك؛ إذ ”يبحث عن مختبر أو مركز بحثي ليستمر في إسهاماته العلمية“، كما توضح مخرجة الفيلم الإيطالية نيكول ليجيسا.

يعرض الفيلم كيف عصفت الحروب في سوريا واليمن والعراق بحياة أربعة باحثين، وكيف هربوا من أوطانهم؛ بحثًا عن الأمان، وعن فرصة لاستئناف أبحاثهم أو دراساتهم في دول المهجر.

الفيلم مدته 35 دقيقة، وأُنتج بدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا)، واستمر العمل عليه قرابة سبعة أشهر في كلٍّ من لبنان وتركيا، وفق ليجيسا.

عُرض الفيلم في ورشة بعنوان ’رحلة العلماء اللاجئين‘ في المنتدى الذي استمر خلال المدة 7 – 11 نوفمبر الجاري، وباح العلماء خلاله بهواجسهم، وشاركوا قصصهم في رحلة اللجوء، وكيف انتهى بهم المطاف من علماء إلى مهاجرين.

تقول ليجيسا لشبكة SciDev.Net: ”يوضح الفيلم أن رحلة العلماء اللاجئين صعبة، وأن فكرة البدء من جديد ليست خيارًا، وأنهم مستهدفون في زمن الحروب والصراعات“.

وتضيف ليجيسا: ”الأمر المحزن أن دولهم الأصلية عاجزة عن مساعدتهم، وبعضهم قد لا يجد فرصة للعمل في دول المهجر، وهو ما يُفقِد الكثير منهم الثقة بالنفس، في حين لا تزال البشرية بحاجة إليهم، فلديهم الكثير مما يستطيعون تقديمه لمراكز الأبحاث في مجتمعاتهم الجديدة“.

سجى الزعبي، إحدى أبطال الفيلم، تؤكد أن ”الأزمة في سوريا أثرت على الماضي والحاضر، وقد تؤثر على المستقبل، إذ أُفرغت سوريا من كثير من علمائها“.

ثمة تقديرات تصل بنسبة الأطباء السوريين اللاجئين إلى أكثر من 50%.

سجى، التي اضطرت إلى مغادرة سوريا متوجهة إلى لبنان، بعد تدهور الأوضاع الأمنية في دمشق، تعمل باحثةً في مجال علم الاجتماع، وقد ركزت أبحاثها الأخيرة على اقتصاديات الأسر اللاجئة في لبنان، وخاصة الأسر التي تعولها نساء.

ولا تزال الهواجس تطارد سجى وتؤرقها، مخافة أن يأتي اليوم الذي تُمنع فيه العملَ بالدولة المضيفة، ”عندها سأخسر كل شيء“، على حد قولها.

يؤكد الباحثون المشاركون في الورشة أن التحديات تبدأ بعد اللجوء؛ فالبحث عن عمل، والحصول على تصريح إقامة في بلد اللجوء، ومعادلة الشهادات العلمية، ووجود مؤسسات تتبنى العلماء، ومنح ومبادرات تؤمن لهم استمرارهم في مسيرتهم العلمية، كلها قضايا تواجه الباحث اللاجئ في وجهته الجديدة.

وعن مبادرات دعم الباحثين اللاجئين، تشير سيلين تامنيان -المستشارة الخاصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق إنقاذ العلماء، التابع لمعهد التعليم الدولي- إلى أن الصندوق منذ انطلاقه في عام 2004 أعطى قرابة 726 منحة في الماجستير والدكتوراة وما بعد الدكتوراة.

رقم يبدو هزيلًا، رغم أن الجهد يقينًا مشكور.

وتضيف سيلين أن أزمة العلماء اللاجئين بدت تتضح مع بداية الأزمة العراقية؛ إذ فر آلاف العلماء خوفًا من القتل والانتقام، وهنا بدأ البرنامج العمل معهم، واستطاع دعم 280 عالمًا عراقيًّا، وتغطية تكاليف بحوثهم ودراساتهم، ومساعدتهم في حقول العلم المختلفة، وهو ما يحدث الآن مع العلماء من سوريا واليمن ودول أخرى.

ورغم ما توفره منظمات أممية ومجتمع مدني من فرص ومنح للباحثين اللاجئين، إلا أن قضية العلماء اللاجئين خرق يتسع على راقعه.

”والحل يكمن فقط في وقف الحروب والصراعات، السبب الرئيس في نزيف الكفاءات البشرية خاصة في الشرق الأوسط“، كما أكد المتحدثون في نقاشات الورشة بعد عرض الفيلم.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.