Skip to content

23/11/15

توصية بتجديد وإصلاح جامعات العالم الإسلامي

Muslim science tech award winner.jpg
حقوق الصورة:University of Salford Press

نقاط للقراءة السريعة

  • تعليم العلوم ببلدان العالم الإسلامي مركز بشكل ضيق للغاية، ولا يدفع الطلبة إلى التفكير الناقد
  • قلما يملك أعضاء هيئة التدريس بالجامعات قدرات كافية لاستخدام الأساليب الحديثة في التعليم
  • دعوة مفتوحة للانضمام الطوعي إلى شبكة للتميز في العلوم تطلق في مطلع العام المقبل

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] دعا تقرير أعدته لجنة خبراء دوليين إلى إصلاحات شاملة في جامعات العالم الإسلامي؛ بغية تحويلها إلى مؤسسات تقوم على الجدارة والاستحقاق من خلال التميز العلمي.

جاءت الدعوة تأسيسًا على مراجعة حال العلم، قامت بها فرقة عمل ’تعليم العلوم فى جامعات العالم الإسلامي‘، شملت استعراضًا لتصنيفها على الصعيد العالمي، وإنتاجها العلمي من حيث عدد الأبحاث المنشورة والاستشهادات بها، ومستوى الإنفاق على البحث العلمي والتطوير.

كذلك اعتمد تقرير اللجنة التي شكلتها ’مبادرة العلم في العالم الإسلامي‘ في مراجعته على مؤشرات أخرى، أهمها مقارنة أرقام جامعات العالم الإسلامي وتلك التي لدول مماثلة من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد.

”ما كان مفاجئًا بشكل خاص هو قلة ما نعرفه عن عدة جوانب مهمة من العلوم في جامعاتنا“، على حد قول أسامة أطهر، رئيس فرقة العمل، ومؤسس المبادرة.

ويضيف أطهر لشبكة SciDev.Net: ”نحن بحاجة لمزيد من البيانات على مستوى أرفع لنتمكن من إجراء تشخيص أفضل، وبالتالي الوقوف على المشكلات“.

من ثَم ناشدت فرقة العمل هيئات دولية مثل أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، التعاونَ في جمع البيانات حول الجامعات وتبادلها بشكل أفضل فيما بينها.

وخلص التقرير إلى أن الحالة العامة للعلوم ”تبقى ضعيفة“، وساق على ذلك دلائل عدة، منها أن عدد الحائزين على جائزة نوبل في العالم الإسلامي قليل جدا (3 فقط، منهم واحد عام 2015)، كلهم عاش وقام بأبحاثه في بلدان خارج العالم الإسلامي.

صورة قاتمة رسمها التقرير الذي نُشر في 29 أكتوبر الماضي، حين ذكر أن أقل من عشر جامعات داخل العالم الإسلامي يقع ضمن الأربعمئة الأولى في التصنيفات العالمية المختلفة، ولا تقع أي واحدة في المئة الأولى.

من هنا دعت اللجنة إلى إعطاء الجامعات صلاحيات أوسع في التجديد.

وفي حين يمثل العالم الإسلامي ربع سكان العالم، فإنه يسهم بنحو 6% فقط من الأبحاث الأكاديمية المنشورة، 1.6% من براءات الاختراع في العالم، 2.4% من الإنفاق على البحث العلمي.

أما الدول الإسلامية فمتوسط استثمارها في البحث والتطوير أقل من 0.5% من ناتجها المحلي، باستثناء ماليزيا التي تنفق أكثر بقليل من 1% والذي يقل عن المتوسط العالمي البالغ 1.78%، في حين أن معظم الدول المتقدمة تنفق ما يصل إلى 3%.

لكن أبو القاسم البدري، مدير إدارة العلوم والبحث العلمي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ’أليكسو‘ يقول إن التقرير يقدم مقارنات غير عادلة بين الجامعات في الدول الإسلامية ونظيراتها في الدول المتقدمة.

”وينتقد التقرير الوضع، لكنه لا يقدم حلولا لواضعي السياسات إسهامًا في إقامة النظام الوطني للابتكار الذي يربط بين الجامعات ومراكز البحوث والقطاع الخاص مباشرة“، وفق البدري. 

بيد أن فرقة العمل سوف تدعو عددًا قليلًا من الجامعات الرائدة لتشكيل شبكة للتميز جديدة للجامعات للعلوم بهدف الإصلاح.

وجاء في التقرير أن عدد الأبحاث المنشورة من العالم الإسلامي يجري الاستشهاد بها بمقدار أقل من مثيلاتها من الدول الأخرى؛ ففي المدة من 2006 إلى 2015، كان معدل الاستشهادات بكل ورقة هو 5.7، مقارنة مع 9.7، 13.8 بالنسبة لجنوب أفريقيا وإسرائيل على التوالي، ما قد يعكس عوائق مالية أو سوء سمعة، أو كليهما.

ومن أسف ألا يُدرَج على قائمة مجلة نيتشر للمئة ورقة الأكثر تأثيرًا (استشهادًا) المنشورة منذ عام 1900 أي ورقة مؤلفها الرئيس من العالم الإسلامي.

كما أن معدل عدد العاملين في مجالات العلوم في بلدان العالم الإسلامي هو 600، لكل مليون من السكان، باستثناء تونس وماليزيا البالغ معدلهما 2000 لكل مليون من السكان، أما في إسرائيل فهو يبلغ 9000.

ورغم قتامة الصورة فإن تيسير أبو النصر -العميد السابق لكلية الهندسة في جامعة أوتاوا بكندا، والتي عادت مؤخرا إلى مصر- ترى أن التقرير مفيد؛ لأنه يجمع المعلومات في مصدر واحد لصانعي القرار.

وتقول للشبكة: ”ينبغي للحكومات ربط زيادة التمويل للجامعات مع ما يتحقق“ من أهداف وطنية واضحة للتعليم والبحوث.

ولا يخلو التقرير من إشارات إلى تحسن طفيف؛ فهو يؤكد تضاعف حجم الإنتاج العلمي لمعظم البلدان التي شملتها المراجعة، لا سيما خلال المدة ما بين 2006- 2015 إلى ضعفي ما كان عليه مقارنة بالعقد السابق أو ثلاثة أضعاف.

وطبقًا للتقرير ارتفعت معدلات نشر البحوث العلمية في كل من قطر وماليزيا إلى 7.7 و5.8 أضعاف، على التوالي.
 
أيضًا شهدت أعداد البحوث المنشورة موزعة على الناتج المحلي الإجمالي للفرد ازديادًا، خاصة في مصر وإيران وباكستان وتركيا.
 
هذه الحقائق حدت بالتقرير إلى إصدار توصيات كان من اللافت دعوتها إلى اعتماد منظومات تعليمية أوسع لطلبة العلوم والهندسة، تشمل مواد تدرس الإنسانيات والاجتماعيات واللغات وأدوات التواصل، وتدريس مواد فلسفية وتاريخ العلوم، كما في العصر الذهبي من الحضارة الإسلامية.
 
في حين دعت اللجنة إلى عدم التسامح مطلقًا مع الانتحال وسوء السلوك الأكاديمي بأي شكل من الأشكال. 

 

 
الخبر منشور بالنسخة الدولية يمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي:

Science in Muslim world improved but still dismal