Skip to content

25/12/13

الاستفادة من علماء المهجر.. نصف العمى

Blog
حقوق الصورة: Hazem Badr/ Arab forum for scientific research and development

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

يقول المثل الشعبي المصري: "نصف العمى ولا العمى كله"، في إشارة إلى أنك إذا كنت مخيرا بين القليل واللاشيء، ففي هذه الحالة يكون القليل أفضل.
 
بهذا المنطق نفسه، ذهب الباحثون العرب المشاركون في المنتدى العربي الأول للبحث العلمي والتنمية المستدامة، الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس، إلى أنه ليس من الضروري أن نتمسك بخيار العودة الكاملة للباحثين العرب المهاجرين إلى أرض الوطن، طالما أن هذا الخيار أثبتت الأيام صعوبة تحقيقه.
 
وفي محاولة للتخلص من النمطية التي تميز النقاشات العربية لهذه القضية، كان الدكتور أسامة الريس -المدير العام لمدينة أفريقيا للعلوم في السودان- صريحا، عندما علق على مناقشات العلماء المهاجرين في الجلسة التي خصصت لهم في اليوم الأخير للمنتدى، الذي أقيم خلال الفترة من 20 إلى 22ديسمبر الجاري، بقوله: "لنكن واقعيين، لن يترك العلماء العرب المهاجرون مناصبهم، وحياتهم المرفهة ومستوى التعليم الجيد الذي يتلقاه أبناؤهم، لينقلوا إقامتهم لوطنهم الأم، ولكن يمكن أن يخدموا أوطانهم من مواقعهم بالخارج".
 
وقبل أن يسمع د.الريس الردود الحماسية التي ميزت عدة مداخلات للباحثين العرب، من عينة: "إنهم يردون جميل أوطانهم، هم لا يمنون عليها"، ضرب نموذجا لحالة د.أسامة عوض كريم، الأستاذ بمركز تكنولوجيا النانو بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، والذي يقدم خدمات لبلده من موقعه.
 
وقال موجها حديثه للدكتور أسامة، والذي كان من بين المحاضرين في الجلسة: "نعلم أنك تعطينا من وقتك أسبوعا كل عام، إضافة لاستضافتك لبعض الباحثين السودانيين في المركز من خلال برامج مشتركة، هذا ما نحتاجه، وإن زاد الأسبوع لعدة أيام أخرى فسيكون ذلك أفضل".
 
ورأى أن تكرار تجربة د.أسامة مع علماء آخرين في مجالات متعددة سيفيد بلا شك في تحقيق النهضة المرجوة، مضيفا: "تركيا حققت نهضتها بالاستعانة بعلماء المهجر، دون أن ينتقلوا للإقامة الدائمة في بلدانهم".
 
وفي محاولة لتسهيل دعم علماء المهجر لدولهم، طالب د.أسامة أن تتخذ الدول إجراءات توفر لهم مناخًا داعمًا، كإتاحة الجنسية المزدوجة للعلماء المهاجرين، ومنحهم حق التصويت في الانتخابات، وحق شراء الأراضي، والاستثمار من خلال المشاريع والبرامج الخاصة في دولهم الأم.
 
فهل تستطيع الحكومات جذب هؤلاء والاستفادة منهم وتقبل بـ"نصف العمى"؟ أم أنها ستستمر في نفس الطريق الذي يؤدي إلى العمى الكامل!
 
 
 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط