Skip to content

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 

إذا كنت تأمُل العملَ في مجال إنتاج الأخبار العلمية للتلفزيون، فكُن مستعدا للمهمة الشاقة لتعبئة المعلومات. لن يكون عليك مجرد اختصار أشهر من البحث -أو سنوات على الأرجح- في دقيقتين إلى ثلاث دقائق من البث، بل وكذلك تجميل قصتك بطريقة تضمن جعل معظم العلماء ينحنون لك احترامًا. وتتمثل مكافأتك في الوصول إلى مئات الآلاف، أو حتى ملايين المشاهدين، الذين يستحقون بالفعل مدخَلاتك الإبداعية.

إن التلفزيون معني بالترفيه أولا وقبل كل شيء، وبالتالي يجب أن تتضمن الأخبار المعروضة فيه معلومات سريعة ومفعمة بالحيوية. عندما يجلس الناس أمام التلفزيون في نهاية اليوم، فهم لا ينتظرون أن تُلقى عليهم محاضرات. ولذلك، عندما تخطط لقصة إخبارية للتلفزيون؛ عليك أن تضع في اعتبارك قيمتها الترفيهية. لكن لا تدع ذلك يثبّطك؛ فمن الممكن دائما أن تدس معلومات حقيقية بين الأمور الخفيفة.

اختيار القصة

تتعلق الأخبار بالحقائق الثابتة، والجدال، والابتكارات، والترفيه أحيانا، ولكن ليس ثمة قصص علمية "صحيحة" أو "خاطئة" بالنسبة للأخبار التلفزيونية. فباستخدام الحبكة المناسبة، أو المقابلات المهمة أو المفعمة بالنقاش، واستخدام سيناريو جيد وتصوير متميز، حتى القصص العادية تمامًا يمكنك تحويلها إلى شيء ممتع. حاول أن تجد قصصًا جديدة، وأن تتحدى الأساليب التقليدية في التفكير.

وضع أسس جيدة

بعد تحديد قصتك الإخبارية المحتملة والحصول على الموافقات اللازمة لإنتاجها، عليك أن تُجري بحوثا مستفيضة حول موضوع القصة. وحتى لو كنت تعتمد على ضيوف مقابلاتك لتوفير كافة المعلومات، فمن الأفضل أن تقوم بالدردشة معهم عبر الهاتف قبل أن تتوجّه لتصوير المقابلة معهم؛ لتكوين فكرة عن اللقطات التي ستحتاجها، وعن الأسئلة التي تود طرحها أمام الكاميرا. عليك البحث عبر شبكة الإنترنت وفي الكتب؛ للحصول على المعلومات الأساسية حول الموضوع، كما ستحتاج دون شك إلى الحديث مع الأشخاص الذين تعرفهم في هذا المجال للحصول على فهم أعمق لموضوع القصة.

وفور أن تمتلك قاعدة معرفية جيدة إلى حد ما، عليك الترتيب لإجراء مقابلات أمام الكاميرا مع الأشخاص المناسبين. وبالنسبة للقصص الإخبارية، لن تحتاج إلى أكثر من مقابلتين، لكن يمكنك أن تزيد هذا العدد إلى ثلاثة إذا كانت قصتك مثيرة للجدل أو تستلزم طرح وجهات نظر إضافية.

عليك إعداد سيناريو مكتوب لإرشادك أثناء التصوير. من الممكن أن تتجاهل هذا السيناريو الأولي أثناء عملية التحرير، لكنه من الأهمية بمكان أثناء الإعداد للتصوير؛ لإبقائك على الطريق الصحيح وسط ضغوط الوقت والحمل الزائد للمعلومات. وتساعدك مسودة السيناريو أيضا على اختيار الجوانب الرئيسية للقصة والتركيز عليها.

يتيح لك التخطيط الجيد أن تكون أكثر استرخاء أثناء التصوير، وبالتالي أكثر إبداعا بكثير. وقبل أن تغادر مكتبك، يجب أن تكون لديك فكرة ما عن اللقطات التي ستحتاج إليها.

عند إرسال قصتك، ستحتاج محطة الأخبار إلى معلومات حول الحقوق والأسماء، والتي تشمل أسماء أفراد الطاقم وضيوف المقابلات وأية معلومات أخرى ذات صلة، مثل عناوين الضيوف أو جهات عملهم. وقد تتطلب بعض المحطات ترجمة لبثها بلغات مختلفة. وستحتاج إلى توفير "كود زمني" لألقاب الضيوف وللترجمة النصية. إن المحطات المختلفة لها متطلبات مختلفة، ولذلك يجب التأكد من تعبئة النماذج الخاصة بكل منها، أو اسألهم عما يحتاجون إليه.

حبكة القصة الخاصة بك

بالنسبة للأخبار التلفزيونية، يجب أن تكون حبكة قصتك من البساطة بحيث يمكن عرضها خلال فترة بث لا تزيد عن ثلاث دقائق. يمكنك استغلال أول 30 ثانية في التعريف بالموضوع، وأن تقوم خلال الدقيقة التالية بمناقشة البحوث الجديدة، ومن ثم تخصيص الدقيقة التالية لعرض أوجه الخلاف المتعلقة بالبحث أو التركيز على جانب معين منه، أما آخر 30 ثانية فتُستخدم في اختتام الموضوع.

من الممكن أن يكون الختام إما تعليقًا أو جزءًا من المقابلة، لكن عليك أن تحاول تجنّب استخدام شخص في آخر لقطة. وحتى لو كانت لديك فترة بث أطول، فمن المستحب أن تحتفظ بالهيكلية نفسها تقريبا.

تقنية إجراء المقابلات الجيدة

تمثل الكاميرا آلةَ بثٍّ للخوف بشكل لا يصدق، وخصوصا عندما يعلم ضيوفك مقابلاتك أن مئات الآلاف من الأشخاص قد يشاهدون ما يقولون. يتمكن كثير من الناس من التغلب على عصبيتهم، ومن ثم تقديم إجابات معقولة وغنية بالمعلومات، لكنك قد تحتاج لتهدئة بعض الضيوف. هناك أسلوب مفيد هنا، وهو تشغيل الكاميرا وأنت لا زلت تدردش معهم على نحو مريح، ومن ثم المتابعة بلطف حتى تطرح الأسئلة التي تريد تسجيلها.

وإذا كان موضوعك مثيرًا للجدل، تأكد من أن ضيفك على علم بأن الكاميرا تقوم بالتصوير، لكن احفتظ بسلوكك الحواري ونبرتك الودية لمساعدتهم على الاسترخاء. وحتى لو كنت تهاجم ضيفك على الهواء، تأكد من كون علاقتك معه ودية. وإذا كنت توجّه الأسئلة، فحاول أن تجد شخصا آخر للقيام بمهمة التصوير.

وفي قصة إخبارية مدتها ثلاث دقائق، هناك القليل من الوقت لتناول المناقشات العلمية المعقدة. ولكن إذا كان اكتشاف يمكنه أن يؤدي إلى قدر كبير من إعادة التفكير، فمن المهم لمقابلة معلق مطّلع على القضية بشأن الآثار المترتبة على البحث المعني. وفي هذه الحالة، ستحتاج إلى اتخاذ بعض القرارات الصعبة حول كيفية تخصيص وقت البث (انظر دليل تفسير القضايا الخلافية لوسائل الإعلام والجمهور).

أفضل اللقطات

بمجرد أن تصل إلى الموقع، عليك استكشافه لإيجاد أفضل المواقع لإجراء المقابلات، على أن تضع عنصر الصوت في اعتبارك- فأنت لا تريد إجراء مقابلة مع شخص ما على أحد جانبي طريق سريع صاخب. اطلب من ضيفك أن يرشدك إلى المواقع المثيرة للاهتمام، أو إلى اللقطات التي من شأنها أن تدعم ما يقوله.

فكر بطريقة 'اعرض وتكلّم': قُم بالتصوير بهدف إبراز البحث بصريا. تلاعب بالزوايا المختلفة، مع التأكد من التصوير المباشر للمقابلات، ومن ثم الاقتراب من موضوع قصتك. استخدم اللقطات المتحركة بقدر الإمكان، واطلب من ضيوفك عرض أمثلة على أبحاثهم أثناء حديثهم عنها.

يمثل التلفزيون وسيلة بصرية، فأنت تنقل المعلومات من خلال الصور التي يتوجب أن تروي القصة. إذا كان لديك متسع من الوقت وكان ضيفك على استعداد لذلك، فمن الملائم اختيار موقع يتعلق بهذه القصة، إن لم يكن الموقع الفعلي للأحداث.

وعلى سبيل المثال، إذا تم العثور على أدلة جديدة تشير إلى وجود حياة في حمم بركانية تعود إلى 3500 مليون سنة خلت، فمن الصعب أن تقوم برحلة سريعة إلى أعلى الجبل المعني، ولذلك يمكنك على الأقل أن تحاول التصوير بقرب تكوينات جيولوجية مماثلة في مكان قريب منك. كما يمكن توضيح قصص الكيمياء باستخدام أنابيب اختبار تحتوي على سوائل فوارة. وإذا كانت قصتك تدور حول أحد المستنقعات، فبوسعك تصوير ضيوفك وهم يخوضون حتى الركبة في الطين الذي تنمو فيه أعشاب البرك.

ومهما فعلت، فلا تخف من أن يبدو مبتذلا: فإذا بدا جيدا وكانت معلوماته صحيحة، فاستخدمه!

الاهتمام والحيوية

إذا أجبرك ضيق الوقت على مقابلة شخص ما في مكتبه، فمن المفيد دائما أن تُعد مكان التصوير بحيث يتضمن شيئا جذابًا بصريًّا -سواء كان باقة من الزهور أو مجموعة من الأحافير- من دون تعقيد الصورة أكثر من اللازم. لكن عليك أن تتسم بالحساسية لموضوعك، فأنت لا تريد لمشاهديك أن يعجبوا بنسر محنّط في حين يتحدث ضيفك عن فيزياء البلازما.

وهناك الكثير مما يعتمد على ضيوفك: فإذا كان ضيوفك يتسمون بالقوة، أو بقدر معتدل من الفكاهة أو الحيوية، فعليك أن تعتمد عليهم قدر الإمكان في نقل القصة للجمهور. ومن بين أفضل الطرق لعرض المعلومات المعقدة: تلبيسها بالفكاهة أو بعامل "الإبهار". استخدم النكات الخفيفة واسخر بلطف من ضيوفك. لا تخف من حملهم على القيام بأشياء غريبة، مثل تقليد حركات الحفرية التي اكتشفوها مؤخرا.

لا تنس تسجيل المسارات الصوتية الطنانة -أي صوت الموقع عندما لا يتحدث فيه أحد- فستحتاج إليه أثناء المونتاج.

وإذا كان لديك وقت إضافي أثناء التصوير، فمن المؤكد أن الأمر يستحق تصوير لقطات أكثر مما تعتقد أنك ستحتاج إليه، وذلك لتجنب نقص الصور الصالحة للاستعمال. ولكل خمس دقائق من التصوير، عليك أن تحصل على دقيقة واحدة من اللقطات الصالحة للاستعمال، وهي نسبة 5:1.  لذلك لا تخجل، وتذكر أن شريط التصوير زهيد الثمن.

التجميع

من المرجح أن تكون عملية التحرير (المونتاج) هي الجزء الأكثر فائدة ومتعة في هذا العمل؛ فهذه هي النقطة التي ستقوم فيها بتجميع المفاهيم معا لإنتاج قصتك. ولكن عليك أن تحذر: قد يستغرق التحرير وقتا أطول بكثير مما قد تتوقعه؛ فمن الممكن أن تستغرق عملية التحرير الجيد ساعة كاملة لكل دقيقة واحدة من القصة الصالحة للبث، وأحيانا أطول من ذلك. وعند هذه النقطة، ستقوم بكتابة السيناريو النهائي، ومن ثم بناء القصة حول المقابلات التي أجريتها.

عليك الانتباه إلى الصوت بكل دقة؛ فالأذن لا ترحم، ولذلك فقد يكون من المزعج ألا تستمع لصوت الريح عندما تشاهد لقطات لإعصار، على سبيل المثال. تأكد من اختيار أجزاء المقابلة التي يسهل سماعها، وليس تلك المكتومة بفعل أصوات أخرى.

قد يكون من الصعب تحقيق التوازن بين الصوت الطبيعي للموقع وبين المقابلات. اعمل مع مهندس الصوت حتى تصل إلى المزيج النهائي المناسب لموضوعك، على الأقل حتى تتعلم المهارات التي تحتاج إليها.

يتمثل تحرير الفيديو في تجميع اللقطات بحيث تحكي قصتك بطريقة مُبهجة للعين. هناك بعض القواعد العامة التي يمكن أن تفيدك؛ كما قد تحتاج في البداية إلى الرجوع إلى الكتيبات أو الدلائل الإرشادية المعنية. وبمرور الوقت، ستجد أنك تطوّر أسلوبك الخاص  واختياراتك. ومن المفيد دائما أن تحتفظ بأقوى لقطاتك لعرضها في بداية قصتك المصورة ونهايتها.

بالنسبة للأخبار، اجعل تحريرك بسيطا دون تعقيد. استخدم أسلوب القطع مباشرة طوال البث، وتجنب أسلوب تلاشي الصور، ولا تفكّر في استخدام تقليب الصفحات أو ما يشبهها من مؤثرات. وفي بعض الأحيان، يكون القَطْع التدريحي ضروريا لتنعيم اللقطات المهتزة، لكن من الأفضل تجنبه إذا أمكن ذلك.

اجعل تحريرك واضحا ومفعما بالحيوية. استخدام عددًا من اللقطات القصيرة التي تستغرق من ثلاثة إلى أربع ثوان بدلا من منظر أفقي أو مائل واحد طويل. تأكد من أن لديك نسبة جيدة من اللقطات المقرّبة. وإذا احتجت إلى إجراء تعديلات تقنية -مثل تصحيح الألوان- فعليك الاستعانة بمحرر (مونتير) محترف.

قد تحتاج إلى تسجيل تعليق على القصة. عليك أن تتحقق مما إذا كانت المحطة تريد استخدام صوتك أو صوت مذيع آخر.

المزج النهائي

إن المزج النهائي هو المرحلة التي تقوم فيها بتنغيم وإكمال مسار الصوت الخاص بقصتك- يمكنك إضافة صوت الطبيعة إذا لزم الأمر، أو المؤثرات الصوتية المناسبة إذا كانت هذه ستفيد القصة.

يجب أن يكون لديك مساران اثنان للصوت؛ واحد يمثل مزيجًا كاملا بما في ذلك التعليق، ويمثل الآخر مزيجا يتضمن صوت الطبيعة والمقابلات، ولكن دون تعليق. وسيستخدم هذا المسار الثاني إذا قامت محطات تبث بلغة مختلفة باستخدام قصتك مع إضافة التعليق الخاص بها.

تذكّر أن تراجع مع المحطة متطلباتها المحدّدة؛ فقد ترغب، على سبيل المثال، في وجود ثانيتين من الصوت دون صورة في بداية ونهاية الشريط، أو ثانية واحدة من الصور دون صوت لمزجها. تنتهج المحطات طرقًا مختلفة للعمل، ولذلك عليك أن تتحقق منها في كل مرة.

إضافة لمسة من المرح

إن إنتاج الأخبار العلمية للتلفزيون يمثل مهمة شاقة ومطلوبة، وخاصة إذا كنت تعمل ضمن وقت محدود. لكنها تزودك أيضا بقدر هائل من المتعة من خلال العثور على طرق مثيرة ومبتكرة لطرح مفاهيم جديدة. ولذلك، استمتع بعملك ودع خلايا دماغك المتعلقة بالترفيه تُدير العرض.