Skip to content

16/11/14

بأرض عربية.. حضر العلم وغاب العلماء العرب

Salma EL- Kurdi
حقوق الصورة:TWAS 25th meeting/ Samir Mahmoud/ SciDev.Net

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

لفت انتباهي في الاجتماع الخامس والعشرين لأكاديمية العالم للعلوم TWAS الذي أقيم مؤخرًا في سلطنة عمان، قلة الحضور العربي من العلماء المنتمين لكتلة قوامها 22 دولة ونحو 400 مليون نسمة.
 
الاجتماع الذي ضم قرابة 500 باحث من أرفع القامات العلمية العالمية من مختلف دول العالم، شهد حضورًا عربيًّا باهتًا يشي بأننا حاضرون بقوة في كل شيء، غائبون أو مغيبون عن ملاعب العلوم وميادينها؛ للتفرغ لملاعب أخرى قد تكون مهمة لكنها وحدها لا تبني الأمم ولا تصنع المستقبل ولا تحقق التنمية!
 
الأمر لفت انتباه الباحثة الجنوب أفريقية، قريشة عبد الكريم، فقالت لشبكة SciDev.Net: ”أشعر بمزيد من الأسى حول أحوال العرب فيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا وحجم المشاركات العربية المتواضعة الآن مقارنة بالماضي“.
 
واستطردت قريشة: ”فقبل قرون، وبينما كانت أوروبا وما يصنف بالعالم الأول المتقدم يعيش في ظلام علمي ومعرفي، كان علماء العرب يحرزون نجاحات علمية جعلتهم روادًا في علوم الفلك والطب والهندسة والبصريات والفيزياء والكيمياء والجبر“، وتتساءل: ”فلا أدري لماذا هذا التراجع الملحوظ بحثًا وإنتاجًا ومشاركة؟“.
 
منتصر الطيب -الأستاذ السوداني بمعهد الأمراض المتوطنة بجامعة الخرطوم، والحائز جائزة TWAS في الطب- علق قائلاً: ”ثمة تحديات عديدة، أبرزها فكرة وروح الفريق في العمل العلمي، فالغرب يعمل بهذه الروح، والعرب يعملون بجهود فردية لمواجهة قضايا فرعية مثل توفير الدعم اللازم لإنجاز بحوثهم ودراساتهم، والوصول إلى التقنيات التي تعينهم على مواصلة العمل“.
 
وأشار الطيب إلى ضعف التشبيك العلمي بين العرب، فعن طريقه يحدث الاحتكاك العلمي وتبادل الخبرات والحضور بقوة في مثل هذه المحافل العلمية الدولية.
 
في المقابل كان للباحثة العربية الوحيدة التي نالت جائزة TWAS لعام 2013 سلمى الكندي رأي آخر، وقالت: ”قطعنا شوطًا لا بأس به في السلطنة لتجسير الفجوة الحاصلة في أعداد المهتمين بالعلوم والمشتغلين بها“.
 
وتروي سلمى: ”هنا في كلية العلوم تظل الكيمياء مركز العلوم وعليها إقبال كبير، وجهود الدولة لا تتوقف من دعم ومنح دراسية، ومجلس متخصص للبحث العلمي، وإن كنت فزت بالجائزة العام الماضي فقد فازت باحثة فلسطينية بجائزة 2014، فدعونا نتفاءل“.
 
سلمى لم تنكر وجود مشكلات، وتلخصها في: ”ضعف البنى التحتية العلمية، وغياب الفرق البحثية، وغياب ثقافة وقيمة العلم والبحث العلمي كأساس للنهضة والتنمية“، كما هو الحال في الغرب، وأضافت سلمى: ”لسنا أقل من غيرنا، لكن العقبات أكبر بكثير من قدراتنا وإمكانياتنا كأفراد“.
 
القضية ليست في عدد الحاضرين، صحيح أن لغة الأرقام لا تكذب ولا تتجمل، ولكنها تشي بأننا بتنا على بعد سنوات ضوئية من دول الجوار الآسيوية والأوروبية والغربية عمومًا، حين يتعلق الأمر بالإنتاج العلمي، والبحث والتطوير والتقنيات الحديثة وعلوم الصدارة، والقواعد العلمية والتكنولوجية. والموارد العلمية البشرية ثروة الأمم وأغلى أصولها، وهذا ليس تعميمًا، وإنما واقعنا الذي بات علينا أن نعترف به ، فالاعتراف أول خطوات تصحيح الأوضاع.
 
 
 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا