Skip to content

18/10/17

سرف أغنياء العالم في اللحم سبب مقاومة المضادات الحيوية

meat consumption and drug resistance
حقوق الصورة:Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • قد يساعد خفض استهلاك لحوم حيوانات المزارع في الحد من مقاومة المضادات الحيوية
  • توصية بتقييد استخدام المضادات الحيوية في مزارع الحيوانات وفرض رسوم عليها
  • في الغالب ينصب اهتمام المسؤولين على الإنتاج الكمي للحوم لا الكيفي

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[جاكرتا] يمثِّل خفض استهلاك اللحوم إحدى استراتيجياتٍ ثلاث يوصي بها فريق دولي من العلماء؛ بغية التصدِّي لتفاقُم مشكلة مقاومة المضادات الحيوية التي نشأت عن استخدامها بإفراط في تربية الماشية.

ومن وصاياهم أيضًا، وضع قيود على استخدام المضادات الحيوية في مزارع الماشية، وفرض رسوم على مشتريها؛ لرفع كلفتها، ما قد يسهم في الحد من استخدامها، وفق ما جاء في الدراسة التي نُشرت بمجلة ’ساينس‘ في آخر سبتمبر المنصرم.

تستهلك حيوانات المزارع نحو 80% من المضادات الحيوية كافة. ويلجأ المزارعون إليها بغرض تحسين التغذية والنظافة ضمانةً لصحة مواشيهم وسلامتها؛ إذ تُعطاها عادةً عن طريق العلف الحيواني أو الحَقن بجرعات منخفضة.

رغم ذلك، تحولت حيوانات المزارع إلى أس مشكلة مقاومة المضادات الحيوية، وفق الدراسة.

وفي سبتمبر 2016، سلّطت الجمعية العامة للأمم المتحدة الضوء على الحاجة المُلحَّة للحد من استخدام المضادات الحيوية في مزارع الحيوانات؛ لكونه السبب الرئيسي في المقاومة التي تلقاها.

ومن المتوقع أن يصل ما يستهلكه العالم من مضادات حيوية للغرض السابق إلى ما يزيد على 200 ألف طن بحلول عام 2030، في حين قُدِّر هذا الاستهلاك بنحو 131 ألف طن في عام 2013.

وبينما تبذل بعض البلدان جهودًا لتقليل استخدام المضادات الحيوية في مزارع الحيوانات، لا يزال يتعين عليها تقييم النتائج، على حد زعم رامانان لاكسميناريان، مدير مركز ديناميات الأمراض والاقتصاد والسياسة في واشنطن، وأحد المشاركين في إعداد الدراسة.

وقد نصحت الصين -أكبر مستهلك للمضادات الحيوية في المزارع- مواطنيها بخفض استهلاك اللحوم إلى 40-70 جرامًا للفرد يوميًّا، وهو ما يعادل نصف الاستهلاك الحالي تقريبًا.

وعلى سبيل المقارنة، يبلغ استهلاك الولايات المتحدة العالي جدًّا، 260 جرامًا من اللحوم للشخص الواحد يوميًّا. أما أوروبا فقد فرضت قيودًا على الاستهلاك، واقترح البنك الدولي فرض "رسوم استخدام" على مُشتري المضادات الحيوية لحيوانات المزارع.

ولم تصل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الحد الأدنى المستهدَف لاستهلاك الفرد للُّحوم سنويًّا (70 كجم)، باستثناء دولتي الإمارات والكويت، كما يوضح حمدي عبد السميع، أستاذ صحة الأغذية بجامعة بنها في مصر، الذي يرى أن التوصية بالنزول بمعدل الاستهلاك للفرد من اللحوم سنويًّا ليست في صالح صحة المستهلك؛ لحرمانه من القيمة الغذائية للبروتين الحيواني.

ويضيف: ”غالبية دول المنطقة -باستثناء السودان- ليس لديها الثروة الحيوانية التي تحقِّق لها الاكتفاء الذاتي من اللحوم، وتعمل على سد الفجوة الغذائية من خلال الاستيراد“.

ويقول عبد السميع لشبكة SciDev.Net: ”الأَولى التركيز على حلول علمية وبحثية جادة للحد من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، سواء في علاج الحيوانات أو كمضافات للعلائق في تغذيتها، وحث الدول وتحفيزها على تقليل الاستخدام“.
 
ويستنكر انصباب هَمِّ المسؤولين على الإنتاج الكمي لا الكيفي للحوم.
 
ومن بين الحلول التي طرحها عبد السميع، ”التطبيق الصارم لمنع ذبح الحيوانات إلا بعد مرور فترة سحب الجسم لآخر جرعة تناولها الحيوان من المضادات الحيوية، وتكون غالبًا في حدود 3 أيام بعد آخر جرعة“.

كذلك استخدام طرق تشخيصية دقيقة وسريعة وفعالة للأمراض والوبائيات التي يتعرض لها الحيوان؛ لضمان اختيار المضاد الحيوى الأمثل والأكثر فاعلية بأقل فترة استخدام، وأيضًا استخدام مضادات الميكروبات الطبيعية في علاج أمراض الضرع وفي العلائق، وهو توجُّه عالمي جديد، وفق توضيح عبد السميع.
 
هذا بالإضافة إلى تفعيل مبدأ ’الوقاية خير من العلاج‘ بكافة الممارسات في المزارع.
 
وفقًا للدراسة، ربما يؤدي الحد من استهلاك الفرد للحوم إلى 40 جرامًا للشخص في اليوم؛ إلى خفض استخدام مضادات الميكروبات في مزارع الحيوانات بنسبة 66%، في حين أن فرض قيود على الاستخدام يمكن أن يؤدي إلى خفضها بنسبة 64%. وقد تقلل استراتيجية رسوم الاستخدام أيضًا من استخدام المضادات الحيوية بنسبة 30%.

يقول لاكسميناريان: ”اكتشفنا أن الجمع بين هذه الاستراتيجيات الثلاث يمكن أن يقلل من استخدام مضادات الميكروبات في المزارع بنسبة 80%“. ويضيف: ”أعتقد أن الجمود هو أكبر تحدٍّ يواجهنا، وربما يتبنى الناس هذه الاستراتيجيات عندما تسوء الأمور بالفعل“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم آسيا والمحيط الهادئ