Skip to content

15/01/15

س و ج.. مع جون برايت عن العلوم والتنمية المستدامة

John+boright 2
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Second Arab-American Frontiers of Science/ Samir Mahmoud

نقاط للقراءة السريعة

  • شباب الباحثين العرب المتميزون يجتمعون بأقرانهم الأمريكان لطرح الأفكار وتبادل الرؤى والخبرات
  • اللقاءات تتمخض عن أفكار بحثية جديدة، وشراكات علمية، ومشروعات بحثية تنموية، وزمالات جديدة
  • المياه والنفط يستحوذان على اهتمام حضور الندوة الثانية للرواد العرب والأمريكان الباحثين في العلوم

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

نحاور المدير التنفيذي للشؤون الدولية بالأكاديمية الوطنية للعلوم بأمريكا عن ندوة رواد الباحثين العرب والأمريكان

”لم يعد الحديث عن العلوم والتكنولوجيا رفاهية حينما يتعلق الأمر بقضايا حيوية تهم مناطق عديدة في العالم من بينها المنطقة العربية، فلا معنى لأي حديث عن الأمن الغذائي أو استدامة الموارد دون بحث علمي جاد وسياسات علمية صارمة“.

بهذه العبارة يشدد جون برايت -مدير مكتب الشؤون الدولية للأكاديميات الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية- على ضرورة تجاوز الطرح النظري والاستغراق في توصيف تحدياتنا، والانطلاق نحو وضع السياسات العلمية والتكنولوجية التي تربط أضلاع مثلث البحث والتطوير مع التقنية والابتكار من جهة، والتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة من جهة أخرى.

يعتقد برايت أن العالم يواجه تحديات لا حدود لها، تقتضي تحركات فورية وجذرية تتطلب قدرًا من التعاون والشراكة والتشبيك العلمي بين الباحثين المتميزين في مجالات بحثية تمثل علوم الصدارة للعقدين المقبلين على الأقل.

ويقول: ”هذا ما نحاول تحقيق جزء منه من خلال ندوات الرواد العرب والأمريكان في العلوم والطب والهندسة“، والتي بدأت أولاها في الكويت عام 2011.

برايت، الحاصل على الدكتوراه في الفيزياء من جامعة كورنيل بالولايات المتحدة، سبق أن شغل عدة مناصب حكومية حيوية في الإدارات الأمريكية، بعضها يتعلق بالأمن القومي والشؤون الدولية، وأغلبها يتصل بالسياسات العلمية والتكنولوجية بالمكتب التنفيذي الرئاسي؛ إذ خدم نائبًا للمدير المساعد للأمن القومي والشؤون الدولية بمكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا وهو مكتب تنفيذي للرئيس، وهو مدير قسم البرامج الدولية في مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، ومستشار الشؤون العلمية والتكنولوجية بسفارة الولايات المتحدة في باريس سابقًا.

التقت شبكة SciDev.Net برايت خلال انعقاد الندوة الثانية للرواد العرب والأمريكان الباحثين في العلوم والطب والهندسة، المنعقدة في مسقط بسلطنة عمان منتصف ديسمبر الماضي، وأجرت هذا الحوار معه حول الهدف من الندوة، ورؤيته في قضايا العلوم والتكنولوجيا، وبعض تحديات التنمية المستدامة.

ما هي فلسفة ندوة الرواد العرب والأمريكان الباحثين في العلوم والطب والهندسة؟

ولدت الفكرة في واشنطن قبل عام 2010، وكان جوهرها خلق منصة علمية متميزة تجمع شباب العلماء من مختلف البلدان العربية بأقرانهم من الجامعات الأمريكية ومختلف المراكز العلمية والبحثية والقطاعات الصناعية التي تقود مسيرة البحث والتطوير في العالم.

وكان هدفنا طرح الأفكار وتبادل الرؤى والخبرات، ومناقشة التحديات والمشكلات التي تعوق التنمية في مجالات عدة، منها: الزراعة والموارد المائية وسبل تحقيق الأمن الغذائي، الطاقة وبدائلها، البيئة وتحديات التغيرات المناخية، الأمراض والأوبئة وسبل المواجهة العلمية السليمة لها، هندسة المواد وتطبيقات النانو وعلوم الذرة والليزر، وغيرها من المجالات الحيوية التي باتت تشكل عصب حياتنا.

هل لك أن تعطينا فكرة عن حصاد الندوة الأولى عام 2011؟

جمع لقاء الكويت عددًا كبيرًا من شباب الباحثين العرب المتميزين، وتمخض عن أفكار بحثية جديدة، وشراكات علمية عربية أمريكية، ومشاريع بحثية تنموية، وزمالات جديدة، وفرص نشر علمي بالدوريات المرموقة.

وبمرور الوقت سيصبح لدينا أجيال متميزة من العلماء والباحثين الذين يقودون دفة التنمية والتقدم، كلٌّ في تخصصه، وهذا جعلنا أكثر حماسة، لا لعقد ندوة ثانية فحسب، وإنما لمواصلة سلسلة من اللقاءات العلمية المستمرة المبنية على احتياجات ومشكلات جوهرية.

من واقع مسؤولياتك عن الأنشطة العلمية الدولية، ماذا عن مشاركة المرأة في العلوم ونسبها المتواضعة، خاصة في العالم العربي؟

هذه واحدة من أولوياتنا التي وعينا لها في مختلف برامجنا وأنشطتنا، والتي يجب أن تعيها مختلف الدول على المستوى المحلي، والحقيقة أن نسبة مشاركة المرأة ليست مشكلة عربية، فالنسبة قليلة حتى في أمريكا، ولكن جهودًا قصوى تبذل في هذا الصدد.

 ففي ندوة الكويت كانت نسبة حضور المرأة نحو 35% من إجمالي المشاركين، وهي نسبة جيدة جدا، وفي ندوة السلطنة كانت هناك مشاركة نسائية معتبرة، فعدد المشارِكات بأوراق عمل وعروض من العالِمات يبشر بأننا على الطريق الصحيحة.

يتخوف البعض من هدر محتمل للوقت والجهد والمال والتنظيم الفائق لمثل هذه الملتقيات العلمية المهمة، دون أن يكون لها مردود حقيقي ملموس.

دعني أتحدث عن اللقاء الأول قليلاً، لك أن تتخيل أن يلتقي باحثون من مجالات الكيمياء الحيوية مع متخصصين في الهندسة الميكانيكية والرياضيات والفيزياء بمجالاتها المتنوعة، وعلماء في الطاقة والبترول والجينات، ومتخصصين في الأقمار الصناعية والمسح الجوي، والموارد المائية والزراعة، وبعض مجالات الطب مثل المتخصصين في أمراض السكري، يعرضون أفكارًا متنوعة، ويطرحون حلولاً مبتكرة توظف تقنيات جديدة، وتحتاج دعمًا علميًّا وبحثيًّا وتمويليًّا وشراكة وتعاونًا، وهذا مهم في حد ذاته.

ويكفي أن استطلاعًا للرأي عقب أعمال الندوة الأولى أكد فيه 87% من المشاركين أن الندوة كانت مهمة وملهمة فيما يتعلق بتوليد أفكار بحثية جديدة في مجالات أعمالهم، كما دفعت الباحثين إلى توسيع دائرة التفكير البحثي خارج منظومة عملهم، ما يؤدي إلى الانفتاح على تجارب أخرى عربية وإقليمية ودولية.

سيطرت على أعمال الندوة الثانية هنا بمسقط مخاوف بشأن الفقر المائي والحروب المائية، ما تعليقك؟

لست خبيرًا في المياه، ولكن أثيرت في هذا الموضوع نقاط، أبرزها إدارة موارد المياه بشكل رشيد، وكذلك رفع الوعي باستخدامات المياه وخطورة الهدر المائي، وفهم أهمية تنظيم النماذج الهندسية والتطبيقات المتعلقة ببدائل المياه وسبل الاستفادة منها.

والفكرة الأكثر إثارة فيما يتعلق بتقنيات معالجة المياه ومدى تقبل الجمهور لاستخدام المياه المعالجة، خاصة مياه الصرف.

والفكرة الرئيسة التي خرجت بها هي أن بدائل المياه أمر معقد ومتشابك ومكلف أيضًا، وحتى نقرر الذهاب لخيار ما من هذه البدائل، فلا بد أن يكون مبنيًّا على أسس علمية ومنهجية صارمة تراعي الكلفة والفعالية والجدوى من جهة، وكذلك الاستدامة وعدم التأثير على البيئة والموارد الأخرى من جهة أخرى، فالكويت مثلاً تختلف في ظروفها عن الأردن، وتلك تختلف عن مصر أو عمان، سواء من حيث معدلات الاستهلاك ونوعية الاستخدام، وحجم الاحتياج المائي وسبل إدارته، ومن ثم كلفة البدائل الأخرى، في ضوء تركيبة السكان وتعدادهم، وأنماط الحياة والمعيشة، ومدى الاعتماد على الزراعة أو الانخراط في الأنشطة الصناعية، وهي أمور بالغة التشابك والتعقيد.

تنهار أسعار النفط بشكل ملحوظ عالميًّا، في وقت تتزايد فيه مخاوف البعض واعتراضاتهم على اللجوء للنفط والغاز الصخري بديلاً للنفط التقليدي، ما تعليقك؟

هذا سؤال مهم للغاية، لا لتراجع أسعار النفط التقليدي فحسب، ولكن لما يتعلق باعتراضات بيئية واقتصادية عديدة على عمليات تكسير الصخور هيدروليكيًّا لاستخراج النفط والغاز الصخري، فهي عملية مكلفة وتستهلك كميات كبيرة من المياه.

ما أعتقده أن الغاز الطبيعي مثلاً يظل مصدرًا عالميًّا ومن الأصول المهمة للطاقة، لكن يظل أمر الأسعار والبعد الاقتصادي وكذلك استخدامات الغاز والمياه في غاية الأهمية، ولا يجب إغفالها.

علينا ألا ندفن رؤوسنا في الرمال، ليس فقط في المنطقة العربية ولكن في العالم كله، الذي بدأت بوادر ثورة نفط وغاز صخري تظهر في بقاع عديدة منه.

 وما نحتاجه فعليًّا هو دراسة جدوى شاملة لهذا المورد الجديد، وتحديدًا جدوى الاقتصاديات وأعباء الإنفاق على تقنيات الكشف والتكسير والمعالجة، ونسب المياه المهدرة في هذه العملية وكمياتها، مقارنة بأسعار النفط الحالية، وليس فقط التركيز على حجم الاحتياج الفعلي للطاقة خلال السنوات المقبلة.
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا